اندلعت حرب بيانات بين أطراف الصراع داخل جماعة الإخوان، حول استقطاب قواعد الجماعة لصالحهم، حيث إنه فى يوم واحد فقط صدر بيانان مختلفان من الجماعة، الأول موجه من محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، والثانى موقع باسم اللجنة الإدارية العليا والتى وجهته لقيادات السجون بالتنظيم.
بدأت الحرب بعدما أصدر محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان بيانا، طالب فيه قواعد الجماعة بالصبر والتماسك خلال الفترة المقبلة، وحرص عزت على توقيع اسمه فى نهاية البيان، الذى تخلله الحديث حول الأزمة السورية.
وقال محمود عزت فى رسالته التى وجها لقواعد الإخوان ولفرع الإخوان فى سوريا أيضا: "اثبتوا ورابطوا فى الثغور التى أنتم عليها، واجعلوا بيوتكم قبلة ووحدوا صفوفكم"، مطالبا قواعد التنظيم وفروعه فى الخارج بالتوحد، والتماسك، زاعما أن ذلك سينهى على الأزمة الحالية التى تتعرض لها جماعة الإخوان.
فى المقابل أصدرت اللجنة الإدارية العليا للإخوان، بيانا فى نفس التوقيت، وجهته لقيادات جماعة الإخوان فى السجون، قالت فيه إن التنظيم يستعد لما أسمته "انطلاقة جديدة للجماعة خلال الفترة المقبلة – على حد قول البيان-
وقالت الجماعة فى بيان لها: "إلى الدكتور محمد مرسى، وقادتنا فى السجون، ستنطلق جماعتنا انطلاقة جديدة فى العام الهجرى الجديد"، زاعمة أنها ستضع رؤية جديدة للجماعة خلال الفترة المقبلة.
ويأتى هذا البيان فى ظل دعوات من قيادات إخوانية وكوادر للجماعة تدعو بإجراء انتخابات داخلية جديدة، وتعديل اللائحة الداخلية للتنظيم، ورفض لهيمنة التنظيم الدولى على الإخوان فى مصر.
من جانبه انتقد عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، حالة الخلاف الداخلية للإخوان، مهددا إياهم بأنهم سينقرضون كما انقرضت الديناصورات.
وقال عبد الماجد فى بيان له نشره عبر صفحته على "فيس بوك"، موجها رسالته للإخوان قائلا:"انقرضت الديناصورات لكنها تركت عقولها أمانة عند بعض البشر، هذه العقول هى التى ظنت أن أمريكا تبحث عن بديل، وهى التى جزمت أن عودة محمد مرسى ضمانة وحيدة وأكيدة لإلغاء كل الاتفاقات السابقة وهى التى تؤكد أن مرسى وبقية قيادات الجماعة يمكثون فى السجن بإرادتهم وأن كلمة واحدة منهم كفيلة بخروجهم جميعا"، ووجه عبد الماجد رسالة لشباب الإخوان قائلا :"لا تصدقوا العقول الديناصورية".
قال مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن كل من خيرت الشاطر ومحمود عزت لم يتم انتخابهم داخل جماعة الإخوان للوصول لمناصب أعضاء مكتب الإرشاد ثم نواب للمرشد، بل صعدوا بالتعيين فقط، مؤكدا أن الانتخابات الداخلية للجماعة انتهت منذ 1990.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن هناك عدة مصادر داخل الإخوان تصدر بيانات، والجماعة كانت منقسمة منذ أن كانت فى مجدها، والآن خلال ضعفها انقسمت أيضا بسبب تدخلات التنظيم الخاصة للجماعة، وهو ما يجعلها تصدر بيانات متضاربة.
وأشار القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أن التنظيم الخاص يقوم بشطب عضوية كل من ينتقد تصرفاته ويطالب بحله.
بدوره قال الشيخ صبرة القاسمى الجهادى السابق، مؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة العنف والتطرف، إن الخلافات الداخلية لجماعة الإخوان تصاعدت خلال الفترة الماضية، وأن هذه الانشقاقات والخلافات ستقضى على جماعة الإخوان".
وأضاف "القاسمى" فى تصريحات لـ"انفراد": المعركة الداخلية للإخوان بين الشباب والعواجيز، دفعت الكثير من شباب الجماعة لتركها ويعترفون بثورة 30 يونيو، وهؤلاء أعدادهم ضخمة داخل الإخوان، بينما دفعت شباب آخر داخل الجماعة الانضمام إلى جماعات متطرفة، أو القيام بأعمال إرهابية".
وعن إصدار القائم بأعمال المرشد الإخوان محمود عزت، رسائل بين الحين والآخر، قال "القاسمى": هذه الرسائل لها هدفين، الأول التأكيد على فكرة أن الجماعة لازالت موجودة ولها تأثير فى المشهد، بينما هدفها الثانى، هو مطالبة شباب الجماعة بعدم الانشقاق عن التنظيم".
وبالنسبة لكيفية خروج هذه الرسائل رغم اختفاء محمود عزت منذ فض رابعة، قال "القاسمى":" الرسائل لا تصدر من مصر ولكنها تصدر من قيادات الإخوان الهاربة فى قطر".