اللواء «عبد الجابر» قائد كتيبة «العفاريت»: أحد جنودنا استولى على إحدى دبابات العدو وعاد بها لخطوطنا.. «أبوغزالة» أدار معارك مدفعية الجيش الثانى بنفسه من الميدان وانفجر لغم فى سيارته

نقلا عن العدد اليومى... كان لسلاح المدفعية دور عظيم خلال حرب أكتوبر 1973، بقيادة اللواء محمد سعيد الماحى، والتى كبدت العدو خسائر جسيمة خلال الساعات الأولى لاندلاع الحرب، وأشاد بها المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته. وعن معركة المدفعية قال اللواء «عبدالجابر أحمد على» ابن الدفعة 41 حربية لـ«انفراد»: بعد النكسة، بذلت القوات المسلحة جهودًا ضخمة فى إعداد الوحدات العسكرية، وبدأت تضخ بها وجوهًا جديدة، وأسلحة جديدة، والاستعانة بحملة المؤهلات العليا، ليستوعبوا بشكل أسرع الأسلحة المعقدة، وتم التركيز أكثر على اللياقة البدنية، خاصة أننا لكى نعبر قناة السويس وسيناء سنعبر لمدة 24 ساعة سيرًا على الأقدام، لذا كان يجب أن يكون الجندى على درجة عالية من اللياقة البدنية، فكان كل القيادات والجنود يشاركون فى بطولات رياضية بين الوحدات. ويضيف اللواء عبدالجابر: كنا نفكر فيما سيفعله الجندى المقاتل الذى لا يحمل سوى سلاحه الشخصى بندقية أو «آر بى جى» أمام دبابات العدو بعد أن يعبر القناة والساتر الترابى، وهنا قررت القيادة العامة التعاقد مع روسيا على صفقة صاروخ «مالوتكا» المضاد للدبابات، ومداه 3 كيلومترات، ومنطقة ميتة 300 متر، وكانت الملحمة فى تدريب الجنود على الصاروخ الجديد، وكانوا موزعين على 6 كتائب فى طنطا تابعة للجيشين الثانى والثالث، وكان التدريب قاسيًا جدًا، وتم توزيعهم على الفرق، وكانت كتيبتى ضمن الفرقة 16 مشاة، وقد حقق صاروخ المالوتكا إنجازًا رهيبًا، حتى إن أحد القادة الإسرائيليين قال بعد ذلك فى شهادته عن الحرب «فوجئت بالمصريين على أقدامهم، وقلت إنهم ينتحرون، وحينما بدأت الشمس فى الغياب، فوجئت بكرات من اللهب الحمراء تتطاير وتتراقص فى الهواء، وبدأت تلتهم دباباتنا دبابة تلو الأخرى، وأصيبت دبابتى، وحينما سألت علمت أنه السلاح السرى الرهيب الذى استخدمه المصريون»، وقالوا أيضًا أنهم كانوا يحاربون عفاريت وليسوا بشرًا. وكان من المفترض أن أعبر مع قيادة الفرقة بعد العبور بساعة، لكننى أصررت على أن أعبر من القوات فى أول عبور، لأنى وعدتهم بأن أكون معهم فى العبور الأول، وكانت أول معركة يوم 6 أكتوبر فى الساعة 9 مساء، وبدأت سرية دبابات من العدو تهاجمنا، ودمرنا 7 دبابات، وهربت حوالى 5 دبابات أخرى ناحية قرية الجلاء التى سميت بعد ذلك المزرعة الصينية، وتبعد عنا حوالى 3 كيلو، وبدأت تضرب كوبرى الفرقة 16، فصدرت الأوامر لنا بأن نتحرك 3 كيلو إلى قرية الجلاء للتعامل مع الدبابات، إلا أننا وجدنا الدبابات قريبة جدًا منا، وهنا يصعب استخدام الصاروخ، وعملنا حفرًا لأنفسنا، واتصلت باللواء عبدالعزيز الجوهرى، قائد المدفعية وقتها، وقرر عمل إضاءة فهربت الدبابات، وبعدت عنا بمسافة كبيرة تمكنا وقتها من ضربها بالصواريخ. ويتابع اللواء «عبدالجابر»: كما أننى لا أنسى معركة الطالية يوم 9 أكتوبر، والطالية كانت عبارة عن «تبة» مرتفعة على بعد حوالى 8 كيلو من شرق القناة، وتصلح لسير جميع أنواع المركبات، وترتفع حوالى ‏50‏ مترًا فوق سطح الأرض، ويمكن منها المراقبة والسيطرة على الطريق الأوسط‏، وصدرت الأوامر من اللواء الجوهرى، والفريق عبدرب النبى حافظ، قائد الفرقة، بأن نحتل الطالية لصد لواء مدرع للعدو، وكان يومًا صعبًا، حيث تصدى لنا العدو بقوة، إلا أن جنودنا تصدوا لهم بقوة، وتم تدمير دباباتهم. إلا أن دبابة من دبابات العدو لم تصعد للتبة وهرب طاقهما، وقام أحد الجنود ويدعى «معوض»، وكان إدايًاى، ورأى جنود العدو يهربون من الدبابة، فأخبر زميلًا له من سائقى الدبابات، واستولوا على الدبابة وقادوها إلى تمركزنا، وصدرت الأوامر لاستهداف الدبابة بعد أن لمحها أحد جنود الاستطلاع، إلا أننا فى آخر لحظة رأينا «معوض» أعلى الدبابة يتراقص ويلوح ببيرق كان بيده، وصاح الجنود «يا فندم دا معوض»، وظللنا نضحك كثيرًا. ومن الذكريات التى لا أنساها، أن الجندى «محمد عبدالعاطى» الشهير بـ«صائد الدبابات» لأنه دمر 26 دبابة بمفرده، كان حتى يوم 8 أكتوبر لم يشارك فى الحرب، لأنه كان فى احتياطى قائد اللواء، وكان متذمرًا جدًا، وأراد أن يشارك فى المعارك، وأتى إلىّ وطلب منى أن يشارك، وشارك فى هذا اليوم مع زميله «بيومى»، ودمر بمفرده 13 دبابة، ودمر «بيومى» 7 دبابات فى نصف ساعة، وانسحبت القوات الإسرائيلية، وفى اليوم التالى دمر بمفرده أيضًا 17 دبابة للعدو. كما لا أنسى يوم 8 أكتوبر الذى قال عنه اليهود «الاثنين الحزين»، وقال عنه شارون: «دفعنا بأفضل مدرعاتنا لوقف تدفق المصريين شرق القناة ولم يكتفوا بتدميرها، ولكنهم نتفوا ريشها». كما لا أنسى أيضًا أن المشير عبدالحليم أبوغزالة، وكان وقتها قائد مدفعية الجيش الثانى، بعد أن كان هناك هجوم شديد من العدو على الفرقة 16، فأتى إلى الفرقة وأدار المعركة من الميدان، بدلًا من إدارتها من القصاصين، وانفجر لغم فى سيارته وتوفى سائقه وأحد الضباط. وموقف آخر لا أنساه، أن اللواء عبدرب النبى حافظ، قائد الفرقة، حينما أصيب بشظية مدفعية إسرائيلية يوم 18 أكتوبر فى إحدى المعارك، وكان قد تم تدمير الكوبرى الخاص بنا، ولم يكن هناك إسعاف، فذهبت به بنفسى إلى المستشفى، وبعد إصابته تولى اللواء أنور حب الرمان قيادة الفرقة، وطلب منى وقتها أن أذهب بمجموعة أسرى إلى قيادة الجيش الثانى الميدانى لأننى كنت على دراية كافية بالدروب والطرق. كما كانت لى ذكريات مع المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق، حينما كان مقدمًا وقائد كتيبة، حيث كان بطل معركة المزرعة الصينية، وشاركت معه مجموعة من رجال كتيبتى، وبعد الحرب طلب منى أن يلتقط صورة تذكارية مع من شاركوا معه فى المعركة، لأنهم أبلوا بلاء حسنًا، وطلب منى أن أكون معهم.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;