"يا للهول"، هذه الكلمة التى أصبحت ماركة مسجلة فى تاريخ السينما المصرية للفنان الراحل يوسف بك وهبى، والتى كان يقولها دائما فى جميع أفلامه ومسرحياته، كما نسبت إليه أيضاً جملة أخرى والتى تعتبر من صناعته وهى "شرف البنت زى عود الكبريت".
تحل اليوم الاثنين الذكرى الـ43 على وفاة الراحل الكبير الفنان يوسف وهبى فمر على وفاته 43 عاما، حيث توفى فى 17 أكتوبر عام 1982 بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب إثر إصابته بكسر فى عظام الحوض نتيجة سقوطه فى الحمام، توفى أثناء العلاج إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وكان إلى جواره عند وفاته زوجته وابنها.
كوّن وهبى فرقة رمسيس المسرحية وضم إليها كبار الممثلين والممثلات، وقدم روائع من الأعمال المسرحية العالمية، حتى وصل عدد مسرحياته إلى 260 مسرحية، ومن أشهر المسرحيات التى قدمها "لوكاندة الأنس"، و"غادة الكاميليا"، ومن أشهر العبارات التى اشتهر بها الفنان يوسف وهبى "عليكى لعنة الفلاح.. ويا للهول".
افتتح يوسف وهبى أعماله بمسرحية "كرسى الاعتراف"، وقد نقل هذه المسرحية من المسرح إلى الشاشة الفضية إيماناً منه بإبقاء هذا العمل الفنى خالداً على مر الأيام والسنين، ولم تكن هذه أول مسرحية ينقلها إلى السينما بل نقل "راسبوتين" و"المائدة الخضراء" و"بنات الشوارع" و"أولاد الفقراء".
يوسف وهبى الذى حصل على لقب البكوية وفنان الشعب ورغم إلغاء الألقاب وحصول يوسف وهبى على لقب جديد إلا أن البكوية ظلت جزءاً من اسمه حتى رحيله عن عالمنا.
كان يوسف وهبى جزءاً من مرحلة التأسيس الأولى، كان فناناً شاملا، حيث عمل بالمسرح والسينما، وأسس فرقة "رمسيس" أشهر فرقة مسرحية فى الوطن العربى منذ أن عرف فن المسرح وحتى الآن، وعندما لم يجد المؤلف الذى يضع له أفكاره اتجه إلى الكتابة، أما عن الإخراج فقد أخرج، والتمثيل فقد مثًّل، وكان مدرسة فى التمثيل، ويميل إلى الأداء التراجيدى.
يوسف وهبى مولود فى الفيوم بالقرب من بحر يوسف، ويقال إن اسمه يعود إلى ميلاده على هذا البحر، وهو الابن السادس لعبد الله "باشا" وهبى، والذى كان يعمل مفتشاً لعموم الرى بالقطر المصرى، دفعه حبه للمسرح للسفر سراً إلى إيطاليا سنة 1918 ولأنه بطل المليودراما فى التاريخ الفنى، فلابد من القول إنه سافر وليس معه مليم واحد، ولا يعرف كلمة واحدة من اللغة الإيطالية، والطبيعى أنه يعانى من الجوع والحرمان.
كانت بداية يوسف وهبى السينمائية من خلال مشاركة المخرج محمد كريم فى إعداد فيلم روائى طويل "زينب" ثم اتفق معه بعد ذلك على صناعة أول فيلم مصرى ناطق "أولاد الذوات" الذى حقق نجاحاً ساحقا ليقوم وهبى بكتابة ثانى أفلامه "الدفاع" 1935م، والذى اشترك فى إخراجه مع نيازى مصطفى، وفى 1937م شارك فى كتابة وتمثيل وإنتاج وإخراج فيلم "المجد الخالد".
توالت بعد ذلك الكثير من الأعمال السينمائية المتميزة للفنان الراحل يوسف وهبي، ومنها "ليلة ممطرة" و"ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت مدارس" و"غرام وانتقام" و"إسكندرية ليه؟" و"ميرامار" و"القاهرة 30"، و"كرسى الاعتراف" و"غزل البنات" و"رجل لا ينام" و"ضربة القدر" و"سفير جهنم" و"المهرج الكبير" و"إشاعة حب" و"البحث عن فضيحة" و"اعترافات زوج".
مُنح يوسف وهبى رتبة البكوية من الملك فاروق بعد حضوره فيلم "غرام وانتقام"، كما نال وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960م، وجائزة الدولة التقديرية عام1970م، بالإضافة إلى انتخابه نقيباً للمثلين عام 1953م ومستشاراً فنياً للمسرح بوزارة الإرشاد.
كما حصل أيضاً على جائزة الدولة التقديرية والدكتوراه الفخرية عام 1975م من الرئيس المصرى أنور السادات، ومنحه بابا الفاتيكان وسام الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية، ليكون بذلك أول مسلم يحصل على هذه الجائزة.
اشتهر وهبى بالعديد من الإفيهات التى ارتبط بها الجمهور، نظرا لخفة الظل التى كان يتمتع بها عميد المسرح العربى، كما لزمته جمل فى العديد من الأفلام، ومن أبرزها: "وما الدنيا إلا مسرح كبير"، يا للهول يا للصاعقة"، "ياض إنت غور من وشى لاحسن أمسكك أطيرك من الشباك"، "يا إبليس يا خبيث"، "بلدى أوى الله يرحم"، حيث أخرج حوالى 30 فيلماً، وألّف ما لا يقل عن 40 فيلماً، واشترك فى تمثيل ما لا يقل عن 60 فيلماً مع رصيد يصل إلى 320 مسرحية.
وتحيى مكتبة الإسكندرية فى مقرها بيت السنارى بالسيدة زينب اليوم الاثنين ذكرى وفاة عميد المسرح يوسف بك وهبى الـ43، وتقيم بالتعاون مع أسرته معرضا لمقتنيات الفنان الراحل.