على الرغم من أنهم يرفضون أموال التبغ هناك ما يقرب من 100 منظمة صحية وطنية بما فى ذلك جمعية القلب الأمريكية “ADA”، والجمعية الأمريكية للسكرى ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC” تتمتع بالرعاية والتمويل من قبل شركتى "كوكاكولا" و"بيبسي".
• عمالقة الصودا يكممون أفواه المنظمات الصحية
وقد سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء اليوم، على أكبر قضية تورطت فيها شركتا "كوكاكولا" و"بيبسى"، إذ قامتا بتمويل أكثر من 100 منظمة صحية وطنية، للضغط والسيطرة عليها فى أى وقت.
وبدلاً من دعم الصحة العامة، قد أصبحت المنظمات الصحية عن غير قصد شركاء فى إستراتيجية التسويق للشركات التى تدمر الصحة.
وأظهرت الوثائق التى نشرتها صحيفة “washingtonpost” الأمريكية، أن شركتى الصودا فى الولايات المتحدة "كوكاكولا" و"بيبسى كولا" رعتا ومولتا ما لا يقل عن 96 منظمة صحية وطنية بين 2011-2015.
وما هو أكثر من ذلك، فإن عمالقة الصودا قاموا بحملة ضد 28 قرارًا للصحة العامة الأمريكية خلال الفترة نفسها، لأنهم كانوا يهدفون إلى خفض تناول المشروبات الغازية وتحسين النظام الغذائى الأمريكى.
"كوكا كولا" تنفق أكثر من 6 ملايين دولار على حملتها ضد مشاريع قوانين الصحة
وأنفقت "كوكاكولا" أكثر من 6 ملايين دولار على حملتها ضد مشاريع قوانين الصحة والمقترحات بين 2011-2014، فى حين أنفقت شركة بيبسى كولا أكثر من 3 ملايين دولار سنويًا.
وقال معد الدراسة الدكتور "دانيال هارون" والمؤلف المشارك الدكتور "مايكل سيجل" من كلية الطب بجامعة بوسطن، إن شركات المشروبات الغازية الكبيرة تعيق الجهود المبذولة لتحسين الصحة والتغذية فى الولايات المتحدة، مضيفًا: "يجب حث منظمات الصحة لرفض التمويل من هذه الشركات".
ووجد الباحثون أيضًا أن شركتى "كوكا كولا" و"بيبسى" ضغطا ضد قوانين الصحة أو اللوائح المقترحة بين 2011-2015، مثل مقترحات لفرض ضرائب على المشروبات السكرية.
وقد فوجئ فريق البحث الذى تولى تقصى أمر قضية التمويل بأن جمعية السكرى الأمريكية “ADA” ومؤسسة أبحاث السكرى يقبلان التمويل من شركات المشروبات الغازية، نظرًا للعلاقة الراسخة بين تناول المشروبات السكرية ومرض السكرى.
وقال الباحثون إن استهلاك المشروبات السكرية أصبح مصدر قلق كبيرًا على الصحة العامة فى السنوات الأخيرة، لتسببه فى السمنة، ومرض السكرى، وأمراض القلب، وعدد من الأمراض الأخرى التى تتسب فى ضرر كبير على الصحة العامة.
جدير بالذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" فى أغسطس 2015 وجدت أن شركة "كوكاكولا" تمول وتوفر الدعم اللوجستى لمنظمة خيرية تسمى توازن الشبكة العالمية للطاقة التى تسعى للتقليل من التركيز على النظام الغذائى والسكريات والمشروبات، وعلاقتها بوباء السمنة، وتشدد على أهمية ممارسة الرياضة.
وأخيرًا، أضاف الباحثون الزيت على النار، حيث وجدوا أنه منذ ما يقرب من 50 عامًا، كان لهذه الشركات أثر قوى على البحوث فى وقت مبكر عن أمراض القلب، حيث ادعى علماء من جامعة هارفارد أن الكولسترول والدهون المشبعة أول الجناة للإصابة بأمراض القلب، وقللوا من الدراسات التى تقترح أن السكر يلعب دورًا فى هذا.