طالبت السلطات الروسية، المسئولين الروس المتواجدين فى الدول الأوروبية بالعودة بشكل فورى إلى البلاد بصحبة ذويهم خشية اندلاع حرب عالمية، بحسب ما نشرته صحيفة "ديلى ميل" فى تقرير لها مساء أمس الأربعاء، مشيرة إلى أن الرئيس الروسى فلادمير بوتين أصدر تلك التوجيهات بعد إلغاء زيارته التى كانت مقررة إلى فرنسا بسبب خلاف شديد حول دور موسكو فى الصراع السورى.
وقالت الصحيفة، إن المخاوف تأتى بعدما حذر الرئيس السوفيتى السابق ميخائيل جورباتشوف من أن العالم فى "نقطة خطرة" بسبب تصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة.
وفى السياق نفسه، علقت وكالة الأنباء الفرنسية فى تقرير لها اليوم على ما وصفته بـ"المبالغات الروسية"، قائلة : "الحرب العالمية الثالثة لن تندلع على الأرجح، لكن أى شخص يتابع التليفزيون فى روسيا يستنتج بأنها بدأت مع تزايد الحديث عن ضربات لإسقاط طائرات أمريكية أو تجهيز ملاجىء تحسبًا لقصف نووى فى موسكو".
وأضافت الوكالة: "على المحطة الأولى فى تليفزيون الدولة، يعلن مقدم النشرة المسائية الرئيسية مساء الأحد، أن بطاريات المضادات الجوية الروسية فى سوريا ستسقط الطائرات الأمريكية، وعلى محطة الأخبار المتواصلة "روسيا 24" يبث تقرير حول تحضير ملاجئ للحماية من ضربات نووية فى موسكو".
وتابعت : "فى سان بطرسبرج، يتحدث موقع الأخبار "فونتانكا" عن إمكانية قيام حاكم المدينة بتقنين الخبز استعدادًا لحرب مقبلة رغم التفسيرات التى قدمتها السلطات، ومفادها أنها تريد فقط تثبيت أسعار الطحين، وعلى الإذاعة يجرى بحث تدريبات "دفاع مدنى" تحشد بحسب وزارة الأوضاع الطارئة 40 مليون روسى على مدى أسبوع، وعلى جدول الأعمال: إخلاء مبانى وتدريبات على مواجهة حريق".
واستطرد الوكالة الفرنسية فى تقريرها : "هذا يدفع للتساؤل حول سبب هذه الفورة، هل هى استعداد لحرب عالمية ثالثة ؟، وخصوصًا بعد توقف المفاوضات فى 3 أكتوبر بين موسكو وواشنطن حول النزاع السورى إثر فشل وقف إطلاق النار الذى تفاوض عليه القوتان فى جنيف فى سبتمبر، وفى خضم ذلك، حولت القنابل الروسية والسورية مدينة حلب إلى "جهنم على الأرض" بحسب تعبير الأمم المتحدة ما آثار انتقادات شديدة من الغربيين".
وقالت الوكالة إن الجيش الروسى يواصل التحرك وحيدًا، حيث نشر فى قاعدته البحرية فى ميناء طرطوس السورى، بطاريات صواريخ "إس-300" القادرة على تدمير مقاتلات، لكن أيضًا عبر إرسال مدمرات مجهزة بصواريخ يمكنها إغراق سفن حربية، وبالتالى فإن استعراض القوة هذا لا يستهدف فقط الجهاديين أو فصائل المعارضة السورية وإنما أيضًا البحرية والطائرات الأميركية.
وأضافت فى تقريرها : "على شبكة "روسيا1" الرسمية يلخص المقدم ديمترى كيسيليف وهو أيضًا مدير وكالة الأنباء "ريا نوفوستى" أفكار الجنرال إيجور كوناشنيكوف للأشخاص البسطاء "مثلك ومثلى" قائلًا: "سنسقط" الطائرات الاميركية، ثم يكشف عن الخطة البديلة للولايات المتحدة فى سوريا، ويقول "الخطة البديلة تنص عمومًا على استخدام الولايات المتحدة بشكل مباشر القوة ضد القوات السورية التابعة للرئيس بشار الأسد وضد الطيران الروسى".