"متاعب الحب فى زمن السوشيال ميديا.. من الكراش للفريند زون للستوكر".. أشكال جديدة للحب تضع الشباب فى معضلة.. البعض يقع فى حسابات وهمية.. وآخرون يتعلقون بتجارب سابقة لسنوات.. والخبراء يقدمون دليل النجاة

للحب أوجه عدة، تتبدل مع تبدل الزمان والمكان، من عصور القصائد والأساطير، للجوابات المحملة بالأشواق، والاتصالات الهاتفية على هاتف المنزل والهروب من تصنت الأهل، وحتى عصر الهاتف المحمول وكبائن الميناتل، وصولا لعصر الإنترنت وغرف الدردشة، وحتى ثورة السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى، التى فرضت على الحب قواعد جديدة، ورسمت له أطر مختلفة لم تكن محسوبة من قبل. اختلفت قواعد الحب، ومعها اختلفت لغات التعبير عنه، وخرجت مصطلحات جديدة لتستبدل كلمات عشنا معها من الحبيب للعاشق الولهان، وحتى "متصاحبين" ليصبح لدينا الآن "الكراش، والستوكر، والفريندزون"، والتى يعبر كل منها عن حالة حب وارتباط، لها طبيعتها الخاصة. تلك المصطلحات الجديدة لم تأتِ فقط من باب "الروشنة" بلغة أجيال سابقة، ولكنها مصطلحات تحمل ما يعرف بحالات حب جديدة، لعبت السوشيال ميديا دور البطولة فى صناعة الكثير منها، دور بطولة وصل أن يتعلق شخص بـ"أكونت مزيف"، أو يقع فى عشق صورة صنعتها برامج تعديل الصور، وأحيانا، يظل التعلق بحساب شخص كانت تربطنا به علاقة قبل سنوات طويلة وانتهت، لتنحصر حياتنا فى متابعة هذا الشخص ومعرفة أخباره وفقط، وفى أحيان أخرى يتسبب شخص وهمى فى تدمير علاقتنا الحقيقية وفى أحيان بعض الزيجات. الكراش.. المعجب فى صمت هو صاحب نصيب الأسد من "القلش".. بدأ تعبير "الكراش" فى الولايات المتحدة الأمريكية للتعبير عن المعجب الخفى أو من لا يمتلك من الشجاعة ما تجعله يبوح بحبه وإعجابه للطرف الآخر، مكتفيا فى بعض الأحيان البوح بسره للأصدقاء. ويقول إيهاب معوض، خبير العلاقات الأسرية، فى هذا الأمر، أن "الكراش" هو الترجمة الحديثة للحب من طرف واحد فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى، وكل جيل يعبر عن مصطلحاته، وأن هذا النوع قد ينتشر بكثافة فى مجتمعاتنا العربية، على عكس الغرب حيث يتمتعون بالعلاقات الناضجة، التى لا تخضع للحواجز التى نواجهها فى مجتمعنا. خطة الخروج من "خانة الكراش".. استجمع شجاعتك من جانبها نصحت خبيرة التربية الدكتورة مروة الصعيدى، أن على الشاب اختيار الوقت المناسب والكلمات اللائقة للتقرب من الفتاة المعجب بها، حتى يستطيع تكوين علاقة مبدئية بعد ذلك يمكنه البوح لها بمشاعره نحوها، لكن عليه سرعة تنفيذ القرار لأن الانتظار يضيع الكثير من الفرص. وهناك العديد من الطرق التى يستطيع بها الشاب لفت انتباه الفتاة المنشودة، مثل إبداء رأيه فى أغانيها المفضلة أو رياضتها التى تمارسها لفتح مجال للحوار والنقاش بينهم. أما فى حالة إذا كانت الفتاة هي الضحية، نصحت مروة الصعيدى أن الصبر هو السلاح المؤثر، وبالتدريج تستطيع لفت انتباه "الكراش" حتى يبادر هو بالإعجاب والإفصاح عنه. الستوكر.. مخبر السوشيال ميديا "stalker" بالإنجليزية تعنى الشخص الملاحق وهو من يتابع ويلاحق الأشخاص فى كل مكان وبالطبع ظهرت فى مصر بكثافة نظراَ لانتشار شبكات التواصل الاجتماعى، حيث يقضى "الستوكر" ساعات من تفقد كل الصور والعادات اليومية التى ينشرها أشخاص معنيين على السوشيال ميديا، لكنه يبقى بعيدا عن الأنظار ويمارس تلك الهواية فى الظلام دون أن يشعر به أحد من الخاضعين للمراقبة. الستوكر فى عالم الفتيات.. منطوية وتحاول تعويض الغربة يحلل إيهاب معوض شخصية الفتاة "الستوكر"، أنها تقيس نفسها من الواقع حولها من خلال جمع المعلومات عن الآخرين، وفى الغالب تكون فتاة منطوية على نفسها قليلة الخروج من المنزل، وتلك المعلومات تساعدها على الانخراط فى الحياة الاجتماعية من خلال العالم الأفتراضى، لتعويض حالة الغربة التى تعانى منها. وأضاف أن المرأة بوجه عام لديها ما وصفه بـ"ترمومتر لقياس البوست"، حيث أن المرأة تستطيع معرفة حالة من حولها على شبكات التواصل من خلال ما ينشروه من صور أو أغانى، أو حتى الكلمات. الستوكر فى عالم الرجال.. يا صديقى كلنا "أستوكر" ويتابع إيهاب معوض، عند الرجال يختلف الأمر لأن الرجل بطبيعته كائن بصرى يميل للبحث بالنظر عن الفتيات، ويميل لجمع الصور وليس المعلومات، وبالأخص حول قصص الحب السابقة، وأن معظم الشباب على فيس بوك من نوعية "الستوكر" لكن بدرجات مختلفة. هل نعتبره مرض نفسى؟ أجاب إيهاب عن هذا أن عادة "الستوكر" فى البنات امتداد لصفة النميمة، أما عند الشباب قد يكون بسبب انعدام الطموح أو الأهداف لذلك يلجأ الشباب لتتبع إنجازات الآخرين، وأن الفراغ الدافع الرئيسى وراء تلك تصرفات بوجه عام. ونصحت الدكتورة مروة الصعيدى، أن قد نجد فى شبكات التواصل ما يفيد أكثر من تتبع الأشخاص فى الحياة الأفتراضية، واستبدال الوقت الضائع فى مثل هذه التصرفات فى تعلم لغة جديدة أو اكتساب الخبرات من مواقع الإنترنت المختلفو مثل يوتيوب. القابعون فى الفريند زون.. خانة الأصدقاء انتشر المصطلح الأمريكى فى الشهور الأخيرة بصورة كبيرة، ومن الواضح أن المشكلة منتشرة بين الشباب المصرى، من عبارات مثل خلينا "أخوات أحسن" أو "أنا بشوفك كصديق"، تحولت كل تلك المصطلحات لتنحصر فى "فريند زون"، والتى تعنى بالأمريكية "منطقة الصداقة". يقول إيهاب معوض، البنت الجميلة والمتحررة لديها على الأقل 10 فريند زون، حيث إنها دائما ما تميل لتعدد الشباب فى حياتها، ولهذا نصحت مروة الصعيدى، أن على الشاب أن يعترف بإعجابه أو حبه للصديقة ويكون قادرا على تحمل العواقب، أو يرضى أن يظل فى تلك المنطقة. الخلاصة.. "يهده الحب فى زمن السوشيال ميديا" من الفريدن زون.. للستوكر.. للكراش.. يا قلبى لا تحزن.. هذا هو ملخص الحالات الثلاثة.. وملخص الإضافات التى طبعتها السوشيال ميديا على الحب، الذى مهما تغير يظل أصله ثابتا، لا يتأثر، تتغير القشرة فقط لتجدده وتضيف له المزيد من البريق مع تغير الزمن، ولكن يظل علينا التعرف بشكل أوضح عل تلك التغيرات الجديدة وتحليلها حتى نتمكن من التعامل معها، والوصول بقلوبنا إلى بر الأمان.