بالصور.. "الداخلية" تطبق فلسفة عقابية جديدة على السجناء.. ورش نجارة وحدادة بالسجون.. والنزلاء يرفعون شعار"الإيد البطالة نجسة".. وسجين ينفق على أسرته خارج أسوار السجن وآخر يحصل على الدكتوراه من زنزانته

لم يكن السجن أبداً وسيلة لكتم الحريات وحبس الأنفس خلف أسوارها العاتية فقط، وإنما يهدف السجن فى المقام الأول إلى تأهيل المتهمين وفقاً للسياسة العقابية الجديدة التى تنتهجها وزارة الداخلية، من أجل خلق أشخاص صالحين يتم دمجهم فى المجتمع من جديد، لا يعرفون للحرام طريقاً ولا للجريمة عنواناً، هدفهم البحث عن "لقمة العيش" الحلال. السياسات العقابية الجديدة التى بدأت وزارة الداخلية تنفذها مؤخراً بإشراف اللواء حسن السوهاجى مساعد أول وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، تستهدف جميع السجون المصرية البالغ عددها أكثر من 40 سجنا عموميا على مستوى الجمهورية، من أجل تقويم الفكر الإجرامى، وإعادة التأهيل والتعليم داخل أسوار السجون، التى تحولت مؤخراً إلى أماكن للتصنيع والإنتاج، بعدما رفعت شعار "الإيد البطالة نجسه". بمجرد أن تطأ قدمك السجون، بعد التطويرات الأخيرة، وبعد أن تأخذك عينك نحو عنابر السجناء وأماكن الإعاشة، تجد نظرك يتحرك إلى هناك، حيث ورش الحدادة والنجارة وأعمال الغزل والنسيج وصناعة المتعلقات الشخصية والأدوات البسيطة. هنا.. داخل ورش السجون، خلية نحل ترتدى البدلة الزرقاء ـ زى السجناء ـ تتحرك سريعاً من الصباح الباكر، يهزمون الوقت بالعمل، داخل ورش تمتد لمئات الأمتار، حيث وفر لهم قطاع السجون كميات ضخمة من المواد الخام التى سرعان ما تتحول لمنتجات تبهر العقول وتجذب الأنظار إليها. تعلم حرفة.. أمر أصبح لا اختيار لأحد فيه، فالجميع هنا يعمل، تجد من يأخذ بيدك لتعليمك النجارة أو الحدادة وغيرها من المهن، وسرعان ما تجد راتبا تحصل عليه من إدارة السجن مقابل ما أنجزت من عمل، فالبعض يستغل هذه الأموال للإنفاق على نفسه، وفى بعض الأحيان على أسرته وأقاربه خارج أسوار السجن. وبدورها، تقيم مصلحة السجون بوزارة الداخلية معرضاً لمنتجات السجناء بصفة دورية فى عدة مناطق شرطية تعرض فيها المنتجات للجمهور بأسعار زهيدة، فتجد داخل المعرض كل ما تحتاج إليه، من مفروشات أو أثاث مروراً بالفواكهة التى يتم زراعتها بمزارع السجون، وصولاً إلى بعض الأجهزة الكهربائية البسيطة التى ينتجها السجناء بأيديهم. تعلم الحرف والعمل، ليس الوسيلة الوحيدة التى يلجأ إليها السجناء داخل السجون، وإنما هناك ملاعب تمتد على مساحات كبيرة لممارسة الرياضة فى الوقت المخصص للتريض، فضلاً عن مكتبات تمتد على مساحات كبيرة، بها كتب ومراجع كبيرة، فالجميع لا ينسى قصة "السجين أحمد" أو "الدكتور أحمد" كما يلقبه السجناء بسجن برج العرب، والذى ظل يدرس بمكتبة السجن لسنوات طويلة حتى حصل على الدكتوراه. الفلسفة العقابية للسجون لم تتوقف عند هذا الحد، وإنما امتدت لأكثر من ذلك وصولاً إلى بدء تأهيل السجناء الذين يقضون مدة عقوبة طويلة، خاصة الحاصلين على أحكام بالمؤبد، عن طريق السماح لهم بالخروج لمدة 48 ساعة يقضوها برفقة ذويهم فى الخارج ـ تحت حراسة أمنية ـ حتى يتعودوا على التغيرات التى حدثت بالخارج، فلا يفاجئ سجين بالخروج بعد 25 سنة سجن وقد تغيرت معالم الدنيا حوله.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;