فتح برنامج "على هوى مصر"، الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح، على فضائية النهارone، ملف التجارب السورية الناجحة داخل الدولة المصرية، فى ظل هروب أبنائنا إلى الخارج بطرق غير شرعية قد يفقدون حياتهم بسببها، حيث استضاف شابين من الناجين من مركب رشيد، لمعرفة أسباب محاولة هروبهما إلى الخارج بدلاً من العمل بمصر، ليواجهها اثنين من السوريين الذين أتوا إلى مصر وأبهروا الجميع بقصص نجاحهم بعدما خلقوا لأنفسهم وظائف بطريقتهم داخل الدولة المصرية.
بدوره، كشف سعد كمال، أحد الناجين من مركب رشيد الغارق، تفاصيل محاولة هروبه للخارج عن طريق البحر، قائلاً "مفيش شغل فى البلد خالص، ولما لقيت مفيش شغل فكرت إن أنا أسافر"، مشيرًا إلى أنه أكبر أشقائه ووالده مريض، مضيفًا "أنا شايف أبويا كبر ومفيش حاجة بناكل منها، فقررت إن والدى يرتاح وعلشان كده قررت إن أسافر".
وقال الشاب سعد كمال، فى حواره، إنه حاول السفر خارج مصر من قبل لأكثر من مرة عن طريق الهجرة غير الشرعية ولكن فشل، مشيرًا إلى أن "السمسار" الذى يقوم بتسفيرهم للخارج لم يحصل منه على أموال فى البداية، ولكن عندما يسافر للدولة التى يقصدها يرسل له الأموال المتفق عليها، وهى 18 ألف جنيه.
وفى السياق نفسه، قال عطية عبدة، ناجٍ آخر من مركب الموت برشيد، إنه من قرية الجزيرة الخضراء بمحافظة كفر الشيخ، ولم يجد بها أى أعمال، ولم ينزل إليها المحافظ على الإطلاق ولا يعلم عنها شيئًا، مضيفًا "أبويا كان شغال فى مصنع طوب وبطل شغل من 11 سنة علشان تعبان، فكان غصب عنى أسافر علشان ما نموتش كلنا فى البيت".
وقال عطية، "أنا عمت 7 ساعات فى الميه بعد المركب ما غرقت، واتمسكت هنا وضرب وشتيمة من الحكومة، وأول ما خدونى من البحر ضربونى فى المركز، وقالولنا أنتو رايحين ليه؟".
ومن جانبه قال حسام جولى، أحد السوريين الذين أقاموا مشروعات داخل مصر ونجحوا فيها، إنه من حلب وأتى إلى مصر بالطائرة، ولم يكن معه أى أموال وبدأ حياته من "الصفر"، مشيرًا إلى أن الشعب السورى محب جدًا للعمل، ولا يحب أن يمد يده لأحد، مضيفًا "أحسن ما نقعد فى المخيمات والملاجئ بنشتغل".
وأشار إلى أنه فتح محلاً صغيرًا لبيع الملابس داخل مصر، رغم أنه كان يعمل فى الأصل مدرسًا، متابعًا "اشتغلت وجمعت الكادر حولى اللى يساعدونى إن أفتح مركز تعليمى، وبدأته منه وانطلقت حتى صار إلى مدرسة بها طلاب مصريين وسوريين وعراقيين وليبيين ويمنيين ولسه مش معايا ترخيص بس مكمل".
وكشف السورى أنس الحصرى، عن تجربته الناجحة داخل مصر، أنه كان لديه محلان لبيع الملابس فى دمشق، قبل أن يأتى إلى مصر وليس معه أى أموال، مشيرًا إلى أن هوايته فى كرة القدم التى بدأ فيها بأكاديميته بعشرة أطفال سوريين، بـ50 جنيهًا للفرد الواحد، ثم كبر العدد واخترع لهم ملابس خاصة بهم حتى صار 130 طفلاً بالأكاديمية من جميع الجنسيات المختلفة.
وعند سؤال عطية عبدة، أحد الناجين من مركب رشيد، لماذا لم يقم بمشروع داخل قريته، رد قائلًا "مفيش حاجة تشجعنى إن أعمل مشروع فى البلد اللى أنا ساكن فيها، لأن مفيش صرف صحى ولا حاجة، وأنا لو والدى بيموت فى البيت بلف بيه محافظة البحيرة كلها علشان أعاجله".
ووجه السورى حسام جولى نصيحة للشباب المصريين الذين يجلسون أمامه قائلًا "أنت بلدك بحاجة إليك، كما أن بلدى أنا بحاجة إلىَّ"، فرد "عطية" عليه قائلًا "فين الحاجة اللى متوفرالى أنا علشان أشتغل!" فقاطعه الكاتب الصحفى خالد صلاح قائلًا "ولو اشتغلت بـ2000 جنيه فى الشهر وحش؟"، قبل أن يرد الشاب المصرى عليه "2000 جنيه هصرف عليا أنا وأهلى علاج بيهم!".
ووجه خالد صلاح حديثه إليهما قائلًا "اللواء كامل الوزير قال لو حد مبيعرفش يشتغل يجى نعلمه، وفى جبل الجلالة فى شغل"، فقال الشابان المصريان "عرفنا عليه وإحنا نروح! وعمرنا ما سمعنا عن مشروع جبل الجلالة"، فقال له خالد صلاح "مش حاسس بالانتماء لبلدك؟" فردا قائلين "لأ مش حاسين بحاجة خالص".
وقال إحد الشباب المصريين لـ"خالد صلاح": "أنا ليه صاحب شغال بره فى مطعم بيجيب 18 ألف جنيه فى شهرين".
وعند سؤال خالد صلاح السوريين بالبرنامج "بتحس بإيه لما تسمع كلام زى ده؟" فأجاب "جولى": "فى ناس عندى فى المركز بيشتغلوا ومنهم بنات صغيرة، وكان عمرى 13 وأنا بشتغل ولكن بنشتغل"، ووجه حديثه للناجين من مركب رشيد قائلًا "لازم نحس بالمسئولية".
ووجه السورى أنس الحصرى رسالته للشابين المصريين، قائلًا "أنتوا حابين تشوفوا الدنيا من بره؟" فأجابا "أيوه إحنا شايفين بره أحسن من هنا!" فرد عليهما قائلًا "فى عندنا شباب بيشتغلوا اليوم كله وبيطلعوا فلوس زى اللى بره، بس لما بيتعبوا على حالهم".
واختتما الشابان حديثهما قائلين "لو فى مشى تانى هنمشى وهنرجع تانى، لأن بره أحسن من مصر، وأنا أشتغل بره أحسن ليا، وهاجى هنا هعيش العيشة اللى أنا عاوزها".