بالفيديو والصور.. طنطا تستقبل 2 مليون زائر للإحتفال بمولد السيد البدوى.. الغني والفقير في رحاب مسجد شيخ العرب.. ومحاضرات يومية للتوعية بالفكر الوسطى ونبذ العنف.. واستنفار أمنى لحماية الزائرين والمري

بالتزامن مع احتفالات محافظة الغربية بعيدها القومى، تستقبل مدينة طنطا هذه الأيام ما يزيد عن 2 مليون زائر من جميع المحافظات للإحتفال بمولد العارف بالله السيد أحمد البدوى. ويقام المولد الذى يفد إليه أيضاً زائرون من دول شمال أفريقيا" المغرب والجزائر" لمدة أسبوع، ويعد من أكبر الإحتفالات الدينية التى تنظمها 65 طريقة صوفية. وتنتهي الإحتفالات عادة بابتهالات للشيخ ياسين التهامي الذي ينتظره آلا ف المحتفلين في ساحة البدوي في الجمعة الأخيرة من الإحتفالات التي تستمر حتى فجر اليوم التالى. البدوي يجمع الكبيروالصغير والغني والفقير ويعتبر مولد البدوي أحد أهم مصادر السياحة الدينية بمحافظة الغربية، كما أنه مصدر سعادة للألآف من الكبار والصغار والنساء والرجال، ولكل منهم قصة تختلف فى تفاصيلها عن الآخرين، فمنهم من اعتاد أن يحضر ليشارك في الإحتفالات، وآخرون يفون بنذور نذروها، فيما يسعي فريق ثالث وراء لقمة العيش، غير أن المجاذيب والدراويش يعدان من أهم مظاهر الموالد فى مصر. الطرق الصوفية والأوقاف في خدمة الزائرين وتختلف الطرق الصوفية التى ينتمى إليها مريدو السيد البدوى، وتتصارع لحشد أكبر عدد ممكن للإحتفال بالمولد، ومن اشهر الطرق الصوفية فى مصر الطريقة الرفاعية، والطريقة الأحمدية البدوية والطريقة النقشبندية والطريقة البيومية، وأبناء العارف بالله أحمد كرامة، والطريقة الشلتوتية، وأبناء الشافعية ، والخليلي الكبير، والشاذلية، والشرقاوية. وتعلق كل طريقة على مدخل خيمتها لافتة كبيرة ترحب بالزائرين وتقدم خدمات ومأكولات ومشروبات لزوار المسجد. وأكد الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية أن مولد السيد البدوي، يعد من أكبر الموالد في مصر والوطن العربي، لافتاً إلى أن المشيخة العامة أقامت سرادقات لتلاوة القرآن والذكر وإلقاء الدروس والعظات للمريدين والزائرين. وأوضح أن الإحتفال بالمولد يأتي للتأكيد على أهمية تقديم النموذج والقدوة ونشر الفضيلة وحسن الخلق والعمل الصالح في المجتمع. وفي سياق متصل قال الشيخ خليفة الصغير وكيل وزارة الأوقاف إن المديرية استعدت لليلة الكبيرة للإحتفال بمولد العارف بالله سيدى أحمد البدوى، موضحاً أن المديرية أعدت برنامج احتفال على مدار الأسبوع يتضمن عقد محاضرات يومية لعلماء الأوقاف والأزهر بالمسجد للتوعية بالفكر الوسطى والتعريف بآل البيت ونبذ العنف والتطرف وإقامة أمسيات دينية ومدائح نبوية. الدراويش يهللون ويميلون يمينا ويسارا ويصطف العشرات من الدراويش على جانبى الخيام، يرتدون ثياباً خضراً، حيث يحمل الدراويش أمتعتهم ويتركون الدنيا وراء ظهورهم متجهين إلى المولد حبا وعشقا وتقرباً لله، أملا في تحقيق كل أمانيهم بدعوة مستجابة، حسب اعتقادهم. ويردد الدراويش وراء المنشد الواقف على أول الخيمه ويتمايلون يميناً ويساراً، مع التصفيق والتهليل بالابتهالات الديني، فيما يقف المئات من المواطنين في حلقات إنشادية وسط طقوس صوفية، إذ يبدأ الشخص خلالها متفاعلاً مع الأناشيد حتى يصل إلى مرحلة يعتبرها الصوفيون انخراط كامل بالروح نحو صفاء القلب ونقاء السريرة . القصب والطرابيش والحمص والحلاوة ومن المظاهر الأساسية في احتفالات السيد أحمد البدوي القصب والحمص والحلوة والطرابيش، حيث يقبل الزوار علي شرائها لابنائهم، كما يضئ الزوار الشموع احتفالا بمولد العارف بالله، ويستمتع الكبار بأعواد القصب التي تكاد تغطى ميدان الصارى الأحمدى. محافظة الغربية ترفع حالة الطوارئ بالمحافظة ووجه اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية برفع درجة الإستعداد القصوى بالمستشفيات، وأمر بتوفير الأمصال والأدويه والسلع الغذائية، وتكثيف الرقابه على الأسعار، وتفعيل دور أجهزة حمايه المستهلك والتأكد من جودة السلع المعروضة ومدى صلاحيتها للإستهلاك الآدمى. كما اصدر المحافظ تعليمات بتكثيف حملات النظافة بشوارع مدينة طنطا خلال الإحتفال، وتشكيل نقاط أمنية ثابته، بالتنسيق بين مديرية الأمن ومباحث التموين، للمرور والتفتيش على المحلات والباعة الجائلين والتحقيق فى شكاوى الزائرين. ولفت محافظ الغربية إلى إنه اجتمع مع ممثلين عن الطرق الصوفية والأوقاف لوضع برنامج ليلة الإحتفال الكبير للخروج بالمناسبة دون حدوث ما يعكر الصفو. فيما وجه مدير أمن الغربية اللواء حسام الدين خليفة بالاستنفار لتأمين المنشآت الشرطية، وتكثيف المرور والدوريات على محطات ومولدات وأكشاك الكهرباء وأبراج الضغط العالي بالتنسيق مع قسم شرطة الكهرباء، وتأمين محطة السكة الحديد والمحطات الفرعية، والتأكد من تواجد عمال الحراسات، والتحقق من شخصياتهم. كما وجه مدير الأمن خدمات الحماية المدنية بالمرور المستمر بموقع الإحتفالات ، وأصدر تعليمات بفحص المسجد الأحمدي والمناطق المحيطة للتأكد من خلوها من أى مواد متفجرة خاصة غرف المحولات وصناديق الكهرباء والتليفونات وأحواض الزهور، والاستعانة بالأدوات المناسبة عند الفحص وانشاء نقطة شرطة أمام المسجد للتدخل الفوري حال حدوث أي تجاوزات. وأوضح مدير الأمن أنه تم وضع بوابات إلكترونية فى مدخل الشوارع المؤديه للمسجد، لافتاً إلى إجراء عمليت تفتيش موسعة للحقائب. الله الله يا بدوي جاب اليسري والسيد أحمد البدوى هو أحمد بن علي بن يحيى (فاس 596 هـ/1199 م – طنطا 675 هـ/1276 م) وهو إمام صوفي سني عربي، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، لُقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام كأهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي. وينتهي نسبه من جهة أبيه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب،وولد البدوي بمدينة فاس المغربية، وهاجر إلى مكة مع عائلته في سن سبع سنوات، واستغرقت الرحلة أربع سنوات، منهم ثلاث سنوات أقاموها بمصر وعندما بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، سافر إلى العراق مع شقيقه الأكبر حسن، ورجع بعد عام واحد إلى مكة، ثم قرر في نفس عام رجوعه, الهجرة إلى مصر، وتحديداً إلى مدينة طنطا، لتكون موطن انتشار طريقته. يُنسب إلى البدوي العديد من الكرامات، أشهرها ما يتداوله العا​​مة أنه كان ينقذ المصريين الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية، ولذلك انتشرت مقولة في التراث الشعبي المصري هي “لله لله يا بدوي جاب اليسرى”، أي أن البدوي قد جاء بالأسرى.