"ارحمونا ربنا يرحمكم " صرخات واستغاثات يطلقها مرضى الكلى بمحافظة كفرالشيخ عند رصد معاناة يعيشونها يومياً، فى محافظة يتنافس فيها الفشل الكلوى مع مرض الكبد أيهم يلتهم أجساداً أكثر، ونظراً لكون مسببات تلك الأمراض الموحشة مازالت مستوطنة لدينا ولعل أبرزها مصرف كوتشنر أو "مصرف الموت" أكبر مسبب للفشل الكلوى بالمحافظة، بخلاف مياه الشرب المختلطة بمياه الصرف الصحى فى عدد كبير من القرى، أصبح من المستحيل القضاء على انتشار تلك الامراض إلا بالقضاء على مسبباتها أولاً وكل ما يقال عكس ذلك ما هو إلا هراء وتصريحات للاستهلاك الإعلامى فقط، ولكن فى واقع الامر أن تحقيقنا اليوم ليس عن مسببات المرض ولكن عن مرحلة ما بعد التهام إختراق المرض للجسد لتبدأ رحلة من المعاناة والمهانة والموت البطىء.
رصدت عدسة موقع "انفراد" العديد من المشاكل التى يعانى منها مرضى الفشل الكلوى بمستشفى كفرالشيخ العام ، أبرزها حالات النزيف المستمرة التى يتعرض لها المرضى خلال عملية الغسيل الكلوى.
قال "عابد ممدوح السيد": أنا مريض فشل كلوى منذ 22 سنة، وهذا العام هو الأسوأ على الإطلاق فى وحدة الغسيل الكلوى وبيحصلنا نزيف مستمر كل جلسة بسبب "الهيبارين"، وعنينا قربت تتعمى ومعظمنا لبس نضارات بعد تغيير الكليكسان، وذهبنا لوكيلة الوزارة تقولنا "روحوا وأنا هاجى وراكم ومبتجيش"، بالاضافة الى نقص التمريض بشكل حاد فى وحدة الغسيل الكلوى وان وجد يكون غير مؤهل بإستثناء قلة بسيطة جدا .
وتابعت " أمال سليمان " أن مرضى الغسيل الكلوي يحصلوا أثناء الغسيل على مسيل للدم حتى لا يحدث تجلط للدم أثناء الجلسة وغالبا اسمه هيبارين وهذا نوع من ضمن انواع كثيرة لإحداث سيولة للدم ، ولكن بعض الحالات وأنا من ضمنهم بننزف منه ، وقضيت فترة 6 شهور انزف عند حصولى على جلسات الغسيل الكلوى ، واشتكيت كثيرا دون جدوى ، وأخيرا قالولى تدخلى لجنة وكانت اللجنة مكونة من مدير وحدة الغسيل بالمستشفى العام بكفرالشيخ ، وأطباء باطنة وقلب وقطعت شوطاً طويلاً حتى اقتنعوا بأن سبب النزيف هو الهيبارين وإستبدلوه بالكليكسان ، هذا بخلاف نقص عدد التمريض وسوء الوجبة الغذائية للمرضى التى لا تحتوى سوى على علبة زبادى وقطعة جبنة فهل تصلح هذه الوجبة لمريض كلى " فطار – غداء – عشاء " ؟
وأشارت " سليمان" إلى انه منذ شهر ونصف رجعوا الهيبارين ورجعنا للنزيف ، وعندما سألنا كان ردهم أن هذا قرار واللى مش عاجبة يروح يجيب قرار من مركز الكلى بالمنصورة او يدفع فرق السعر ، وندفع الفرق لية والوزارة بتحاسب للجلسة 140جنيه والرصيد مكفى وزيادة والأدهى من ذلك أنهم لغوا "الباى كارب" كبسولات واستبدالها بباى كارب بودرة يعنى الكبسولة متعقمة ومقفولة وبتدخل المكنة وتسحب لوحدها ، أما البودرة بتبقى أكياس يتم تفريغها فى غسالة ملابس ويزودوها مية ويضعوها بجراكن والمكنة تسحب وهو مايعرضها للهواء وميكروبات وعدوى ، وذلك بحسب تعليمات الوزارة قالت اغسلوا بالبودرة مفيش فلوس!
وأضاف "سمير محمد"، أنا عملت عملية زرع الوريد "الشنط" المطلوبة للغسيل " مرتين " بسبب جهل التمريض وعدم كفائتهم فى التعامل مع مرضى الغسيل الكلوى ، وعندى نزيف مستمر بسبب الهيبارين والله بشوف دمى بيتصفى ادام عينى وفيه حالات كتير بتحتاج دم وتنتظر شهور وفى الاخر يقوللهم مفيش دم ، بخلاف تأخر قرارات صرف العلاج من الوزارة وبيرغمونا على دفع رسوم عند تغيير قرار العلاج مبلغ 65 جنيه مع العلم ان اى مريض الكلى معافى من دفع اى رسوم ، وإشتكينا مراراً لوكيلة الوزارة ومدير المستشفى ومحدش بيعبرنا وأقسم بالله مدير المستشفى ما بيدخل وحدة الغسيل ولا بيقولنا أنتم فين .
وتابع كل من "محمود محمد " 60 عام ، وابراهيم جمال ، قائلين ، والله العظيم إحنا بنموت بالبطىء وشوفلنا أى صرفه ، احنا معدناش لاقيين تمن الحقنة والعلاج بنشترى جزء منه على حسابنا ، ارحمونا ربنا يرحمكم ، وفيه ناس وكاميرات جيت صورت عندنا قبل كدا وحزفوا كلامنا وبينزلوا كلام المستشفى فقط وصوتنا امانه فى رقبتكم توصلوه .
وعلقت " سعديه ابراهيم " ، بيحصلى نزيف بإستمرار وداخلين بشتكى لمدير المستشفى العام ، عن النزيف المستمر اللى بيحصلى عند جلسة الغسيل ، رد عليا وقالى ناقص (أسيئلكم الارض ) قلتله دا مش رد ، ونطالب بتغيير الهيبارين الى كليكسان وتوفير العلاج لمريض الفشل الكلوى وتوفير تمريض كافى ومؤهل .
من جانبه ، قال " دكتور محمد عبد الله " مدير وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى عام كفرالشيخ ، ان تكلفة علاج المريض 100 جنيه فقط كل شهر وكل مريض له 12 الى 13 جلسه شهريا ، وفيه بعض المرضى بيشترى أدوية من الخارج على حسابه ، وبسؤاله هل تم مخاطبة الوزارة فى زيادة قرار العلاج الى اكثر من 100 جنيه ليكفى احتياجات المرضى ؟ أجاب ان هذا لم يحدث ولم يتم مخاطبة وزارة الصحة ، وعن الهيبارين ، قال " عبد الله " أن الهيبارين لا يسبب نزيف وان حصل يتم تقليل نسبة الهيبارين فقط وكل ما نطالب به هو عدم تأخير قرارات العلاج لمرضى الكلى .