اشتعلت الأزمة داخل التنظيم الدولى للإخوان، بعد أن اعترف ابراهيم منير، امين التنظيم انه كان يتعامل مع امن الدولة، وعلاقته به كانت قوية، وهو ما دفع الإعلامى الاخوانى احمد منصور الى مهاجمة قيادات التنظيم الدولى معتبرا اياهم فاسدين، وأن التنظيم ما هو إلا وهم كبير، وأنه يجب محاسبتهم على اهدار المال والفساد الذى فيه، بينما دافع ابراهيم الزعفرانى، القيادى السابق بالجماعة عن ابراهيم منير واعتبره أنه لم يخطأ.
وفجر الدكتور ابراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولى للإخوان، ونائب المرشد مفاجأة حول علاقته بالأمن المصرى، قائلا :" كنت بأكتب تقارير لأمن الدولة، وكنت بتواصل معاهم، مشددا على انه اذا قرر الامن شن حملة على عناصر الاخوان كانوا يستثنونه منها".
وأضاف امين عام التنظيم الدولى للإخوان، فى فيديو منشور له، انه تم استخدامه من قبل ضابط كبير فى المباحث العامة، خلال الستينيات من القرن الماضي، وانه كان يكلف بكتابة التقارير والإجابة على التساؤلات التى يريدونها وشرح لهم كتاب " معالم فى الطريق " لسيد قطب بعدما صدر.
وأشار منير، إلى أن علاقته توطدت بأمن الدولة عبر الضابط الذي جنده حتى انهم من كثرة استفادتهم منه كمصدر رئيسى من داخل الإخوان طلبوا منه التفرغ لهم على أن يمنحوه المال وألا يهتم بدراسته وسيرتبون نجاحه، ولثقتهم الشديدة فيه وعمق العلاقة معهم ـ كما وصفها ـ طلب حسن ابوباشا الذى اصبح وزيرا للداخلية وكان رئيسا للمباحث العامة "أمن الدولة " آنذاك أن يلتقى بإبراهيم منير ليتعرف بنفسه.
الاعلامى الإخوانى، احمد منصور،مذيع قناة الجزيرة القطرية الهارب هاجم بدوره، الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان، ابراهيم منير، قائلا" أمن الدولة اعتبروه عميلا وأوصلوه الى مرحلة العمالة سواء كان يدرى أو لا يدرى أو بإرادته أو دونها من خلال ما كان يقدمه لهم من تقارير مكتوبة ومعلومات عن الإخوان وفكرهم ومنهجهم والعلاقة العميقة التى تحدث عنها لا تمنح الا للعملاء وقد كان واضحا أنها علاقة منتظمة ومتقاربة حتى أنهم عرضوا عليه التفرغ للعمل معهم هم اعتبروه عميلا وكافئوه وميزوه عن إخوانه وهذا هو مربط الفرس أما هو وأتباعه والذين يعملون منه الآن صنما كما سبق أن عملوا من الهلباوى والخرباوى ونائب المرشد حبيب من قبل أصناما ثم لعنوها فليعتبروه ما شاءوا وهذا ليس له قيمة لأن القيمة هو اعتبار أمن الدولة واستخدامهم له كما جاء على لسانه.
وطالب الإعلامى الإخوانى، بمحاسبة الإخوان بدلا من تبجليها فالقيادة مسئولية وأمانة ومحاسبة وليست شرفا أو جاها أو موقعا للتربح بالمال ؟ أم لتشهيره هو حديثا بإخوانه الذين يطالبون بمحاسبته وعزله على ثلاثين عاما قضاها فى منصبه كأمين عام لتنظيم هلامى يسمى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين أنفق خلالها الملايين من جيوب الإخوان دون أن ينجز شيئا له قيمة؟ .
وتابع : أم بسبب إطلاق رجاله يشهرون بكل من يقول لهم كفي ظلما وتشبثا بالسلطة وصناعة للمحن والفشل وتشهيرا بكل من يخالفونكم الرأى وعلى رأسهم الدكتور محمد كمال بعدما اصدر ابراهيم منير وشلته بيانات واتهامات باطلة لمحمد كمال ورفاقه نشرت فى وسائل الإعلام مليئة بالأكاذيب والتشويه وكأنها بلاغات أمنية ضدهم مما جعل الجهات الأمنية القاتلة للنظام الفاسد تتعرف على أماكن اختفائهم وتقوم بتصفيتهم".
من جانبه حاول ابراهيم الزعفرانى، القيادى الإخوانى، الدفاع عن منير قائلا:" أنه بريء من هذا الاتهام وأن القصد من تداوله، زيادة الفرقة وإشعال نار الفتنة والشك بين الاخوان، إبراهيم منير رجل صريح وبسيط وجندى مطيع للدكتور محمود عزت دون منافشة.. وتصدر باسمه قرارات ليست من عمله وإن كان هو من وقعها . وكان عليه أن يرفض تبوء نائب المرشد كونه لا يملك مقومات هذا الموقع.. اوافق على كل هذا ".
وتابع: " اجتزاء الحديث من زمنه التاريخى وعدم الإلمام وبطبيعة علاقة الجماعة بالنظام خلال تاريخها الطويل، وان الجماعة رغم احتفاظها وتمسكها باستقلال قرارها بعيدا عن أي جهاز أمني.. ورغم هذا حرص الطرفان على وجود خيط بينهم يمثله أفرادا تختارهم الجماعة حسب طبيعة المرحلة والموقف يمثلون حلقة تفاوض بينهم وبين هذه الأجهزة .
وشدد أن :" جماعة الإخوان لم يكن معترف بها فى هذا التوقيت وفى نفس الوقت لم يكن من سياسة النظام إستئصالها واقتصرت موقف النظام على مراقبتها وتحجيمها ، فالجماعة كانت بالنسبه للنظام حتى وإن كانت مستعصية على الاحتواء، إلا أن وجودها فى هذا الإطار يحقق له عدة فوائد، يحفظ التوازن مع بعض القوى الداخلية كالكنيسة المصرية ومنعها من التغول بحجم اتباعها أو المغالاة في ضغطها على النظام مدعومة من الخارج، فحجة النظام فى عدم الاستجابة هو ردود فعل جماعة منظمة كبيرة فى حجم الإخوان".