ناقش البرلمان الأفريقى اليوم تقرير الصادر عن ورشة العمل حول دور البرلمان الأفريقى فى مواجهة الإرهاب فى أفريقيا، والتى عقدت فى الدورة السابقة فى جنوب أفريقيا، وشارك فيها رئيس البرلمان الأفريقى، واللواء حاتم باشات عضو لجنة الشئون الأفريقية والبرلمان الأفريقى.
وقال روجيه نكودو رئيس البرلمان الأفريقى، إنه سعيد بمخاطبة اللجنة فى ورشة العمل حول مكافحة الإرهاب، خاصة أنها تأتى فى وقت كان العالم يهد فيه تصاعدا فى الهجمات الإرهابية التى لم تنته منها القارة الأفريقية، وأعرب عن قلقه من أن الإرهاب أصبح متطورا للغاية حيث شهدت القارة هجمات فى الجزائر والكاميرون ومصر وكينيا ومالى نيجيريا الصومال وأوغندا عندما كانت الأقل توقعا، مما كشف الوضع الضعيف للقارة الأفريقية فيما يتعلق بالاستراتيجيات الراهنة لمواجهة الإرهاب ومكافحة آفة الإرهاب.
وشدد نكودو على حاجة الأعضاء الجدد لفهم افضل لماهية الإرهاب وأشكاله المختلفة مما يساعد على التوصل إلى استراتيجيات مكافحة الإرهاب فى القارة، وقال أنه من الضرورى للبرلمان الأفريقى تنظيم مثل هذه المنابر التى من أنها تبادل الخبرات ووضع اللبنة لسن قوانين نموذجية مكن أن تستند إليها القوانين.
وقدم لارى عيفل لارتى الممثل الخاص لرئيس للاتحاد الأفريقى بشأن مكافحة الإرهاب ومدير المركز الأفريقى للدراسات والبحوث حول الإرهاب، عرض حول سياسات الاتحاد الأفريقى لمكافحة الإرهاب فى القارة، حيث أوضح العرض الأدوات والسياسات والهياكل والمنظومة الرئيسية التى وضعها الاتحاد الأفريقى ضمن مساعيه لمكافحة الإرهاب فى القارة الأفريقية والتى سعى من خلالها إلى تحفيز النقاش فى هذا الصدد وبالنظر إلى أن آفة الإرهاب قضية عالمية، فقد بذل الاتحاد الأفريقى هذه الجهود فى إطار الجهود العالمية اتى تبذلها الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتطرف، بم أن كافة البلدان الأفريقية ملزمة أيضا بذلك بموجب قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بهذه المسائل وطرح العرض أيضا بعض الأفكار حول التحديات التى تواجه القارة فى هذا الصدد، وطلب من البرلمان الأفريقى تقديم بعض الحلول فى مداولاته.
كما قدم البروفوسير جوزيف فنسنت انتودو مدير مركز الدراسات السياسية والشئون الاستراتيجية جامعة ياوندى، عرض حول دور البرلمان الأفريقى فى مكافحة الإرهاب، حيث اشار العرض إلى أن البرلمان الأفريقى يمكن أن يلعب دورا مهما فى اشراك الدول الأعضاء حيث إن عددا من الدول ترى أن آفة الإرهاب والقرصنة البحرية لا تمثل تحديا فى اختصاصاتها القضائية، وبالتالى كانت بطيئة فى الاستجابة لهه القضايا ويتضح ذلك من عدم وجود تعريف عالمى للإرهاب مما يجعل التدخلات ضعيفة.
وأصدرت اللجنة عددا من التوصيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب تمثلت فى أنه ينبغى على أعضاء البرلمان الأفريقى إشراك حكوماتهم وضمان جديتها فى التصديق على البروتوكول المنقح من البرلمان الأفريقى الذى يسعى من بين أمور أخرى لإعطاء الصلاحيات تشريعية للهيئة البرلمانية القارية لنا، وهذا من شأنه تمكين البرلمان الأفريقى من القيام بدور فعال فى تنفيذ الاستراتيجيات لمكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية.
وينبغى على البرلمان الأفريقى إنشاء مستودع يتم فيه إيداع كافة الصكوك الدولية والقارية المتعلقة لمكافحة الإرهاب وضمان متابعة التدقيق والتنفيذ من قبل الدول الأعضاء. وينبغى من خلال هذه اللجنة إجراء تقييم دورى لنتائج مكافحة الإرهاب على مستوى الاتحاد الأفريقى وتقديم التوصيات اللازمة فى هذا الشأن. والتفاوض حول إقامة شراكة استراتيجية مع الهيئات البرلمانية القارية المماثلة بهدف البحث عن التمويل لمراقبة تدابير الضغط والمكافحة.
وأظهر الإرهاب أنه ذو طبيعة ديناميكية للغاية بكل أشكاله ولذلك ينبغى على البرلمان الأفريقى عند إحاطته لموازنة الاتحاد الأفريقى التأكد من أن الأجهزة ومراكز البحوث المعنية بمكافحة الإرهاب قد تم تمويلها بصورة كافية لمواكبة التطورات العالمية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
وينبغى على البرلمانيين فى إطار دورهم الرقابى فى برلمانات بلادهم متابعة التصديق على الصكوك الدولية والقارية فى مجال مكافحة الإرهاب، وضمان إدماجها أيضا فى القوانين الوطنية، علاوة على ذلك ينبغى عليهم أيضا التأكد من أن برلماناتهم قد وضعت الهياكل المناسبة والعملية لمكافحة الإرهاب.