فجأة أعادت جماعة الإخوان وبالتحديد إعلاميها فى قطر، نشر فيديوهات قديمة لإبراهيم منير أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، التى يعترف فيها بأنه فى فترة الستينات كان يتواصل مع أجهزة الأمن المصرية وبالتحديد جهاز أمن الدولة، ويكتب لهم تقارير عن الإخوان ومواقفها أو تحركاتها، ورغم أن الفيديو يرجع تاريخه لـ2012، إلا أن مواقع التنظيم إعادة نشره الآن.
توقيت نشر هذا الفيديو الذى شكل صدمة كبيرة لقواعد الجماعة، والذى ظهر جليا عبر تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، يشير إلى الأهداف الخفية من إعادة تداوله مرة أخرى فى هذا التوقيت، فبعد أن بدأ تزايد قوة التيار المحسوب على محمود عزت وإبراهيم منير داخل الجماعة، وبعدما تلقت جبهة اللجنة الإدارية العليا للتنظيم ضربة موجعة بمقتل قائدها محمد كمال، أرادت تلك اللجنة العمل على إضعاف قوة تيار محمود عزت، بإعادة نشر الفيديو.
خروج هذا الفيديو بالتحديد من قطر، عبر الإعلامى المحسوب على الجماعة أحمد منصور، يؤكد أن قيادات إخوان قطر أعلنوا الحرب على التنظيم الدولى، خاصة بعدما أصبح التنظيم الدولى المتحكم الفعلى فى كل ما يخص الإخوان، بضوء أخضر من القائم بأعمال المرشد، فأردوا فضح تاريخ مسئول التنظيم الدولى الأول وهو إبراهيم منير.
صراع جبهات الإخوان وصل إلى أقصى مداه، فرغم أن المؤشرات تتجه بعد مقتل محمد كمال إلى أن الأزمة الداخلية للجماعة فى طريقها للانتهاء بعد أن بسط محمود عزت سيطرته على التنظيم ولم يصبح له منافس الآن، إلا أن جبهة اللجنة الإدارية العليا التى كان يتزعمها محمد كمال رفضت الاستسلام لجبهة عزت وبدأت سلسلة فضح رموز هذا التيار، خاصة أن أغلب مؤيدى جبهة محمد كمال من قطر وتركيا.
الأسباب التى دفعت تيار محمد كمال لفضح إبراهيم منير الآن، هو رفض تيار الإخوان بقطر وتركيا، لسياسة محمود عزت وأنصاره فى الاستمرار فى الاستقواء بالخارج، وعدم حمل السلاح، خاصة أن أحمد منصور، الإعلامى المحسوب على الإخوان أحد أبرز من دعوا شباب الجماعة لحمل السلاح وأكثر من هاجم عواجيز الإخوان.
كما أرادت جبهة محمد كمال، أن تضرب محمود عزت وإبراهيم منير أمام القواعد، بحيث تشك تلك القواعد فى انتماء تلك القيادات للجماعة وبالتالى لا تستمع لتعليماتهم وأوامرهم بما يضمن لهذه الجبهة أن تضعف سيطرة محمود عزت على المكاتب الإدارية للتنظيم.
إبراهيم منير بدوره لم يرد على اتهامات جبهة محمد كمال واللجنة الإدارية العليا للجماعة بخيانة التنظيم، وأصر على الصمت دون الحديث عن هذا الفيديو، إلا أن قيادات إخوان لندن، هى من تبارت فى الدفاع عنه، والتبرير بأن ما فعله ابراهيم منير هو كان بأمر من الإخوان للإبقاء على قناة تواصل مع النظام، وهو ما ينبئ بصراع جديد بين إخوان لندن وقطر خلال الفترة المقبلة.
يبقى السؤال الآن، أين ستصل الأزمة الداخلية للجماعة؟، وما هى الفضائح الجديد التى ستكشفها الأزمة الداخلية للجماعة؟، ومن سيأتى عليه الدور من قيادات الإخوان ليتم فضحه؟، فهذا هو ما ستعلن عنه الأيام المقبلة.