يرقد الآن على فراش المرض شاعر كبير ومناضل صلب، وإنسان مُحب للحياة وأديب قدم لمصر العديد الأعمال التى لا تنسي وهو الأديب والشاعر الكبير "سيد حجاب" الذى تدهورت حالته الصحية مؤخرا نتيجة بعد إصابته بمرصان سرطان الرئة، وتواجده بباريس لتلقى العلاج الكيماوى، على نفقته الخاصة دون اهتمام الدولة بعلاجه على نفقتها.
فبمجرد أن يذكر اسم سيد حجاب يتبادر إلى الأذهان الروائع التي قدمها وخلدها بكلماته الصادقة والمعبرة، حيث قدم للدراما الرمضانية الكثير من كلمات الأغانى إلى جانب كتابته للفوازير مثل فوازير حاجات ومحتاجات وألف ليلة وليلة وأدرك شهريار الصباح، وعلى بابا والأربعين حرامى، والزينى بركات، وما زال النيل يجرى، وجع البعاد، والمال والبنون، والأيام، وأرابيسك، والعائلة، والوسية، وأميرة في عابدين، وكناريا وشركاه، وهوانم جاردن سيتى وغيرها من الأعمال.
وأكد مصدر مقرب من "حجاب" فى تصريحات خاصة لــ "انفراد"، أنه فى حاجة الى دعاء أصدقاءه ومحبيه له في الوقت الحالي بعد تدهور حالته، مضيفا أنه من حق الشاعر الكبير أن يعالج على نفقة الدولة حتى وأن لم يطلب ذلك فهو أقل ما يقدم له وهو في حالته الآن، فهو قيمة وقامة كبيرة ولابد من رد الجميل لها.
يذكر أن "حجاب" ولد بمدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية في 23 سبتمبر 1940، والتحق بقسم العمارة بكلية هندسة جامعة الأسكندرية عام 1956، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام 1958.
كان والد سيد حجاب بمثابة المعلم الأول له في الشعر، فقد كان يشاهده في جلسات المصطبة الشعرية حول الموقد في ليالى الشتاء الباردة وهو يلقى الشعر للصيادين في مباراة يلقي فيها كل صياد ما عنده فكان يدون كل ما يقوله الصيادون ويحاول محاكاتهم وكان يخفى عن والده حتى أطلعه على أول قصيدة كتبها عن شهيد باسم "نبيل منصور" فشجعه والده على المضى قدما في هذا الاتجاه حتى دخل المدرسة وصادق المعلم الثاني شحاته سليم نصر مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضى والذي علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس في قريته.
وقد كان لنشأة سيد حجاب في مدينة المطرية بالدقهلية، وهي مدينة صيادين صغيرة على ضفاف بحيرة المنزلة تأثير كبير في شعره، وبدا ذلك واضحا منذ ديوانه الأول "صياد وجنيه".
وفي إحدى ندوات القاهرة التقى حجاب والشاعر عبد الرحمن الأبنودى، ونشأت بينهما صداقة بعد هذا اللقاء، ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين الذي تنبأ له بأنه سيكون صوتا مؤثرا في الحركة الشعرية.
وفى منتصف الستينات من القرن الماضي احتفى المثقفون بأول ديوان له "صياد وجنية"، وبعده انتقل إلى الناس عبر الأثير من خلال مجموعة البرامج الإذاعية الشعرية "بعد التحية والسلام" و"عمار يا مصر" و"أوركسترا"، وقد كان الأبنودى يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب، كل منهما يقدمه 15 يوما وبعد فترة انفصلا وبدأ كل منهما يقدم برنامجا منفصلا.
كما شارك سيد حجاب في الندوات والأمسيات الشعرية والأعمال التليفزيونية والسينمائية في محاولة للوصول للجمهور، وقدمه جاهين لكرم مطاوع ليكتب له مسرحية "حدث في أكتوبر".
وعندما دخل الشاعر سيد حجاب مجال الأغنية غنى له كل من عفاف راضي وعبد المنعم مدبولي وصفاء أبو السعود، ثم كتب أغاني لفريق الأصدقاء في ألبومها، ثم أتبعه بألبومين هما "أطفال أطفال" و"سوسة".
بعدها لحن له بليغ حمدي أغنيات لعلي الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضى، وقدم معه الحجار "تجيش نعيش" وكتب لمحمد منير في بداياته أغنية "آه يا بلاد يا غريبة" في أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات في ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها بجانب العديد من تترات المسلسلات التي عرض بعضها في رمضان.