مابين عشية وضحاها، عاشت مصر احتفالين لعهدين مختلفين لمناسبة واحدة،هى الاحتفال بذكرى 6 أكتوبر، التى شهدها الرئيس المعزول محمد مرسى، خلال فترة حكمه لمصر، والرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى، خلال أول أعوام توليه رئاسة البلاد، فشتان الفرق بين الاحتفالين، حيث أحضر المعزول حاشيته وعشيرته، بل دعا قاتلى السادات فى الذكرى، فيما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاحتفالات التي نظمتها القوات المسلحة، بمناسبة مرور 41 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس الأركان، وكبار قادة القوات المسلحة، وكبار رجال الدولة.
واحتفلت مصر، بذكرى حرب أكتوبر من خلال العرض العسكري الذي نظمته القوات المسلحة والذي يعد الأول من نوعه منذ 33 عامًا، حيث كان آخر عرض عسكري شهدته مصر في ذكرى الحرب، يوم 6 أكتوبر 1981، الذي شهد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات على يد متشددين إسلاميين .
وأقيم حفل الرئيس السيسي في الكلية الحربية، اعترافًا بأنها عملت على تخريج أبطال وجنود مصريين، لذلك فيجب أن تكون شاهدة على ذكرى الحرب المجيدة.
أما المعزول مرسي، والذي اعتاد إلقاء خطاباته في إستاد القاهرة دون أسباب مفهومة، أقيم حفل ذكرى أكتوبر أيضًا داخل أروقة إستاد القاهرة، الأمر الذي علق عليه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ساخرين منه بقولهم "على أساس أننا هزمنا إسرائيل 2- صفر في النهائي".
وللعام الثالث، يضع الإخوان الاحتفال بنصر أكتوبر صوب أعينهم، بهدف افساده، فكما أفسده خطاب «المعزول»، يحاولون هذا العام إفساد الاحتفال من خلال المظاهرات المطالبة بعودته. وسط هتافات أكثر من 80 ألفاً من الأهل والعشيرة امتلأت بهم مدرجات استاد القاهرة، احتفل محمد مرسى بيوم النصر العظيم 6 أكتوبر 2012 بخطاب لا يمت بصلة للحدث، سوى فى تاريخ المناسبة، وسط جموع الإخوان قدم «مرسى» كشف حساب الـ100 يوم الأولى من حكمه كما وعد فى برنامجه الانتخابى، فى خطاب استمر أكثر من ساعتين وخلا من وجود أى ممن شاركوا فى النصر العظيم.
وكان غياب المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق، وقائد المرحلة الإنتقالية والفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس، عن الإحتفالات بإنتصارات حرب أكتوبر، أثار العديد من علامات الإستفهام، لاسيما أن الرئيس محمد مرسي أشاد بدورهما في أكثر من موضع في حماية ثورة 25 يناير.
وأثار حضور المتهمين بقتل الرئيس الراحل أنور السادات الإحتفالات غضب المصريين، لا سيما أنهم ينظرون إلى السادات بإعتباره بطل حرب أكتوبر، التي حررت فيها مصر شبه جزيرة سيناء من الإحتلال الإسرائيل.
وتجاهل الرئيس محمد مرسي ذكر اسمي المشير حسين طنطاوي أو الفريق سامي عنان أثناء خطابه بمناسبة الذكرى 39 لحرب أكتوبر، رغم أن أنهما من أبطالها، فضلاً عن دورهما الواضح في حماية ثورة 25 يناير، والإنحياز إليها، وهي المرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاماً التي يغيب فيها طنطاوي عن الإحتفالات بذكرى حرب أكتوبر.
خطب مرسي في وجود الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وقادة وأفراد القوات المسلحة المصرية، إضافة إلى حشد من رموز التيار الإسلامي، والمدانين بقتل الرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار حرب أكتوبر، ومنهم طارق الزمر القيادي في الجماعة الإسلامية، ما أثار غضبًا شعبيًا في أوساط المصريين، وأسرة الرئيس الراحل.
وفى العام الماضى اختفت تظاهرات الإخوان داخل مصر فى الذكرى الثالثة لعزل محمد مرسى، حيث لم تعلن الجماعة، عن أى فعالية تم تنظيمها فى أى محافظة من محافظات الجمهورية على عكس ماجرى فى الأعوام الماضية وهو ما اعتبره خبراء فى شئون الجماعات الإسلامية تأكيد واضح على تدهور حال الجماعة.
قالت سكينة السادات،الكاتبة الصحفية و شقيقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أنها حينما رأت الرئيس المعزول محمد مرسى فى استاد القاهرة يحتفل بانتصارات ذكرى اكتوبر، وبجواره قتلة الرئيس الراحل محمد انور السادات، " كنت بعيط ومخنوقة وطفيتت التلفزيون وقولت حسبى الله ونعم الوكيل فى مرسى والاخوان وكل اللى تشفى فى قتل الزعيم السادات".
وأوضحت، أن الرئيس السيسى والجيش ردوا اعتبارهم مرة اخرى، وكذلك اعتبار الشعب المصرى، خلال احتفالات العام الماضى، وكذلك حينما وقفوا الى جانب الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، مشيرة إلى أن الرئيس السيسى راجل جيش ويمثل الجيش الذى انتصر فى اكتوبر 73.
وقالت أنه لاتوجد مقارنة بين احتفالات الاخوان بذكرى اكتوبر، واحتفالات الرئيس السيسى بهذه المناسبة العظيمة، التى يحتفل فيها الشعب المصرى بتحقيق الانتصار على العدو، مشددة على أن الجيش "هو اللى شايلنا"، متمنية أن يكون الشعب المصرى منضبط مثل الجيش، لانه هو الذى يحمى البلد حاليا".
ووجهت رسالة إلى الرئيس السيسى قائلة:" ربنا يخليك ويطرح فيك حنكة ودهاء السادات لصالح مصر، مشددة أن مصر تواجه تحديات كبيرة وعلينا أن نقف خلف الرئيس السسيسى، للعبور إلى الأمان لان هناك مؤامرات تحاك ضد مصر، ولكن الشعب المصرى واعى لمثل هذه المؤامرات".