تكشف جائزة اتصالات لكتاب الطفل التى ينظمها المجلس الإماراتى لكتب اليافعين فى الإمارات العربية المتحدة، تحت رعاية شركة الإمارات للاتصالات "اتصالات"، عن واحدة من الرؤى التى ينطلق منها مشروع إمارة الشارقة الثقافى، إذ تكثّف الجائزة جهودها للنهوض بالمستوى المعرفى والفنى لكتب اليافعين، وتسعى جاهدة للحاق بحركة النشر الرائدة فى العالم.
وضعت الجائزة سلسلة من الأهداف المركزية، فلم تكتف بتحفيز ودعم صناعة محتوى متميز ومنافس فى مجال أدب وثقافة الطفل، وإنما عملت على استشراف المستقبل الثقافى للطفل العربى فى ضوء المتغيرات الثقافية الكبرى التى يمر بها العالم، والتحديات التى تواجه بناء الهوية الفكرية سليمة تنطلق من الجذور، باتجاه مستقبل ثقافى مغاير يقود الحراك الثقافى العربى.
مروة العقروبى، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتى لكتب اليافعين، تتحدث فى حوارنا معها حول الجائزة، ومسيرتها على مدار 8 أعوام، وأهم شروط ومعايير التحكيم، مقدمة قراءات فى مستقبل أدب الطفل فى الوطن العربى، والرؤية التى يستند عليها المجلس الإماراتى لكتب اليافعين، إلى نص الحوار.
ماهى أهداف المجلس الإماراتى لكتب اليافعين، وما تأثيره على زيادة الإنتاج المعرفى وتطويره؟
برزت أهمية المجلس الإماراتى لكتب اليافعين الفرع الإماراتى من المجلس الدولى لكتب اليافعين، والذى جاء بمبادرة كريمة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، المؤسس والرئيس الفخرى للمجلس، بمساعيه الرائدة، نحو تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب، وتعزيز أهمية القراءة ونشرها بين الأطفال واليافعين، ويعمل المجلس على ذلك بأكثر من مستوى إذ يقيم مجموعة من البرامج والأنشطة التى تعزز تلك الأهداف، بالإضافة إلى بناء قدرات المؤلفين والرسّامين الواعدين والمحترفين، وتعزيز التفاهم العالمى بين الثقافات من خلال كتب الأطفال، والتى تؤثر إيجابياً على إيجاد قاعدة للاهتمام والارتقاء بمستوى أدب الطفل، وتحفز صنّاع هذا النوع من الكتب على تقديم كل ما يمكنهم من أجل زيادة الإنتاج الأدبى وتطويره، وتعزيز جودته شكلاً ومضموناً.
ماهى أبرز المعوقات التى تواجه صناعة كتب الأطفال واليافعين، وماهى السبل نحو مواجهتها؟
يواجه مجال صناعة الكتب للأطفال واليافعين، العديد من التحديات التى تقف عائقاً وراء إصدار هذا النوع من الكتب، ومنها ارتفاع أسعار كلفة الإنتاج، وعدم توفر الدعم المادى الكافى للمؤلفين والرسامين والمطابع وغيرها، والتعدى على حقوق المؤلف والملكية الفكرية، بالإضافة إلى عدم مراعاة موضوعات بعض الكتب للفئات العمرية المستهدفة، ما تسبب فى حالة من الإرباك للآباء والمعلمين.
ويسعى المجلس الإماراتى لكتب اليافعين إلى معالجة جملة من الإجراءات والخطط، إذ عملنا بصورة أولية على تقسيم جائزة اتصالات لكتاب الطفل إلى فئتين عمريتين، الأولى: حتى سن الـ 12 عاماً لفئة كتب الأطفال، والثانية: من 13 إلى 18 عاماً لفئة كتب اليافعين، وذلك لتحديد المعايير الرئيسية التى يمكن من خلالها تقييم المؤلفات المتعلقة بالطفل، والخطوة الثانية التى طرحها المجلس فى مواجهة تلك التحديات، وضعنا برنامج للعمل على تطوير قدرات المؤلفين والرسامين ودور النشر، وإطلاق العديد من المبادرات والفعاليات، التى يشارك فيها الأطفال واليافعون من مختلف الأعمار لتشجيعهم على القراءة والاهتمام بالكتاب.
ماهى رؤيتكم لواقع أدب الطفل فى الوطن العربى؟ وما دور جائزة اتصالات فى تحقيق هذه الرؤى؟
نطمح إلى تحقيق نتائج أكبر فى هذا المجال لما له من أهمية حقيقية على مستوى رفد ثقافة الطفل العربى، ومساعدته على التواصل مع العالم الخارجى عبر الحوار القائم على الرؤى والأطروحات الثقافية التنويرية، حيث بدأنا نلمس نتائج إيجابية فى تنمية هذا النوع من الأدب فى منطقتنا العربية، وذلك من خلال تتبع مستويات إنتاج القصص، والروايات، والكتب عالية الجودة التى تتماشى مع القيم والمثل العربية، وتحافظ على مقوماتها، وجاء إطلاقنا لجائزة اتصالات لكتاب الطفل، منسجماً مع هذه الرؤى، ومحفزاً لدور النشر من أجل تطوير إنتاجها من هذه الكتب، والتركيز على تعزيز حضورها، من خلال تميز الأفكار، وسلامة اللغة، وجمال الرسومات، وكل ما يتعلق بجودة الكتاب مادة، ومحتوى، الأمر الذى شكل نموذجاً واضح المعالم لصيغة الكتاب المخصص للطفال وبالتالى العمل على الوصول له، أو تجاوزه.
ما الذى قدمته الجائزة لتفعيل حضور أدب الأطفال، وتكريس نتائجه على الأجيال المقبلة؟
أسهمت جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وبشكل فاعل فى رفد صناعة أدب الطفل بكل ما يلزمها من أجل التطور والاستمرارية، إذ حرصت ومنذ إطلاقها فى العام 2009 على دعم وتحفيز دور النشر والكتاب والرسامين للإبداع فى مجال كتابة ونشر كتب الأطفال الصادرة باللغة العربية، وتشجيعهم على تطوير إصداراتهم الخاصة فى الوطن العربى، مقدمة لهم الدورات والورش التدريبية التى تعزز خبراتهم، وتمنحها قدرات أكبر فى تقديم أعمال أكثر تميزاً وإبداعاً، ليس ذلك وحسب، فإن الجائزة وضعت شروطاً تنافسية، جعلت الكثير من المعنين بكتاب الطفل العمل بصورة جادة على تحسين مستوى منتجهم الإبداعي، فصارت دور النشر أكثر عناية، والمؤلفين، والرسامين، خاصة فى المؤلفات المشاركة.
ماهى المرحلة التى وصلت إليها مجريات جائزة اتصالات لكتاب الطفل حتى اليوم؟
أغلقت جائزة اتصالات لكتاب الطفل باب الترشح لنسختها الثامنة مؤخراً، بعد أن حققت مشاركات هامة من مختلف الدول العربية، وسجلت لهذا العام مشاركة تعتبر الأكبر من نوعها منذ إطلاقها فى العام 2009، حيث تسلمنا 151 مشاركة من 53 دار نشر عربية موزّعة بين 13 دولة، تضمنت 87 كتاباً فى فئة كتاب العام للطفل، و64 كتاباً فى فئة كتاب العام لليافعين، إذ تصدّرت جمهورية مصر العربية المشاركات بـ60 عنواناً.
ما هى الضوابط والمعايير التى تحكم الجائزة؟
تعتمد لجنة تحكيم الجائزة على عدة معايير لتقييم الكتب المرشحة، تشمل المضمون، والشكل العام للكتاب، والجوانب الإخراجية الفنية، من تصاميم ورسومات، حيث تتألف اللجنة من خمسة أعضاء يمثلون تنوعاً بين التخصصات، والمؤهلات، فى مجالات أدب الطفل، تشمل النشر، والتأليف، والرسم، والنقد، وممن لهم خبرة كبيرة فى مجال التحكيم، ولا يتم الكشف عن أسماء أعضاء اللجنة إلا بعد اختتام حفل توزيع الجوائز فى شهر نوفمبر من كل عام، لضمان أكبر قدر من النزاهة والشفافية، أما بخصوص الكتب المرشّحة فلها شروط ومعايير محددة لدى لجنة التحكيم تندرج ضمن 17 بنداً، أهمها أن لا يكون الكتاب قد فاز بجائرة محلية أو عربية أو عالمية، وأن يكون عملاً أصيلاً، إذ يُستبعد أى عمل مترجم أو منسوخ أو مقتبس، مع ضرورة التزام المواضيع التى تتضمنها الكتب بالفئات العمرية المحددة.
كيف تواصل الجائزة تحقيق حضورها فى المشهد الثقافى العربى والدولى؟
حرصت الجائزة وعلى مدار الأعوام الماضية، على المشاركة فى مختلف المعارض، والمؤتمرات، والندوات الثقافية المحلية والعربية والدولية، فى إطار دعمها لأدب الطفل، وتعزيزاً لمكانته، وتشجيعاً لدور النشر فى المنطقة على بذل المزيد من الاهتمام بهذا النوع المهم من الأدب ليواصل نموه السريع، ومشاركاتنا فى هذه الفعاليات دائماً تكون فاعلة ومثمرة، ففى الدورة الـ46 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب قمنا بتنظيم جلسات قرائية لمجموعة من المؤلفين والرسامين الذين سبق لهم الفوز بالجائزة، كما شاركنا فى الدورة الـ45 من معرض لندن الدولى للكتاب، التى شهدت إطلاق النسخة الثامنة من الجائزة، وكانت لنا مشاركة فاعلة فى معرض بولونيا الدولى لكتاب الطفل فى دورته الـ 53 ومعرض أبوظبى الدولى للكتاب 2016.
كم تبلغ قيمة الجائزة الإجمالية؟
تبلغ القيمة الإجمالية للجائزة مليون درهم إماراتى "ما يقارب 2 مليون و400 ألف جنيه مصرى"، تتوزع بين 300 ألف درهم "حوالى 725 ألف جنيه" لفئة كتاب العام للطفل، يتم توزيعها على الناشر والمؤلف والرسام، بواقع 100 ألف درهم "ما يقارب 240 ألف جنيه"، لكل واحد منهم، و200 ألف درهم "نحو 480 ألف جنيه" لفئة كتاب العام لليافعين، توزع مناصفة بين المؤلف والناشر، و100 ألف درهم لكل من الكتاب الفائز بجائزة أفضل نص، وأفضل رسوم، وأفضل إخراج، و200 ألف درهم مخصصة لتنظيم سلسلة ورش عمل لبناء قدرات الشباب العربى فى الكتابة، والرسم، بهدف اكتشاف ورعاية الجيل الجديد من المواهب العربية فى مجال كتب الأطفال.