استطاعت شركة قها للمنتجات الغذائية خلال فترة الستينات ومرورا بحرب اكتوبر وحتى اوائل الثمانينات ان تكون قبلة الغذاء للمصريين الكادحين من ابناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة الى ان جاءت عواصف الخصخصة فى اوائل التسعينات لتصيبها بنوبة غيبوبة طويلة الامد لمدة تزيد عن 25 سنة حتى استعادت وعيها مرة ثانية بعد رجوعها لوزارة التموين وبدء اجراءات التطوير باكثر من 100 مليون جنيه والتى رصدها وزير التموين السابق خالد حنفى لاستعادة دورة خطوط الانتاج من جديد ليس هذا وحسب ولكن امتد العمل خلال فترة قصيرة الى التصدير لدول اوروبية وافريقية
قال هانى أحمد مدحت، رئيس مجلس إدارة شركة "قها"، إن وكلاء من الدول الأجنبية "إسبانيا وأنجولا ونيجيريا وكينيا" يطلبون منتجات الشركة، لافتا إلى أن هناك أسواقا عالمية تفتتح للشركة لأول مرة فى إطار دعم المنتج المصرى، فى الفترة الأخيرة واشار فى تصريحات أن الخصخصة التى كانت تعانى منها الشركة طوال الفترة السابقة هى سبب تدهورها، ولكن عندما عادت قطاع الأعمال ثم وزارة التموين، استعادت الشركة عافيتها، للارتقاء بالمنتج المصرى، مشيرا إلى أن بنك من بنوك مصر سيدعم الشركة للحصول على خطوط إنتاج جديدة فى الفترة المقبلة.
وكشف محمود عن توقف الكثير من خطوط الإنتاج بالشركة لمدة تتجاوز 20 عاما مما أضر بالشركة والعاملين بها، ومن أهم الخطوط خط الصلصة والمربى والتعقيم و"الديوباك".وأوضح أنه فور تولّيه رئاسة مجلس الإدارة فى 16 فبراير العام، نجحت الشركة فى إعادة تاهيل هذه الخطوط وعادت للعمل مرة ثانية بعد توقف 20 عاما، مع العلم أن بعض هذه الخطوط، قام فنيّو الشركة بإصلاحها دون أى مصاريف إضافية، والبعض الآخر تم فيه الاستعانة بخبراء فنيين من خارج الشركة .بالاضافة إلى غلاية بمصنع أبوكبير حمولة 6 أطنان والتى ظلت متوقفة عن العمل لمدة تزيد عن 10 سنوات، كما تم تطوير خط إنتاج التجميد بعد توقف عن العمل استمر 8 سنوات ومن المقرر أن نتسلمه الأسبوع القادم وتم أيضا إصلاح خط إنتاج الصفيح وقيمته 15 مليون جنيه، الذى ظل متعطلا لمدة 20 عاما، تم إصلاحه بـ 70 ألف جنيه فقط.
واشار محمود إن إجمالى مبيعات الشركة السنوية بلغت 100 مليون جنيه منها 50 مليون جنيه قيمة الصادرات للخارج و50 مليون قيمة المبيعات المحلية وتمتلك الشركة 7 مصانع منها 3 مصانع فى قها ومصنعين فى الشرقية ومصنع بالبحيرة وآخر بالإسكندرية ومن أهم الدول التى نصدر لها السعودية والإمارات وعمان والأردن وأمريكا وفرنسا وأستراليا وحاليا يوجد لدينا طلبات للتصدير إلى إسبانيا.
ولفت محمود الى إن سياسة الخصخصة التى قامت الحكومة بتطبيقها فى التسعينيات دمرت الشركة وقضت على الكوادر الفنية والكفاءات بالشركة ..وبعد 10 سنوات ما بين القطاع الخاص والحراسة القضائية للشركة تركها المستثمر محملة بديون 47 مليون جنيه .والآن تم سداد جميع الديون و أنه عندما تولى إدارة الشركة منذ حوالى 8 شهور قام بحركة تصحيح شملت تعيين 40 موظفا جديدا فضلا عن ترقية 444 موظفا وسداد 500 ألف متأخرات مستحقة للموظفين.
وتضم الشركة 7 مصانع منها 3 في القليوبية و2 في الشرقية وواحد بالاسكندرية وأخرى بالبحيرة تشتمل علي 19 خط لانتاج العصائر والمربات والمركزات والعبوات مشيرا الي انه بلغ حجم إنتاج الشركة خلال عام 2014 - 2015 حوالي 11 ألف و803 طن قيمتها 90 مليون جنيه بزيادة قدرها 1115 طن عن العام السابق وقيمة حجم المبيعات في السوق المحلي والتصدير 77 مليون جنيه بزيادة قدرها 10% عن العام السابق.
وشركة قها للأغذية المحفوظة أنشأت عام 1940 وبدأت بمصنع واحد فى مدينة قها باسم المصنع المصرى للأغذية، وفى عام 1962م أعيد تأسيس الشركة "شركة مساهمة مصرية" تحت اسم النصر للأغذية المحفوظة، وبعد ذلك تم تبعيتها لوزارة التموين إحدى شركات الشركة القابضة للصناعات الغذائية، حيث تقوم الحكومة حاليا بتطوير المصانع التابعة لها وفى عام 1991م أصبحت الشركة خاضعة لقانون قطاع الأعمال رقم 203 تحت مسمى "شركة قها للأغذية المحفوظة"، وتم بيع الشركة عام 1998م لمستثمر، واعتبارا من عام 2008 تم نقل ملكية الشركة إلى الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة حاليا لوزارة التموين .