كان الأسبوع المنقضى، مميزا وشاقا فيما يخص نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى، فما بين شرم الشيخ والقاهرة والخرطوم، تنقل الرئيس لحضور الاحتفال بمناسبة مرور 150 عاماً على بدء الحياة النيابية فى مصر، ثم القمة المصرية اليونانية القبرصية، ومؤتمر الحوار الوطنى بالسودان، اضافة الى تكريمه ابطال ريو دى جانيرو، وانتهاء بحضوره الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمسرح الجلاء احتفالا بذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة.
احتفال البرلمان..
حضر الرئيس السيسى فى مدينة شرم الشيخ الاحتفال بمناسبة مرور 150 عاماً على بدء الحياة النيابية فى مصر، بحضور أعضاء مجلس النواب المصرى، ورؤساء وأعضاء البرلمانين العربى والأفريقى، وسكرتير عام الاتحاد البرلمانى الدولى، بالإضافة إلى عدد من رؤساء البرلمانات العربية وكبار الشخصيات البرلمانية على مستوى العالم، والق كلمة تناولت تاريخ الحياة النيابية فى مصر، كما توجه بالشكر الى مجلس النواب المصرى على مجهوداته الكبيرة خلال فترة الانعقاد الاولى هذا العام، داعيا المجلس الى معاونة الدولة فى اقرار التشريعات التى تحفظ الأمن وتساعد فى تحقيق النهضة الاقتصادية.
وعلى هامش اللحتفال، استقبل الرئيس السيسى، فى شرم الشيخ وفداً من الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكى، برئاسة السيناتور جيمس ريش رئيس اللجنة الفرعية لشئون مكافحة الإرهاب فى الشرق الأدنى بلجنة العلاقات الخارجية، وحضر اللقاء سامح شكرى وزير الخارجية، وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة.
وأكد الرئيس السيسى على حرص مصر على تعزيز العلاقات الاستراتيجية التى تجمع بين البلدين،ـ والدفع قدماً بالتعاون الثنائى بما يحقق مصالحهما المشتركة، لاسيما فى ضوء التحديات التى تشهدها المنطقة فى الوقت الراهن.
واستعرض الرئيس التطورات على الساحة الداخلية، والجهود الجارية لمواصلة عملية التنمية الاقتصادية، فضلاً عن جهود تدعيم الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، مشيراً إلى حرص مصر على تصويب الخطاب الدينى وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة أخذاً فى الاعتبار استغلال التنظيمات الإرهابية والمتطرفة للدين كوسيلة لتحقيق أهدافها.
وأكد الرئيس التزام الحكومة المصرية بقيم الديمقراطية، وإعلائها لسيادة القانون ودولة المؤسسات، مشيراً إلى ضرورة عدم تناول أوضاع حقوق الإنسان والحريات فى مصر من منظور غربى، بالنظر إلى اختلاف التحديات والظروف الداخلية والإقليمية، منوهاً إلى أن الديمقراطية عملية ممتدة ومستمرة، وأن مصر عازمة على المضى قدماً على الصعيد الديمقراطى.
السيسى فى الخرطوم..
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح الاثنين، إلى الخرطوم للمشاركة فى ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطنى السودانى.
وكان فى استقبال الرئيس فى مطار الخرطوم نظيره السودانى عمر البشير، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية.
وعقد الرئيس فور وصوله اجتماعاً مع الرئيس عمر البشير، تم خلاله التأكيد على عمق العلاقات التى تربط بين البلدين، وأهمية متابعة نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التى عقدت على المستوى الرئاسى لأول مرة فى القاهرة الأسبوع الماضى، من أجل الوصول بعلاقات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تلبى طموحات الشعبين، وتحقق المصلحة المشتركة وفقاً لوثيقة الشراكة الاستراتيجية التى تم التوقيع عليها فى ختام أعمال اللجنة المشتركة.
وناقش الجانبان نتائج مؤتمر الحوار الوطنى السودانى، حيث أكد الرئيس دعم مصر ومُساندتها لكافة الجهود التى يقوم بها الرئيس عمر البشير لتعزيز وحدة الصف وتحقيق السلام والاستقرار فى كافة أنحاء السودان.
وانضم إلى الاجتماع فى وقت لاحق الرئيس الشادى ادريس ديبى والرئيس الأوغندى يورى موسيفينى، حيث تمت مناقشة آخر التطورات على الساحة الأفريقية وسبل دعم جهود احلال السلام والاستقرار فى ربوع القارة
القمة المصرية اليونانية القبرصية بقصر الاتحادية..
عُقدت بقصر الاتحادية القمة الرابعة للآلية الثلاثية للتعاون بين مصر واليونان وقبرص، وذلك بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس القبرصى نيكوس أنستاسيادس، ورئيس الوزراء اليونانى اليكسيس تسيبراس.
وبدأت فعاليات القمة بغرس قادة الدول الثلاث ثلاث شتلات لأشجار الزيتون فى حديقة قصر الاتحادية، بما يرمُز إلى حرص الدول الثلاث على أن يساهم تعاونها فى إحلال السلام والاستقرار والتنمية بالمنطقة.
واستهل الرئيس السيسى أعمال القمة بالترحيب بالرئيس القبرصى، ورئيس الوزراء اليونانى، مشيداً بالحفاظ على دورية انعقاد آلية التعاون الثلاثى على مستوى القمة، باعتباره دليلاً واضحاً على عزم الدول الثلاث على تعزيز التعاون فيما بينها وتنويعه والإرتقاء به.
وثمن الرئيس السيسى ما يحرزه التعاون القائم فى إطار الآلية الثلاثية من تقدم فى عدد من المجالات، باعتباره نموذجاً إقليمياً لعلاقات التعاون وحسن الجوار، مشيراً إلى متابعته شخصياً للخطوات التنفيذية التى تتم لإطلاق المشروعات المشتركة التى سبق الاتفاق عليها خلال القمة السابقة، والتى تشمل مشروعاً لزراعة الزيتون فى سيناء، بالإضافة إلى مشروع للاستزراع السمكى.
وأعرب الرئيس السيسى عن تطلع مصر لفتح مجالات جديدة للتعاون ضمن آلية التعاون الثلاثى، مشيراً إلى الإمكانات المتوفرة لتفعيل التعاون فى مجالى السياحة والنقل البحرى.
الرئيس يكرم أبطال الألعاب الأولمبية والبارالمبية والعسكرية..
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأربعاء، الأبطال الرياضيين الذين حصلوا على ميداليات بدورات الألعاب الأوليمبية والبارالمبية والعسكرية، ومنح الأبطال الرياضيين والأجهزة الفنية الرياضية التى ساهمت بفاعلية فى الحصول على هذه الميداليات أوسمة.
حضر مراسم التكريم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والمهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، كما حضر رئيسا اللجنة الأولمبية "المصرية والبارالمبية"، بالإضافة إلى رئيسى اتحاد رفع الأثقال والتايكوندو، ورئيس جهاز الرياضة العسكرية.
وعقد الرئيس لقاءً مع الأبطال الرياضيين والأجهزة الفنية، وأشاد بما حققوه من إنجازات ساهمت فى رفع اسم مصر عالياً فى المحافل الرياضية العالمية، مؤكداً أنهم كانوا على قدر عالٍ من المسئولية الوطنية، ونالوا احترام وتقدير الشعب المصرى بأكمله.
وقال الرئيس، إن الأبطال الرياضيين أدخلوا السعادة إلى قلوب المصريين بفوزهم وحصولهم على ميداليات فى تلك البطولات، معرباً عن شكره وتقديره لبقية اللاعبين الذين لم يحالفهم التوفيق فى الحصول على ميداليات.
وعبر الرئيس عن تطلعه لبذل الجميع مزيدٍ من الجهد لتحقيق إنجازات رياضية تُساهم فى حصول مصر على المكانة التى تستحقها إقليمياً ودولياً.
وأضاف المُتحدث الرسمى، أن الرئيس السيسى حرص على الإشادة بشكل خاص بالإنجازات التى حققها أبطال مصر فى الدورة البارالمبية، حيث أكد على أنهم أثبتوا بتحديهم وعزيمتهم الصلبة أن الإعاقة الجسدية لا تمثل عائقاً أمام تحقيق الإنجاز، كما أنهم قدموا المثل والقدوة للجميع فى القدرة على تجاوز الصعاب والتغلب على التحديات من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
الندوة التثقيفية للقوات المسلحة
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، الخميس، فى الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة.
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة استهلها بتوجيه التحية والتقدير والاحترام لكل شهداء مصر الذين ضحوا بحياتهم فداءً للوطن، وكذلك لأسرهم الذين قدموا أبنائهم فى سبيل مصر، مشيداً بما غرسته أمهات الشهداء فى أبنائهن من قيم وأخلاق، وقيامهن بتقديم أغلى ما يملكنه من أجل الوطن.
واستعرض الرئيس السيسى، فى كلمته ثوابت السياسة الخارجية المصرية، مؤكداً على ما سبق أن أعلنه بوضوح فى خطاب التنصيب، حيث أكد على انتهاج مصر سياسة خارجية تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح والتسامح واستقلالية القرار، مشيراً إلى أن تبنى هذا النهج فى سياسة مصر الخارجية يأتى عقب صياغتها مع فريق عمل متكامل وبعد الاستفادة من تجارب مصر السابقة فى مختلف العصور، فضلاً عن دراسة تجارب الدول الأخرى، والتى أدت الممارسات الخاطئة لبعضها إلى تدميرها، مؤكداً فى هذا الإطار حرص مصر على عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى وعدم التآمر عليها، مشدداً على أن سياستها تدعو دائماً إلى الاستقرار والسلام.
وأوضح الرئيس أنه حرص على توضيح هذا الأمر فى ظل ما تناوله البعض على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث أشار، فيما يتعلق بعلاقة مصر بأثيوبيا، إلى حرصه على التأكيد للمسئولين الأثيوبيين على أن مصر تتمنى الخير للجميع وتسعى إلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين، ولا تقف أمام المصالح الأثيوبية، مع الحفاظ على المصالح المصرية وحقها التاريخى فى مياه النيل باعتباره مسألة حيوية لمصر، مشيراً إلى أنه أكد على تلك الرسالة منذ أول لقاء مع رئيس الوزراء الاثيوبى، وكذا خلال خطابه أمام البرلمان الاثيوبي.
وأشار الرئيس فى هذا السياق إلى أهمية التحسب مما تتناقله وسائل الإعلام، لاسيما فيما يتعلق بالشائعات التى تروج لقيام مصر بدعم المعارضة فى اثيوبيا، مشدداً على أن مصر لم ولن تتخذ أى إجراء للتآمر على اثيوبيا أو إثارة القلاقل فيها، معبراً عن أمله فى أن تصل هذه الرسالة بوضوح إلى الأشقاء فى اثيوبيا لتبديد أى شكوك تكون قد تولدت لديهم نتيجة تلك الشائعات المغرضة، مؤكداً أن مصر ستواصل تعاونها مع الأشقاء الاثيوبيين بما يحفظ مصالح مصر المائية.
وعلى صعيد التجاذبات والتصريحات الإعلامية التى شهدتها الأيام الماضية بشأن علاقات مصر بأشقائها بدول الخليج، أكد الرئيس مجدداً على عدم قدرة أحد على المساس بما يربط مصر بأشقائها فى الخليج من علاقات تاريخية وثيقة، مشدداً على أن مصر تتبنى سياسة مستقلة تهدف إلى تحقيق الأمن القومى العربى من خلال تبنى رؤية وطنية.
وأعاد الرئيس التأكيد على موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية، والذى يشمل العمل على إيجاد حل سياسى للأزمة الراهنة، والحفاظ على وحدة الأراضى السورية، واحترام إرادة الشعب السورى، فضلاً عن نزع أسلحة الجماعات المسلحة وإعادة إعمار سوريا، مؤكداً أن تصويت مصر على القرارين اللذين طُرحا مؤخراً فى مجلس الأمن جاء على أساس تلك الثوابت، أخذاً فى الاعتبار أنهما تضمنا الدعوة إلى تطبيق الهدنة فى سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وهو ما يؤكد عدم وجود تناقض فى تصويت مصر لصالح هذين القرارين.
ونفى الرئيس السيسى أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودى إلى مصر قد جاء رداً على موقفها من التصويت فى مجلس الأمن، مؤكداً على أن الأمر يتعلق بعقد تجارى تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودى لمصر فى أبريل الماضى، وأن الحكومة قد اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات الكافية من البترول.
وتطرف الرئيس إلى الأحداث التى صاحبت يومى 30 يونيو و3 يوليو 2013، حيث أكد على أن ما تم اتخاذه من قرارات جاء نتيجة الإرادة الحرة للشعب المصرى دون التنسيق مع أحد، بما يؤكد على استقلالية القرار المصرى.
وأشار الرئيس إلى وجود محاولات لتخريب علاقات مصر بالدول الأخرى من خلال بث الشائعات بهدف عزلها والضغط عليها، مؤكداً أن مصر لن تركع سوى لله وحده، وأن وحدة صف المصريين وتكاتفهم على قلب رجل واحد سيُمكّنهم من التغلب على جميع التحديات.
وفى هذا الإطار ، أكد الرئيس على سعى الحكومة إلى توفير السلع الغذائية الأساسية للمواطنين، مشيراً إلى أن من لديه إرادة حرة عليه أن يواجه التحديات ويتحمل الصعاب، ضارباً المثل بالأم التى ضحت بإبنها الشهيد فداءً للوطن.
ودعا الرئيس إلى أهمية توخى وسائل الإعلام المصرية الحذر فيما تتناقله من تقارير، مشيراً فى هذه المسألة إلى أن قرار السودان بحظر استيراد المنتجات الزراعية المصرية جاء على أساس تقرير نشرته وسائل الإعلام المصرية بشأن مياه الرى المستخدمة فى زراعة المحاصيل المصرية، وهو أمر لم يثبت صحته.
كما أشار الرئيس إلى حالات أخرى تناولتها التقارير الإعلامية وأحدثت ضرراً بالمصالح المصرية، منها مقتل الباحث الإيطالى ريجينى، وسقوط الطائرة الروسية فى سيناء.
وجدد الرئيس التأكيد فى ختام كلمته على اعتزاز مصر بما يربطها بأثيوبيا من علاقات تعاون وأخوة، وكذا بعلاقاتها التاريخية بدول الخليج الشقيقة، مؤكداً أن مصر تحرص على الحفاظ على الأمن القومى العربى، وتعتبر أمن دول الخليج جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومى، مشيراً إلى عدم توجيه مصر أى انتقادات للمسئولين الأشقاء عند التقائهم بمسئولى الدول التى تتعمد الإساءة لمصر، مؤكداً على احترام مصر لاستقلالية وسيادة كل دولة وعدم إساءتها حتى لمن يسئ إليها اقتناعاً منها بعدم أخلاقية هذا المسلك.
واختتم الرئيس حديثه بتوجيه الشكر للقوات المسلحة، والتأكيد على أن مصر ستظل دوماً تتذكر تضحيات وبطولات شهدائها الأبرار من أبناء الجيش والشرطة الذين قدموا ومازالوا يقدمون حياتهم فى سبيل حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب والتطرف.