نقلا عن العدد ايومى...
مثلما كان مشهد العبور قبل 43 عامًا، أحد أيام مصر المجيدة، فقد كان درسا لا يفترض أن ننساه، ولا يفترض أن نفرط فى تاريخنا، الذى يجيب على ما هو مطروح من تحديات. وبالرغم من أن العبور ونصر أكتوبر أحداث دارت قبل 43 سنة، لكنها أثرت سياسيا واقتصاديا، ولا يفترض أن نظل عند الماضى، لكن ونحن ننظر للمستقبل علينا أن نتعرف على دروس العبور التى يجب أن نستفيد منها للمستقبل. وكان أهم درس للمستقبل هو وقوف الشعب المصرى بكل فئاته خلف القوات المسلحة، لتخطى الهزيمة والانتقال إلى النصر، رأينا بطولات تقترب من الأساطير. كانت وحدة الشعب وتضحياتهم ووقوفه خلف قواته، وعدم البقاء عند حالة غضب أو رفض أو اكتئاب، رفض المصريون الهزيمة، وقرروا منذ اللحظة الأولى عبور هذه الهزيمة بكل قوة. بالرغم من تحديات اقتصادية وإقليمية ودولية، وهو ما يفترض أن نتعلمه من العبور أنه لا مستحيل أمام إرادة الشعب. وكانت علاقة الشعب والجيش مفتاح النصر، وهو ما يمنحنا الأمل فى الاتجاه للمستقبل ولهذا تأتى أهمية مقولة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه كما حقق المصريون نصر أكتوبر بالتضحية، سيحققون التنمية والنماء بالعزيمة. لقد كان النصر بتضافر الشعب المصرى، وأيضا بموقف عربى موحد حيث كانت هناك مشاركات من الدول العربية الشقيقة.
ربما لهذا أيضا يمكن النظر لفكرة النصر باعتبارها كانت انتصارا نفسيا وقدرة على جمع الموقف العربى لدعم المواقف السياسية، بعيدا عن أى انقسامات. لقد كان هناك موقف اقتصادى عربى عندما هدد الزعماء العرب بوقف ضخ البترول العربى إلى الدول الحليفة لإسرائيل، وكانت مقولة الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات الراحل: البترول العربى ليس أغلى من الدم العربى.
ربما لكل هذا نحن بحاجة إلى تأمل دروس نصر أكتوبر، لنعرف كيف كان هناك قلب واحد، بلا أى اختراقات وكيف كان الهدف واضحا، وأن كل من اتفق أو اختلف لم يختلف على الوطن ولا على أهمية تحقيق النصر. ومن هنا يمكن أن نتمكن من التغلب على التحديات غير المسبوقة التى تواجه بلدنا. وتحقيق التقدم والتنمية ومستقبل أفضل لنا ولأبنائنا، والشعب وقف خلف جيشه فكان هو البطل، ومعه أبناؤه فى القوات المسلحة، ومن هنا فإن الشعب المصرى يحمل فى قلبه جيشه، لأنه منه وسوف تنتصر مصر فى معركتها لمواجهة الإرهاب والتحديات الإقليمية. وأيضا فى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية من خلال القدرة على التضامن والتوحد خلف هدف واضح.