لم تمر سوى أيام قليلة على إعلان منظمة أوبك العالمية، عن توصل أعضائها لاتفاق فى اجتماعها غير الرسمى فى الجزائر، بتخفيض إنتاج المنظمة، إلى 32.5 مليون برميل يوميا من مستواه الحالى الذى يقارب 33.24 مليون برميل يوميا حتى بادرت ايران برفع انتاجها عن مستوى 3.62 مليون برميل يوميا وتستهدف أن يصل إلى 6 مليون يوميا.
بوادر تمرد ايران على اجتماع الجزائر
مبادرات ايران تعنى مخالفة صريحة وإعلان مسبق منها لاجتماع نوفمبر المرتقب بأنها لن توافق على أى قرارات من شأنها تخفيض الانتاج الذى يسعى اليه اكبر عدد من الدول الأعضاء فى المنظمة وروسيا من خارجها لعودة الاستقرار ورفع أسعار النفط لتعويض خسائر اقتصادهم، وهو ما سيزيد حالة الصدام والتوترات بينها وبين المملكة العربية السعودية .
صراع ايران والدول المستفيدة لعدم خفض الانتاج
فى ظل الصراع الذى تقوده ايران وحالة الصدام الذى ستقع فيه مع اعضاء منظمة أوبك ستدعم العديد من الدول المستفيدة من كثرة المعروض فى أسواق النفط وتدنى الأسعار موقف طهران وتساندها فى الثبات على موقفها بعدم الخفض، خاصة وأن هناك قطبين لهما نفوذ كبيره وهما السعودية من الأعضاء الأكثر انتاجا وتأثيرا فى الأسواق العالمية وروسيا التى ترقص كالديك الذبيح لرفع الأسعار.
الدول المستفيدة من تدنى أسعار النفط
من أبرز الدول المستفيدة من تدنى أسعار النفط وستدعم ايران بشكل أو بآخر فى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية الكبرى اليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند من آسيا ، إضافة إلى دول الاتحاد الأوربى ومن أهما فرنسا والمانيا واسبانيا و"انجلترا حتى الخروج رسميا".
لماذا تساند هذه الدول ايران وكيف ستدعمها
هذه الدول مازالت تحافظ على سعر السلع التى تنتجها فى ظل تدنى أسعار البترول عالميا وتحقق مكاسب ضخمه شهريا، وبالتالى هذه البلدان من مصلحتها كثرة المعروض فى الأسواق وفى نفس الوقت عدم اعلان موقفها لصالح دوله بعينها، ولكن ستساند طهران إما من خلال فتح أسواق جديدة لها لبيع النفط أو من خلال الشركات الوسيطة بحيث تتوجه إلى ايران لشراء اكبر كم ممكن من البترول وبيعه للدول المالكه لها من الباطن
لماذا تنشأ الدول شركات وسيطة
من السائد فى أسواق النفط أن معظم الدول لاتتعاقد بنفسها على شراء النفط من الدول الأخرى ولكن تعمل على تأسيس شركات وسيطة من الباطن تعمل لحسابها وهنا تكون هذه الدول فى مأمن عنى اى صراع او أن تحسب على طرف بيعنه .
لماذا ارتفعت أسعار النفط لليوم التالى على التوالى؟
ارتفعت أسعار النفط لليوم الثانى على التوالى، حيث سجل سعر خام القياس العالمى مزيج برنت 51.80 دولار للبرميل فى تعاملات اليوم الأربعاء، بينما ارتفعت أسعار خام غرب تكساس 49.52 دولار للبرميل.
وذكرت تقارير إعلامية عالمية اليوم الأربعاء أن أسعار النفط ارتفعت فى جلسات تداول اليوم الثانى نتيجة لصدور تقارير تشير إلى هبوط مخزونات النفط الأمريكية أكبر مستهلك للبترول فى العالم.
وارتفعت صادرات إيران من النفط أمس وهو ما أدى إلى زيادة الكميات المعروضة فى الأسواق وسط ترقب التجار للاجتماع المرتقب لأعضاء منظمة أوبك فى فيينا خلال شهر نوفمبر المقبل للاتفاق على خفض الإنتاج لكل دولة عضو فى المنظمة، بعد أن تم الاتفاق بشكل عام على خفض الإنتاج فى الاجتماع التشاورى الذى عقد فى الجزائر يوم 28 سبتمبر الماضى على هامش منتدى الطاقة العالمى.
وتخطى سعر نفط برنت حاجز الـ 51 دولارا للبرميل فى جلسات التداول المسائية لأسواق النفط أمس الثلاثاء، حيث سجل سعر برنت 51.10 دولار للبرميل بعد أن تراجع فى التعاملات الصباحية إلى 50.62 دولار للبرميل، بينما ظلت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى تتأرجح عند 48.77 فى تعاملات اليوم الثلاثاء .
انخفضت أسعار النفط فى الفترة الماضية، بسبب زيادة المعروض عن الطلب لأكثر من مليون برميل يوميا، ففى النصف الأول من 2016 بلغ حجم المعروض نحو 32.5 مليون برميل يوميا، فيما كان الطلب المقدر 30.1 مليون برميل، فيما يقدر حجم العرض الحالى والمتوقع الفترة المقبلة، 33.24 مليون برميل يوميا، والطلب 32.7 مليون برميل.
وقفزت أسعار النفط فى عام 2005 بسبب الأعاصير والعوامل الجيوسياسية إلى مستوى 78دولارا للبرميل، وارتفع سعر البترول إلى مستوى قياسى فى يوليو 2008 إلى 147 دولار للبرميل، ثم انخفضت الأسعار إلى 60 دولارا للبرميل فى أكتوبر 2008، واستمر صعودا وهبوطا قبل أن يصل فى 2013 و2014 إلى ارتفاع كبير جديد بسعر 120 دولارا للبرميل، قبل أن يبدأ رحلة الهبوط فى 7 2014، ووصل إلى أدنى مستوى له فى نهاية العام الماضى وبداية العام الحالى مسجلا 28 دولار للبرميل.
وتضم منظّمة الأوبك 12 دولة تعتمد على صادراتها النفطية اعتمادا كبيرا لتحقيق مدخولها، ويعمل أعضاء الأوبك لزيادة العائدات من بيع النّفط فى السّوق العالمية، وتملك الدّول الأعضاء فى هذه المنظّمة 40% من الناتج العالمى و70% من الاحتياطى العالمى للنّفط، وتأسست فى بغداد عام 1960.