ضربة جديدة تعرض لها المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، فى الوقت الذى أظهرت فيه استطلاعات الرأى اتساع الفارق بينه وبين منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون قبيل أربعة أسابيع فقط من إجراء الانتخابات.
فقد أعلن بول ريان رئيس مجلس النواب أنه لن يدعم ولن يدافع عن ترامب بعد الآن، ليقضى بذلك على أى وحدة باقية بين الجمهوريين حول المرشح الخلافى. وقد أبلغ ريان، أحد كبار قيادات الحزب الجمهورى، مجلس الحزب أنه لن يدافع عن ترامب ولن يدعمه، بل سوف يركز جهوده خلال الأيام الـ30 المقبلة، للحفاظ على الأغلبية داخل مجلس النواب.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن موقف ريان أثار انتقادات ترامب، الذى كتب على حسابه بموقع تويتر إن القيادى الجمهورى يحتاج للتركيز على عمله داخل مجلس النواب وعدم إضاعة وقته فى قتال المرشح الجمهورى.
وتضيف الصحيفة أن تصريحات ريان تسببت فى مزيد من الانقسامات داخل الحزب الجمهورى، حيث سرعان ما أثارت غضب الخط المتشدد داخل الحزب. وقام عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين بحث زملائهم على عدم التخلى عن ترامب منتقدين ريان.
يأتى تجدد الانقسامات داخل الحزب الجمهورى حول ترامب، بعد الفضيحة الأخيرة حيث تم تسريب تسجيلات قديمة للمرشح الجمهورى يدلى فيها بتعليقات بذيئة ومهينة للمرأة، مما تسبب فى حالة من الارتباك داخل الحزب. وندد العديد من كبار القادة الجمهوريين بترامب ودعوا إلى انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية.
وحول نفس الموضوع، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الحزب الجمهورى يتجه إلى حالة من الفوضى بعد قرار بول ريان، ورأت أنه تأكيد غير عادى على العداء الشخصى، ويدمر أى مظهر من مظاهرة وحدة الحزب خلف مرشحه الذى يقول كثير من قادة الجمهوريين إنهم لم يعودوا قادرين على قبوله بسبب صفاته الشخصية وتكتيكات حملته الرخيصة.
واعتبر إعلان ريان بمثابة اعتراف بأن ترامب لم يعد قادرا على الفوز بالرئاسة وأن الحزب يجب أن يكرس جهوده نحو الحفاظ على أغلبيته فى مجلسى الشيوخ والنواب.
وكان أحدث استطلاعات الرأى قد كشف عن اتساع الفارق بين المرشحين حيث تتقدم كلينتون على ترامب بفارق 14 نقطة. وبحسب استطلاع صحيفة "وول ستريت جونال" وشبكة NBC News ، فإنه عند اقتصار المنافسة بين كلينتون وترامب، فإن الأولى تتقدم بنتيجة 52% من الأصوات مقابل 38% لمنافسها الجمهورى.
وعندما تم إجراء الاستطلاع ليشمل المرشحين الأربعة وهم كلينتون وترامب، بالإضافة إلى المرشح الليبرتارى جارى جونسون ومرشح الحزب الأخضر جيل ستاين، فإن كلينتون تتقدم على ترامب بفارق 11 نقطة حيث حققت 46% مقابل 35% لمنافسها.
وقال 52% من المشاركين فى الاستطلاع، إن التسجيلات الجنسية القديمة لترامب والتى يدلى فيها بتعليقات بذيئة حول النساء، يجب أن تكون قضية رئيسية فى الحملة الانتخابية. ورأى 14% أن هذه الفضيحة يجب أن تعزز دعوات الجمهوريين داخل الكونجرس لتنحى ترامب عن سباق الرئاسة.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن كلينتون أمامها فرص جديدة لجذب الناخبين الجمهوريين، مستغلة المشكلات لترامب.
ووعدت كلينتون بمنح الأمريكيين شيئا يصوتون لأجله، وليس مجرد شىء يصوتون ضده. لكنها أوضحت أن الديمقراطيين أمامهم فرصة جديدة للضغط ضد المرشح الجمهورى فى الأسابيع الأربعة الأخيرة قبيل إجراء الانتخابات المقررة فى نوفمبر المقبل.
وفى أول فعالياتها الانتخابية عقب المناظرة الثانية الحامية التى خاضتها مع ترامب مساء الأحد الماضى، اعترفت كلينتون بقباحة المواجهة مع خصمها وقالت للجمهور المتحمس "أراهن على أنكم لم تشهدوا شيئا مثل هذا من قبل". وحثت كلينتون الناخبين على ألا يسمحوا لاستيائهم من السياسات القبيحة بأن يمنعهم من المشاركة.
ولم تأت كلينتون على ذكر موقف رئيس مجلس النواب "الجمهورى" بول ريان الذى أعلنه أنه لن يشارك فى الدفاع عن أو تأييد ترامب حتى موعد الانتخابات، والذى بدا وكأنه يمنح حصانة للجمهوريين المنتخبين الآخرين الذين قرروا رفض ترامب أو الابتعاد عنه.