استقلال مصر بقرارها لا يلقى إعجاب الكثيرين فى دول العالم، كما لا يلقى إعجاب البعض فى الداخل، البعض ممن باعوا أنفسهم وقرروا أن يكونوا متحدثين وخدمًا لمنظمات دولية ودول أجنبية، وليس لخدمة وطنهم أو التحدث باسمه.
يروج هؤلاء أن مصر تعيش على المنح الخليجية، ويعايرون مصر بذلك، يفعلون ذلك وهم على يقين كامل بأن أوراق الاتفاقيات تقول بأن مصر لم تحصل على هبة من أحد، وأن أغلب ما تم الإعلان عنه كمساعدات من دول خليجية لمصر بعد الثورة لم يتحقق، وما تحقق منه كان غرضه جماعة أو تيارًا بعينه، وتنفيذ مخطط بعينه داخل القاهرة، فلما راحت الجماعة، طلبت الدولة الممولة لها أموالها، ودفعت مصر لقطر ملياراتها على «داير مليم»، فى تأكيد جديد أن مصر فى أشد أوقات أزمتها لا تقبل الهبات، ولا المنح المشروطة، نحن نحصل على ما نستطيع أن ندفع ثمنه، نحصل على ما نتيقن بأن ثمنه ليس سيادة هذا الوطن وكرامته.
حتى فى الأزمة الأخيرة التى يستخدمها الخبثاء الآن للإيقاع بين الشعبين المصرى والسعودى، بحديث بعض نشطاء الإخوان فى السعودية عن وقف المملكة منحة النفط التى ترسلها شركة «أرامكو» كل شهر لمدة خمس سنوات، أيضًا بعض النشطاء المصريين يفعلون ذلك.. ينشرون فكرة الحصول على النفط كهبة أو منحة سعودية بكل جهل، ودون أى معلومات، لأن الحقائق تقول بأن مصر لا تحصل على هذا النفط مجانًا، ولا كهبة أو منحة، بل تحصل مصر على ذلك بالأسعار العالمية للنفط، وفق اتفاق قانونى ورسمى بميزة واحدة فقط، هى إطالة وقت السداد مع فائدة %2.
بعض أهل المعارضة فى مصر يعانون من قلة وعى، فتجدهم يتحدثون عن تبعية القرار المصرى لدول خليجية، وحينما تدفع مصر ثمن قرارها المستقل- كما فى القضية السورية- يختفى هؤلاء دون أن يقدموا لوطنهم العون والمساعدة، مصر موقفها واضح منذ بدأت الأزمة السورية، موقفها الحفاظ على أرض سوريا وشعب سوريا، لا تفعل مثل دول أخرى تنفق الأموال على السلاح، وعلى ميليشيات الحرب دون أن تنفق على أهلنا فى سوريا وطعامهم، ولا تفعل مثل دول أخرى وتتاجر باللاجئين السوريين، رغم أنها تحبسهم فى مخيمات مهينة، بل مصر تفتح أبوابها لأشقائنا السوريين دون قيد أو شرط.