يحتفل البرلمان المصرى بمرور قرن ونصف على تاريخ انشاءه وبدء التجربة الديمقراطية والبرلمانية الحقيقية فى مصر منذ مجلس شورى النواب عام 1866 فى عهد الخديوى اسماعيل، وتأتى هذه الذكرى فى ظل تاريخ حافل للبرلمان، وطوال تلك الفترة لم تعرف المرآة المصرية طريفها الى البرلمان الا فى عام 57 بعد قيام ثورة 23 يوليو المجيدة عام 52 وصدور دستور 54 الذى سمح للمراة لاول مرة بحق التصويت والترشيح والتصويت.
وبمناسبة هذه الذكرى التاريخية للبرلمان، يجب الا ننسى أول سيدة برلمانية دخلت البرلمان، وكان لها دور كبير على المستوى الانسانى والجماهيرى، هى السيدة راوية عطية التى دخلت مجلس النواب ممثلة عن سيدات مصر عام 1957.
فى العام 1951 خرجت مظاهرة نسائية بقيادة درية شفيق، وقوامها 1500 امرأة اقتحمت هذه المظاهرة مقر مجلس النواب للفت النظر إلى قضايا المرأة بجدية، ونجحت المظاهرة في انتزاع قانون ينص على حق المرأة في الترشح للانتخابات، وكانت هذه البداية لدخول المرأة لمجلس النواب.
وجاءت راوية عطية، أول من رشحت نفسها نائبة بمجلس الشعب، والتى قال عنها جمال عبد الناصر:" لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية المتمثل في كفاح راوية عطية".
ورشحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة (البرلمان المصرى ) فى إنتخابات 1957 عن محافظة القاهرة، ونجحت بعدما حصلت على 110807 صوت، ودخلت التاريخ باعتبارها أول إمرأة فى مصر والدول العربية كلها تنجح فى الإنتخابات البرلمانية وتصبح عضو فى البرلمان.
وفى انتخابات مجلس الأمة عام 1959 خسرت راوية عطية عضوية البرلمان نتيجة انشغالها فى نشاط حقوق المرأة، و انضمت لأنشطة الصليب الأحمر، وانضمت راوية عطية للحزب الوطنى المصرى ورشحت نفسها لعضوية مجلس الشعب فى انتخابات 1984 ونجحت و أصبحت عضو فى البرلمان المصرى للمرة الثانية.
ولدت راوية عطية 19 أبريل 1926 فى محافظة الجيزة، والدها كان سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربيه ودخل السجن بسبب آرائه السياسية وكان لذلك أكبر الأثر فى تكوين شخصيتها اشتركت فى مظاهرة ضد الاحتلال الانجليزى سنة 1939.
أكملت راوية عطية تعليمها على عكس أغلبية البنات المصريات فى ذلك الوقت، وأخذت شهادات جامعية فى مجالات مختلفة وهى : الليسانس من كلية التربية جامعة القاهره سنة 1947 ، و دبلومة فى التربية وعلم النفس ، و ماچستير فى الصحافة ، و دبلومة فى الدراسات الإسلامية ؛ واشتغلت فى التدريس لمدة 15 سنة واشتغلت فى الصحافة فترة قصيرة لم تتعدى 6 شهور .
فى عام 1956 ، كانت راوية عطية أول إمرأة تعمل ضابطة فى الجيش المصرى وكان ذلك بعد العدوان الثلاثى على مصر، و دربت 4000 إمرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب، وفى حرب اكتوبر 1973 كانت راوية عطية رئيسة جمعية ( أسر الشهداء والجنود ) وحصلت على لقب ( أم المقاتلين الشهداء ).
ونتيجة لدور راوية عطية المتميز فى خدمة الجيش المصرى تم منحا ثلاث جوائز عسكرية: شعار الجيش الثالث الميدانى، وسام 6 أكتوبر، وسام القوات المسلحة فى عام 1993 تولت راوية عطية منصب رئيس المجلس القومى للأسرة والسكان، وتوفت يوم 9 مايو 1997 فى عمر يناهز 71 عاماً.