قال الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن سماء مصر تشهد ظاهرة فلكية فريدة، اليوم الخميس وتستمر حتى فجر غد وهى تساقط شهب الجباريات، موضحا أنها سميت كذلك نسبة إلى كوكبة الجبار، حيث ترتبط مع المذنب هالى، وتُسمَّى "زخة" شهب الجباريات نسبة إلى الكوكبة التى تُشَاهَد فيها.
شهب الجباريات تتحرّك بسرعة 68 كيلو متراً فى الثانية
وأضاف تادرس فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" ، أن هذه الشهب تتحرّك بسرعة 68 كيلو متراً فى الثانية، وتتحطم على ارتفاع 68 كيلو متراً فوق سطح الأرض، موضحا أن تلك البقايا تضرب الغلاف الجوى للأرض، وتحترق عند سقوطها فى صورة شهب وكانت آخر زيارة لمذنب هالى للأرض فى عام 1986 موضحا ان الحرارة الشمسية عملت على تبخير أجزاء من الغبار المحمل بالجليد من نواة المذنب.
وأكد تادرس: أنها تُعَدّ منذ سنة 2006 إحدى أفضل زخات الشهب السنوية، حيث تصل أحياناً إلى معدل 60 شهاباً فى الساعة، موضحا أن الزخة تصل ذروتها عادةً بين يومى 20 و22 من أكتوبر، ومعدَّلها المعتاد هو 20 شهاباً فى الساعة لنصف الأرض الشمالى و40 شهاباً لنصف الأرض الجنوبى.
وأشار إلى أن المذنب " هالى" يزور النظام الداخلى الشمسى مرة كل 76 سنة وخلال زيارته ينفصل عنه المزيد من الغبار موضحا أن الأجزاء الجديدة المنفصلة تلحق بالمذنب ما يعنى أنها لن تصطدم مباشرة بالأرض حيث أن مدار الأرض ومدار مذنب هالي في اقرب نقطة فيما بينهما يفصل بينهما 22 مليون كيلو متر.
الشهاب يترك خلفه ذيلًا من الدخان يميل لونه إلى الأخضر
وتابع "تادرس": "سرعة الشهب تبلغ عند دخوله الغلاف الجوى ما بين 12 إلى 72 كم فى الثانية الواحدة، ويبدأ بالظهور على ارتفاع مائة كم تقريبًا عن سطح الأرض، ويسمع للشهاب صوتًا ضعيفًا يشبه الهسيس، ويصل صوته بعد حوالى دقيقة من ظهوره، ويترك خلفه ذيلًا من الدخان يميل لونه إلى الأخضر فى الغالب بسبب ذرات الأكسجين"، مضيفًا أن رؤيتها تعتمد على درجة عتامة منطقة الرصد، التى يجب أن تكون بعيدة تمامًا عن إضاءة المدينة، كما تعتمد أيضًا على عدم وجود سحب أو ضباب أو غبار فى السماء وقت الرصد.
وكشف "تادرس"، أن شهب الجباريات تصطدم بالغلاف الجوى للأرض بسرعة 68 كيلو متر فى الثانية الواحدة لكن هناك شهب أسرع تتحرك بسرعة 72 كيلو متر فى الثانية الواحدة.
وشدد تادرس، على أهمية أن يكون مراقبو السماء على علم بشكل المجموعة النجمية التى تأتى منها الزخات الشهابية، بالإضافة إلى عدم التسرع فى الحكم على السماء المظلمة أثناء مراقبة الشهب ليلاً، لأن العين البشرية تحتاج من 10 إلى 20 دقيقة لتتواءم وتتكيف على ظلمة السماء.