لم يمر أمس الأحد 17 يناير كباقى الأيام، لم تطلق طهران أمس شعار "الموت لأمريكا" كما اعتادت، لم تحرق العلم الأمريكى، فبالامس كان الأعداء يتخذوا قرارات حاسمة ومصيرية فى تاريخ العلاقات منذ 35عاما بعد قطع العلاقات فى 1980 اثر اقتحام متشددين السفارة الأمريكية لتسليم الشاه لمحاكمته فى طهران واحتجاز العاملين فيها رهائن لمدة 444 يوما.
كما سيسجل التاريخ الإتفاق النووى الإيرانى الذى أبرمته مع الغرب فى 14 يوليو 2015، سيتذكر ايضا يوم الأحد 17 يناير الذى رفعت فيه الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى ومجلس الأمن العقوبات التى أدرجتها على طهران بسبب برنامجها النووى منذ 2006، والإعلان عن بدء تطبيق الإتفاق النووى، وما تبعها من الافراج عن أموال طهران المجمدة فى البنوك الأجنبية.
ولأول مرة فى تاريخ العلاقات بين طهران والرياض يحدث تبادل للسجناء، وأجرت الدولتان محادثات مطولة من أجل تبادل السجناء، وأفرجت واشنطن عن 7 إيرانيين، بينهم ستة يحملون جنسية مزدوجة، صدرت بحقهم أحكام فى الولايات المتحدة لبيعهم معدات صناعية للأقمار الاصطناعية لطهران، ومعدات إلكترونية وأجهزة ملاحة، خارقين بذلك العقوبات الدولية ضدها، وهم نادر مدانلو وبهرام مكانيك وخسرو افقهى وآرش قهرمان وتورج فريدى ونيما كلستانة وعلى صابونجى. كما ألغت الولايات المتحدة كافة المذكرات الحمراء لدى الإنتربول بحق 14 إيرانياً.
وستسدد الولايات المتحدة 1.7 مليار دولار لإيران ديونا وفوائد، لإنهاء قضية مرتبطة ببيع معدات عسكرية منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، كما رفع الحظر عن تصدير الطائرات المدنية وقطع غيارها إلى إيران، وفتح السوق الأمريكية أمام السجاد والفستق والكافيار القادم من إيران. وشطب مجلس الأمن بنك "صباح" الإيرانى من لائحة العقوبات.
كما شهد أمس الأحد بعد أقل من 24 ساعة على رفع العقوبات فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة بسبب برنامج إيران للصواريخ الباليستية، ووضعت 5 مواطنين إيرانيين وشبكة من الشركات العاملة فى دولة الإمارات والصين فى القائمة المالية السوداء فى الولايات المتحدة، وكذلك سيتم تجميد أصولهم المحتملة، واتهمت واشنطن هذه الشركات والأفراد بتسهيلهم تسليم مكونات صواريخ باليستية لإيران وإخفاء وجهتها النهائية من خلال شبكة من شركات وهمية.
وفيما يلى تسلسل زمنى للأحداث الكبرى التى شهدتها العلاقات بين إيران والولايات المتحدة:
1953 - المخابرات المركزية الأمريكية تساعد فى الإطاحة برئيس الوزراء الإيرانى المحبوب محمد مصدق وتعيد للسلطة الشاه محمد رضا بهلوى.
1967 - الولايات المتحدة تزود إيران بمفاعل طهران للأبحاث، وهو مفاعل نووى بقدرة خمسة ميغاوات يعمل باليورانيوم المخصب بنسبة 93% الذى يصلح لأغراض الأسلحة.
1968 - إيران توقع معاهدة حظر الانتشار النووى التى سمحت لطهران عند التصديق عليها بعد ذلك بعامين بامتلاك برنامج نووى مدنى مقابل الالتزام بعدم السعى للحصول على أسلحة نووية.
1979- الثورة الإسلامية الإيرانية ترغم الشاه المدعوم من الولايات المتحدة على الفرار وآية الله روح الله الخمينى يعود من المنفى ويصبح أول مرشد دينى أعلى.
وطلبة أصوليون يطالبون واشنطن بتسليم الشاه لمحاكمته يستولون على السفارة الأمريكى ة فى طهران فى 4 نوفمبر ويحتجزون العاملين فيها رهائن لمدة 444 يوما.
1980 - الولايات المتحدة تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتصادر أصولا إيرانية وتحظر أغلب الأنشطة التجارية معها.
1981 - إيران تفرج عن الرهائن الأمريكى ين بعد دقائق من انتهاء فترة ولاية كارتر وتنصيب رونالد ريغان رئيسا للولايات المتحدة.
2002- الرئيس جورج دبليو بوش يعلن أن إيران والعراق وكوريا الشمالية تمثل "محور شر"، ومسؤولون أميركيون يتهمون طهران بإدارة برنامج سرى للأسلحة النووية.
2002 - جماعة إيرانية فى المنفى معارضة للحكومة فى طهران تكشف النقاب عن امتلاك إيران منشأتين نوويتين قيد الإنشاء لم تعلن عنهما من قبل، أحدهما مفاعل لتخصيب اليورانيوم فى نطنز، والثانى مفاعل يعمل بالماء الثقيل فى آراك.
2006 - واشنطن تقول إنها مستعدة للانضمام إلى المحادثات النووية متعددة الأطراف مع إيران إذا أوقفت تخصيب اليورانيوم على نحو يمكن التحقق من صحته.
2007- فى ديسمبر، تقرير للمخابرات الأمريكى ة يقدر بثقة كبيرة أن إيران كانت تعمل على تطوير أسلحة نووية حتى خريف 2003 حيث أوقف العمل فى هذا البرنامج.
2008 - الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش يرسل للمرة الأولى مسؤولا هو بيل بيرنز من وزارة الخارجية للمشاركة مباشرة فى المفاوضات النووية مع إيران فى جنيف.
2009 - الرئيس الأمريكى باراك أوباما يتولى منصبه ويبلغ زعماء إيران بأنه سيمد لهم يده إذا فتحوا له أيديهم وأقنعوا الغرب بأنهم لا يحاولون صنع قنبلة نووية.
2009 - بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تعلن أن إيران تبنى موقعا سريا لتخصيب اليورانيوم فى فوردو قرب مدينة قم المقدسة عند الشيعة، وإيران تقول إنها كشفت عن الموقع للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى وقت سابق من ذلك الأسبوع.
2009-2012 - تعثر المفاوضات النووية بين القوى الكبرى وإيران.
2012 - بدء سريان قانون أميركى يتيح لأوباما سلطة فرض عقوبات على بنوك أجنبية من بينها بنوك مركزية لدول حليفة للولايات المتحدة إذا لم تنجح فى تخفيض وارداتها من النفط الإيرانى بشكل ملحوظ.
2013- حسن روحانى ينتخب رئيسا لإيران بناء على برنامج يدعو لتطوير علاقات إيران مع العالم واقتصادها، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تخفيف العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.
2013- فى 28 سبتمبر أوباما وروحانى يتحادثان هاتفيا فيما يمثل أعلى اتصال بين البلدين فى 30 عاما.
2015 - فى 14 يوليو أبرمت إيران والقوى الست اتفاقا وافقت إيران بمقتضاه على أخذ سلسلة من الخطوات، من بينها تقليص عدد أجهزة الطرد المركزى وتعطيل جانب رئيسى من جوانب مفاعل آراك النووى مقابل تخفيف العقوبات التى تفرضها عليها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى بدرجة ملموسة.
2016- فى 14 يناير إيران تطلق سراح عشرة بحارة أمريكيين كانوا على متن زورقين فى المياه الإقليمية الإيرانية بعد أقل من 24 ساعة من احتجازهم.
2016- فى 16 يناير الولايات المتحدة وإيران تعلنان تنفيذ اتفاق لتبادل السجناء يتم بموجبه الإفراج عن أربعة أمريكيين محتجزين فى إيران مقابل العفو عن سبعة على الأقل من الإيرانيين، أغلبهم يحملون الجنسيتين الإيرانية والأمريكية إما سبقت إدانتهم فى محاكم أمريكية أو ينتظرون محاكمتهم. وإطلاق سراح أميريكى خامس فى خطوة منفصلة.
وفيما بعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن إيران اتخذت خطوات للحد من أنشطتها النووية بمقتضى اتفاق يوليو، والولايات المتحدة ترفع العقوبات التى فرضتها على إيران بسبب البرنامج النووى.