يحتفل العالم باليوم العالمى لغسل الأيدى نظرًا لدورها الكبير فى الحد من الأمراض والعدوى، ورغم عدم اختلاف أحد من الجماهير على أهمية غسل الأيدى بالماء والصابون جيدًا، إلا أن الباحثين والعلماء اختلفوا فيما بينهم، البعض ينادى بالحد من نظافة اليد كثيرًا للسماح لبعض الميكروبات بالوصول للجسم لتقوية جهاز المناعة، والبعض الآخر يثبت بالأرقام أهمية المحافظة على نظافة الأيدى فى كل وقت.
وخلال استبيان قامت به مجموعة من الباحثين حول أهمية غسل الأيدى فى المجتمعات المختلفة، كانت النتيجة صادمة وفقًا لما نقله الموقع البريطانى "ديلى ميل"، حيث أظهر الاستبيان أن ربع الرجال لا يغسلون أيديهم بعد الذهاب إلى الحمام، وواحدة من بين كل 6 سيدات يقمن بنفس الفعل، فضلاً عن أن 61% من البالغين من الجنسين اعترفوا أنهم فشلوا فى الحفاظ الأيدى خاصة غسلها قبل تناول الطعام سواء فى المنزل أو العمل أو المطاعم.
ولم تتوقف الأرقام الصادمة التى اكتشفها الباحثون عند ذلك الحد بل 60% من البالغين لا يقومون بتجفيف أيديهم بشكل صحيح وهو ما يؤدى لتراكم بعض البكتيريا فى أيديهم ومنها تنتقل إلى الجهاز الهضمى بسهولة، حيث إن اليد الرطبة ثبت أنها تنشر البكتيريا بمقدار 1000 مرة أكثر من الجافة.
ونصح الباحثون فى نهاية تقريريهم بأهمية التعرف على الطرق الصحيحة لغسل الأيدى وهى ترك الصابون على اليد لمدة 20 ثانية على الأقل مع فرك اليد جيدًا به حتى تتحرك البكتيريا والعدوى من اليدى وتخرج مع الصابون والمياه الجارية قبل أن تصل إلى الجهاز الهضمى وتسبب الإسهال خاصة الأطفال حيث يموت ما يقرب من 900 طفل يوميًا فى جميع أنحاء العالم بسبب الإسهال.
ومن جانب آخر هناك ينادى بعض الأطباء والباحثين بإمكانية السماح بالحد من نظافة الأيدى للسماح لبعض الميكروبات بالمرور والوصول إلى الجسم لتقوية جهاز المناعة لمقاومة الميكروبات الأخرى، ويستند هؤلاء الأطباء إلى نتائج أبحاث أجريت من 10 سنوات على الأطفال فى المناطق الريفية حيث كانوا الأطفال يعيشون فى منازل ريفية محاطين بالحيوانات والغبار ولا يلتزمون بنظم غسل الأيدى المعروفة حاليًا وكانوا أقل عرضة للحساسية وأمراض الجهاز الهضمى، عكس النتائج التى أثبتت أن الأطفال الذين يسكنون المدن وذوات الطبقة الغنية لديهم معدلات الإصابة بالأمراض أعلى، وأرجعوا ذلك إلى أن أطفال المناطق الريفية تعرضوا فى وقت مبكر لغالبية مسببات الأمراض المعدية ما أدى إلى تقوية جهازهم المناعى.
وعلى الرغم من اختلاف بعض الباحثين إلا أن القاعدة الأساسية التى تحمى من الأمراض بشكل فعال هى المحافظة على غسل الأيدى قبل كل وجبة وعند تعرضها للاتساخات المختلفة وبعد الانتهاء من الحمام وعند ملامسة الحيوانات الأليفة حتى نحمى أنفسنا من الأمراض.
وفى السياق نفسه يقول الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس: "الدراسات الحديثة أثبتت أن غسل الأيدى جيدًا يصاحبه انخفاض كبير فى معدلات الأمراض المعدية خاصة فى المستشفيات والمصانع ومراكز رعاية الأطفال والمدارس والمنازل، حيث إن غسل اليد هو الشىء الوحيد الذى يمنع نقل العدوى".
وأضاف: ووفقًا للأرقام العالمية فإن غسل اليدين بالصابون والماء يمنع التالى:
1. يمنع 250 مليون من بكتيريا الجلد و150 نوعًا من الميكروبات.
2. يقلل العدوى فى مدارس رياض الأطفال بنسبة 50%.
3. يحد من معدلات الإصابة بالإسهال بنسبة 47% والوفيات الناتجة عنه بنسبة 50% .
4. يحد من الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسى والوفيات الناتجة عنه بمقدار 25%.
5. يمنع 25% من أمراض التلوث الغذائى.
6. يخفض معدلات الإصابة بالطفيليات المعوية بنسبة 50%.
7. يخفض معدلات التهابات الفم بنسبة 30%.
8. يمنع أمراض خطيرة مثل أمراض الأنفلونزا، التهاب الكبد الوبائى أ، التهاب السحايا، والتيفود.
وينصح الدكتور "بدران" قائلاً: "التجفيف الصحيح لليدين بعد الغسل ضرورى لاستكمال عملية الحماية من الأمراض، حيث إن الجلد الرطب ينقل البكتيريا ألف ضعف أكثر من الجلد الجاف ويعتبر التجفيف بالمناديل الورقية هى الأفضل، حيث تعمل هذه الطريقة على إزالة البكتيريا والحد من الأمراض المعدية".
وأشار إلى أن هناك عادة تحدث فى غالبية الأسر وهى الفوط أو المناشف المشتركة، وهى عبارة عن مزرعة ثابتة لنشر الميكروبات حيث تعمل على نقل العدوى بسهولة داخل الأسرة ومنها إلى باقى المجتمع، وتعتبر ماكينات التجفيف بالهواء الساخن والمنتشرة فى المطاعم والمولات الكبيرة من أكثر طرق التجفيف الحديثة التى تزيد من كل أنواع البكتيريا على الأيدى حسب الأبحاث حيث يعمل تدفق الهواء الساخن إلى نقل الميكروبات من اليد إلى مناطق جلدية أخرى فى جسم الإنسان.
ورغم تحذير هيئة الغذاء والدواء والأمريكية "FDA" من الصابون المضاد للبكتيريا، إلا أن الإقبال عليه لا ينتهى خاصة مع وجود منتجات منه فى تنظيف المنازل ظنًا من الأم أنها بذلك تحمى أطفالها من الجراثيم، ولكن فى نفس الوقت نشر الموقع البريطانى "ديلى ميل" دراسة أفاد خلالها الباحثون بأن الجراثيم أصبحت أقوى بسبب المنتجات المضادة للبكتيريا المستخدمة فى المنازل وأماكن العمل فضلاً عن أنها تحتوى على مواد كيميائية تعطل عمل الهرمونات الطبيعية داخل جسم الإنسان.