نشبت معركة بين الإخوان وحلفائها، حول الاختراق الذى تم داخل الجماعة خلال الفترة الماضية، حيث أكد إعلاميون محسوبون على الإخوان، باختراق الجماعة من الداخل، واستشهد بمن انشقوا عن الجماعة مؤخرا، فى الوقت الذى رد عليه حلفاء للتنظيم بأن هذه الأمور ليس عليها أدلة دامغة.
المعركة بدأت عندما اتهم أحمد منصور، الإعلامى المحسوب على جماعة الإخوان، التنظيم بالاختراق من الداخل، مشيرا إلى من خرجوا من الجماعة خلال الفترة السابقة أكدوا هذا الاختراق، ومتهما قيادات التنظيم بأنهم سبب فى الأزمة الحالية للجماعة، كما اتهم منصور، الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد الإخوان السابق، والقيادى المنشق عن الجماعة، بأنه سبب هذا الاختراق.
وقال الإعلامى المحسوب على جماعة الإخوان، فى تصريحات له، إن الصف الداخلى للجماعة مخترق من الداخل، سواء خلال السنوات الماضية أو الآن، مطالبا الجماعة وقياداتها بضرورة مواجهة هذا الاختراق الأمنى فى الوقت الراهن.
بدوره اعترف حمزة زوبع، القيادى الإخوانى، وأحد إعلامى قنوات الجماعة، بأن بريطانيا هى من تتخذ القرارات الخاصة بمكتب الجماعة بلندن، وأن قيادات التنظيم هناك تنفذ جميع أوامرها.
وأضاف زوبع فى تصريحات له على أحد القنوات التى تبث من تركيا، أن إخوان لندن تابعون لبريطانيا ويسعون لاسترضاءها، ويفضلون مصالح بريطانيا على الجميع.
فى المقابل رد إبراهيم الزعفرانى، القيادى الإخوانى السابق، وأحد حلفاء الجماعة، على أحمد منصور قائلا: "الإعاقة الحقيقية فى العقول المغلقة، اختلف مع أحمد منصور فى اعتبار الاختراق الأمنى للإخوان ظاهرة، فكل ما أورده هى حالات فردية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة على امتداد ثمانى عقود، ولم يقدم أدلة جدية على أنهم كانوا عناصر اختراق داخل الجماعة".
وأضاف الزعفرانى فى بيان له: "أنا أجزم بأن إلصاقه هذا الوصف بمحمد حبيب يتنافى مع الحقيقة، فأنا أشهد للرجل أنه كان صادقا مع جماعته، فكنت أراه شخصية نرجسية وأنه يميل إلى الانضباط ، روتينى، وليس مبادرا ولا مجددا، دفع به قربه من القيادة وطاعته لها وانضباطه ودقته فى تنفيذ ما يطلب منه ومركزه الاجتماعى كأستاذ جامعي للمواقع القيادية المتقدمة للجماعة، حتى وصل إلى موقع النائب الأول لمرشدها.
واستطرد الزعفرانى: "حين أصر حبيب على موقفه، اتفقوا بالتنسيق معه على العمل على إسقاط حبيب وعدم تمكينه من موقع المرشد، عن طريق توجيه (تربيط) الانتخابات، مما جعلنى أنا وآخرين نعمل جاهدين لمواجهة هذا التربيطات، لأنها طريقة سيئة لا تتفق مع اللائحة ولا نزاهة تطبيقها رغم أننا جميعا لم نكن راغبين فى وصول حبيب لهذا المنصب، وقد بدا موقفنا وكأننا كنا نناصر محمد حبيب".
وتابع الزعفرانى: "لقد كان هذا الموقف وما سبقه من تغييب للدكتور حبيب نقطة تحول فى شراسة الخصومة من قبله تجاه أعضاء مكتب الإرشاد، وبعد خروجه من الجماعة ثم عزل محمد مرسى، هبط محمد حبيب بهذه الخصومة عميقا بعيدا عن شرف الخصومة، وتم استغلال هذه الخصومة ضد الجماعة" .
وأوضح الزعفرانى أن الإعاقة الحقيقية التى تعصف بالإخوان ليست هى الاختراق، ولكن الإعاقة الحقيقية فى العقول المغلقة، غير القابلة للانفتاح أو التطور أو التغيير، التى تقصى العقليات الأخرى من المشهد من الشباب وغير الشباب".
بدوره قال وحيد حجازى، أحد كوادر الإخوان معلقا على الاختراق داخل الإخوان قائلا: "لو كل اﻹخوان عقولهم متفتحة غير منغلقة كانت حاجات كتيرة اتغيرت".
وأضاف حجازى، ردا على تصريحات أحمد منصور: "الأزمة الإخوانية ليست فى الاختراق داخل الجماعة، ولكن فى العقلية التى تدير الجماعة فهى سبب الأزمة الآن".