كثفت جماعة الإخوان –الإرهابية قانونا- من دعوات ما أسمته إنذارات لثورة شعبية قريبة، وحرضت أنصارها على ما وصفته النفير العام والذى يعنى استنفار جميع الإخوان للقيام بأهداف الجماعة، والذى يهدف للسيطرة على مؤسسات الدولة لإعادة "المعزول" للحكم.
وأصدرت جماعة الإخوان خلال الفترة الماضية عدة بيانات، دعت فيها عناصر للجهاد، زاعمة أنها متمسكة بالسلمية وبعودة الرئيس المعزول محمد مرسى، ورغم أن الجماعة تحرض على التظاهر إلا أنها لم تتطرق عن التظاهر يوم 11 – 11 وكأن أصحاب دعوات التظاهر فى هذا اليوم فصيل آخر يختلف عن الإخوان، لكن وجود ملصقات وصور يقوم فيها أعاد شباب تعليقها تحمل صورة محمد مرسى الرئيس المعزول مذيلة بكلمتين "راجع لقصرك راجع لشعبك" أكبر دليل على أن الإخوان هم الذين يحركون هذه الدعوات من خلف الستار.
هذا الملصق يؤكد أن جماعة الإخوان، بدأت بنشر اللافتات الداعمة لموقفها، وأن الدعوات لما يسمونها بـ"ثورة 11-11" الهدف منها تحقيق أغراض جماعة الإخوان، وليس ثورة الجياع كما يزعمون، وبالإضافة لنشر ملصقات بدأت فضائيات جماعة الإخوان بنشر ما وصفه بأول أغنية شعبية سياسية، تحرض ضد الدولة وتصور أن الشوارع مليئة بأناس يتغذون من القمامة، ليس هذا فحسب بل هناك أناس يمرضون نفسيا لعدم استطاعتهم الحصول على لقمة خبز.
واعتبرت البيانات الصادرة عن جماعة الإخوان فيديو التوك توك الذى ظهر مؤخرا هى إرهاصات الغضب الشعبى تمهيدا لثورة شعبية على غرار ثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
لم تتوقف الإخوان عند إصدار بيانات تحرض على التظاهر، ولا نشر صور تزعم عودة مرسى، بل أصدرت الجماعة خلال الأيام الحالية ما تسميه بالرسائل للقواعد لتحرض عناصرها على التظاهر، واستغلال ظروف مصر الحالية لتهيج الرأى العام.
وقال محمد عبد الرحمن المرسى، مسئول اللجنة الإدارية العليا المؤقتة لجماعة "الإخوان المسلمون" فى رسالة لقواعد الإخوان حملت عنوان "انفروا خفافاً و ثقالاً" أيها الإخوان المسلمون، أيتها الأخوات المسلمات، يا من آمنتم بسمو دعوتكم، وقدسية فكرتكم، وعزمتم صادقين على أن تحيوا بها، وتعملوا من أجلها، أو تموتوا فى سبيلها , يا من حملتم دعوة الله، وتجاهدون فى سبيل نصرة دينه : إن من حق المسلم على أخيه ألا يسلمه لظالم , وإن بيعتنا و أخوتنا فى الله لتوجب علينا أن نتحرك لدعم إخواننا وقياداتنا وأن ننزل في كل الميادين.
وقد أثارت هذه الرسالة حالة من الجدل داخل الإخوان وتحالفها حيث تساءلوا لماذا إصدار هذه الرسالة فى هذا التوقيت بالذات، وبالإضافة لذلك أصدر التحالف المسمى "بدعم الشرعية الذى تتزعمه جماعة الإخوان بيانا مفاده نفس ما جاء فى رسالة مسئول اللجنة الإدارية للإخوان.
اللافت للنظر أن رسائل قيادات الإخوان لعناصر الجماعة يستشهدون فيها بآيات من القرآن وكأن الإخوان تجاهد ضد الكفار، فقد قال محمد عبد الرحمن مسئول اللجنة الإدارية للإخوان، فى رسالته لقواعد الجماعة :"لا ترهبكم قوة أعدائكم ولو كثرت عددًا وعدة، فالله ولى المؤمنين يمدهم بجنده، ويؤيدهم بنصره. (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ)(الفتح:4)،(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)(النساء:76)، (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرَّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)(الأنفال:12)، (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ)(آل عمران:160). ونحن في الحقيقة ستار لقدر الله ونصره، ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله.
وبالنسبة لاختيار يوم 11-11 بالأخص للتظاهر، قال هشام النجار، الباحث فى شئون الإسلامية، إن الإخوان اختارت هذا اليوم نسبة إلى شعار رابعة والتى تعنى أن رقم واحد بجوار بعضه لأربع مرات، مضيفا :" دعوات التظاهر فى هذا اليوم صادرة عن الإخوان وبعض الشباب المحسوبين على ثورة يناير.
وأضاف "النجار":" الإخوان هم القوة المستفيدة من اندلاع أى تظاهرات ويعتبرونها هدية من السماء ليصوروا للعالم أن هناك حشد شبعى وفعاليات كبرى ضد النظام" .
وفى ذات السياق، قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن هناك علاقة وثيقة بين نشر صور لمحمد مرسى على جدران المبانى وبين اقتراب 11/11، موضحا أن الإخوان يحاولون بكل طريقه تصعيد يوم 11/11؛ ولكن وعى الشعب بمخاطر أى اضطرابات فى بلده مهما كانت معاناته سيحافظ على أمن واستقرار مصر.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريح لـ"اليوم اسلابع" أن الإخوان تصر على نشر صورة لمحمد مرسى لأنه رمز الشرعية بالنسبة لهم، وهو ما يفشل كافة الدعوات التى يحرضون عليها، لأنه لا يقبل أحد بما يطالبون به.
من جانبه قال صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن من ينشر هذه الصور غير متزن و موتور، فلن تعود عجلات الزمن إلى الخلف .
وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية :"لقد انتهت أسطورة الاخوان و انتهى زمن الدكتور محمد مرسى ، فالشعب المصرى لا تقبل وصاية أحد و خصوصا وصاية الاخوان .
واستطرد مؤسس الجبهة الوسطية :" لم يعد لأحد من قيادات الجماعة قبول فى الشارع المصرى لا مرسى و لا غير مرسى، ولا إخوان و لا غيرهم، فالمعادلات تغيرت على الأرض".