بيانات تحذيرية أطلقتها السفارات الأجنبية "الأمريكية، الكندية، البريطانية"، تزعم بوجود مخاطر أمنية بمصر، وتدعو رعاياها بعدم التواجد فى الأماكن العامة اليوم، الأحد، فى بيانات مقتضبة لا يساندها دليل، ولم ترتكن لمعلومات، ويبدو أن هدفها الرئيسى إثارة حالة من القلق فى البلاد.
البيانات والمزاعم الأجنبية جاءت تزامناً مع انفراجة ملحوظة فى السياحة وعودة السياح لمصر مرة أخرى، وتزامناً مع الاحتفال بمرور 150 عام على وجود حياة نيابية وبرلمانية فى مصر، وقدوم العديد من الشخصيات العامة بأفريقيا والمنطقة العربية لمدينة شرم الشيخ للاحتفال بمرور 150 سنة على إنشاء البرلمان المصرى.
اللافت للانتباه، أن هذه السفارات الأجنبية والجهات المعنية بدولها لم تجرى أية اتصالات بمصر لإطلاعها على ما توصلت إليه من معلومات متوفرة لديها حول وجود مخاطر بمصر على حد زعمها، وإنما بادرت إلى تصدير الشائعات ووضعها على الصفحات الرسمية للسفارات وترويجها على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل سريع كسريان النيران فى الهشيم.
والغربيب فى الأمر، أن وزارة الداخلية باعتبارها المسئولة عن الأمن الداخلى، أكدت أنه لم يتوافر أية معلومات أو شواهد حول وجود ثمة تهديدات خلال الفترة الراهنة تدعم ما يروجه البعض من تحذيرات فى هذا الشأن، وأن الإجراءات التى تتخذها الأجهزة الأمنية، تسير فى إطار الخطط الاستراتيجية لوزارة الداخلية، التى نجحت فى ترسيخ مناخ الاستقرار والأمن فى ربوع الوطن، وأن قوات الشرطة تتحلى بالجاهزية واليقظة والاستعداد لتأمين الجبهة الداخلية إزاء كافة المواقف.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما أكد رجال الشرطة جاهزيتهم للتعامل مع أية مواقف طارئة ومراجعتهم لخطط التأمين باستمرار، فضلاً عن تعزيز التواجد الأمنى حول جميع السفارات وتأمين الأجانب بمصر.
ويؤكد الواقع، أنه لا يمكن لأى دولة من الدول مهما وصلت إليه من تقدم تقنى وزيادة فى القوات والسلاح، أن تتوقع الإرهاب، فهو أمر طارئ يحل فجأة، دون سابق إنذار، حيث عانت منه دول الغرب نفسها، وأبرزها فرنسا وأمريكا وبريطانيا وبلجيكا وغيرهم، وعجزت أجهزتها المتطورة فى توقع الارهاب الذى أوقع المئات من الضحايا فى تفجيرات مدوية.
الواقع داخل مصر يؤكد عكس ما روج له الغرب بوجود خطر فى القاهرة، حيث أكد السياح أنفسهم من هذه الدول أنهم يشعرون بالأمان فى مصر، ويتحركون فى أوقات متأخرة بانسياب وحرية لم يألفوها فى بلادهم، وأنهم يرسلون رسائل الأمن والسلام لسياح العالم من قلب بلد الأمن والأمان مصر.
لا أظن أن هناك ربط دقيق بين ما حذر منه الغرب وبين ذكرى أحداث ماسبيرو، التى ستحل فى نفس اليوم، حيث مرت ذكرى ماسبيرو فى السنوات الماضية بردا وسلاما، ولا أعتقد أن هناك ثمة علاقة بين سقوط وقتل الكوادر الإرهابية وتوعد فلولها برد فعل قوى تجاه الأمن وبين ما حذر منه الغرب، ولكن اعتقادى أن هذه البيانات جاءت لتؤكد أن هذه الدول داعمة للفوضى فى مصر.