لعبت شركات القطاع العام وهيئة السلع التموينية دوراً كبيراً فى تأمين احتياجات البلاد، من السلع الغذائية وتوفير مخزون استراتيجى من الأقماح يكفى لأكثر من 6 أشهر، وقت حرب أكتوبر المجيدة، ووفرت شركة قها، التابعة للقابضة للصناعات الغذائية، الأغذية المحفوظة للقوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، كما ساهمت فى توفير المنتجات للمواطنين بالأسواق بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى تصدير منتجاتها لـ32 دولة، فى أفريقيا وأوربا وأمريكا، فضلا عن تصدير 25% من منتجاتها للسعودية واليمن وبعض دول الخليج.
من جهته قال اللواء محمد أبو شادى، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، وأحد المسئولين عن تأمين الجبهة الداخلية خلال حرب أكتوبر، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن تأمين الجبهة الداخلية تضمن التأكد من توافر كافة السلع والخدمات دون استغلال البعض لظروف البلاد خلال حرب أكتوبر ورفع الأسعار، لافتاً إلى أنه لأول مرة فى تاريخ الحروب لم تتأثر البلاد فى الداخل بالعمليات الحربية.
وأضاف "أبو شادى"، أن تأمين الجبهة الداخلية يتمثل فى عدة محاور، منها تأمين المنشآت الحيوية، مثل السكة الحديدية ومحلات الذهب ومخازن السلع الغذائية والهيئات الحكومية، ومنها الوزارات والبعثات الدبلوماسية، إضافة إلى التحفظ على المسجلين الخطر لعدم ارتكابهم أعمالا خارجة على القانون.
وأشار اللواء محمد أبو شادى إلى أن من ضمن خطة تأمين الجبهة الداخلية، التأكد من توفير السلع والخدمات دون استغلال البعض لظروف البلاد خلال حرب أكتوبر، بالتنسيق مع الجهات المعنية، لافتاً إلى أنه لأول مرة فى تاريخ الحروب لم تتأثر البلاد فى الداخل من السلع الغذائية، بسبب نجاح القوات المسلحة فى توفير دفاع جوى جيد وصد أى طائرة للعدو.
وأوضح "أبو شادى"، أن الروح المعنوية العالية للقوات المسلحة، التى استطاعت تحطيم خط بارليف فى 6 ساعات، جعلت الجبهة الداخلية فى أمان، فى ظل قيام الحكومة وقتها بتوفير القمح المستخدم لإنتاج الخبز البلدى المدعم لأكثر من 6 أشهر، إضافة إلى توفير السلع الغذائية لمدة تتجاوز 3 أشهر .
وأكد وزير التموين الأسبق أن شركات القطاع العام كانت تقود النشاط الاقتصادى وقت حرب أكتوبر، من خلال العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى من زيت الطعام بأنواع مختلفة وتوفير السلع الغذائية، وتوفير مصانع الحكومة لجميع المنتجات الغذائية وغير الغذائية، قائلا، "لم تستطع طائرات العدو غزو أى مدينة مصرية، لأول مرة فى تاريخ الحروب"، حيث كانت يشهد المواطنون احتفالات كبيرة فى الشوارع عقب عبور القناة.
وأشار اللواء محمد أبو شادى إلى أن المجمعات الاستهلاكية كان لها دور كبير فى توفير السلع والمنتجات للمواطنين جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص، ما أدى إلى إحداث توازن فى أسعار السلع والمنتجات بالأسواق .