فى مشهد يحدث للمرة الأولى، توقف اليوم موقع التدوينات القصيرة الأشهر عالميا، تويتر، لفترة طويلة، وشهد مجموعة من الأعطال الفنية، ليفرد هذا التوقف مساحة خاصة لإنشاء سيناريو تخيلى عن: ماذا سيحدث لو توقف هذا الموقع أو اختفى إلى الأبد؟
فى مصر تحديدا، هناك مجموعة من الأسماء ستتأثر بشكل خاص لو توقف تويتر، حيث يعتبر هذا الموقع هو المنصة الأهم التى يطلون من خلالها على الجماهير، ولبعضهم هو المنصة الوحيدة بعد أن قرروا الاختفاء بشكل كامل من العمل على أرض الواقع، أو حتى الظهور إعلاميا، واكتفوا بالعالم الافتراضى.
الإعلامى باسم يوسف، الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، وعبد المنعم أبو الفتوح، مرشح الرئاسة السابق، والكاتب علاء الاسوانى، أبرز هذه الأسماء، فهم يعتمدون بشكل أساسى على التدوين يوميا عبر حساباتهم والتعبير عن آرائهم ومشاركة متابعيهم بالآراء والأفكار، كما يعتبر باسم يوسف ومحمد البرادعى ضمن قائمة الأعلى متابعة.
البرادعى .. هل نرى مزيدا من العمل الحقيقى؟
فى مقدمة تلك القائمة يأتى بالتأكيد الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، والذى يعتبر تويتر الآن هو منصته الوحيدة التى يطل منها على متابعيه وجماهيره، وربما يقتنع حينها برد أحد رواد الموقع عليه برسالة مفادها أن "مشاكل الأوطان لا تحل بـ 140 حرفا"، فقد يعود البرادعى للعمل على الأرض، أو يعود للاهتمام بحزب الدستور الذى أنشاه ثم اختفى من المشهد بالكامل.
وفى الغالب سيسمح هذا بمزيد من العمل الحقيقى والظهور الجاد لنائب رئيس الجمهورية الأسبق، ومزيد من الانخراط فى الحياة السياسية المصرية بكل مشاكلها بدلا من التحليق فى تغريدات تويتر.
باسم يوسف .. هل العودة ليوتيوب هى الحل؟
باسم يوسف بالطبع سيكون أحد أكثر المتواجدين على تويتر حزنا، فهو الآن صاحب المركز الأول فى مصر على موقع التدوين القصير، وكل الملايين الذين جمعهم، والمنصة التى يستخدمها طوال الوقت للتعبير عن رأيه بعد توقف برنامج البرنامج، ستكون متوقفة للأبد.
معظم معارك يوسف خلال الفترة الأخيرة تكون معارك "تويترية"، وتحول موقع التدوينات إلى سلاحه الوحيد تقريبا، وربما لن يكون أمام يوسف سوى العودة ليوتيوب، منصته القديمة التى بدأت شهرته من خلالها، وربما يكون هذا مصدر سعادة لجماهير "يوسف" الذين يهمهم ظهوره على الشاشات أكثر من متابعة تدويناته بمراحل.
كحل آخر يمكن أيضا أن ينقل الإعلامى الساخر نشاطه إلى فيس بوك، وسيتابعه الملايين أيضا، بل يمنح فيس بوك مساحة أكبر للكتابة عما يمنحه تويتر، وهذا سيكون مصدر سعادة خصوصا أن يوسف غالبا ما لا تكفيه مساحة تويتر وتأتى تدوينته الواحدة مقسمة لتدوينات متعددة.
علاء الأسوانى .. هل يقود حملة لإنشاء تويتر مصرى؟
اسم آخر سيكون فى قمة قائمة الأكثر حزنا على فراق تويتر هو الكاتب والروائى "علاء الأسوانى" الذى انخرط فى التغريد داخل سماء تويتر الافتراضية بشكل ربما يفوق انخراطه فى عالم الكتابة التقليدية خلال الفترة الأخيرة.
هل تكون النتيجة مزيدا من الأعمال الأدبية للأسوانى، وهل لو توقف الموقع سيعود الروائى الشهير للنظر على شريحة أعرض من الشريحة التى يندمج معها على موقع التدوينات القصير وتحاصره فى إطار محدد من الأفكار والآراء التى ربما لا تعبر طوال الوقت عن نبض الشارع الحقيقى، هل يمكن أن يقود مع الأسماء السابقة لإنشاء تويتر مصرى بديل لصعوبة العودة والاندماج فى العالم بدون الموقع الذى تستقر عليه شهرتهم الكبيرة.. كلها أفكار يطرحها توقف تويتر بالنسبة لعلاء الأسوانى.
عبد المنعم أبو الفتوح..
من الصعب التخمين هنا، فالمرشح السابق لرئاسة الجمهورية لم يقدم موقفا واضحا منذ ترشحه عام 2012، وحتى حزب مصر القوية الذى أنشأه لم يقدم أى نشاط حزبى ملحوظ طوال السنوات الأخيرة، لذا سيظل رد فعله لغزا.