قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه لم يحلم يوما أن يصبح "بطريرك" لا فى الصغر ولا فى الكبر، لأنها مسئولية كبيرة وخطيرة للغاية، مشيرًا إلى أنه بعد أن تولى تلك المسئولية لم يشعر بهدوء على الإطلاق، مضيفًا "مفيش هدوء فى القلايه".
وتابع "أن تكون مسئولًا عن النفوس، وتكون أبا فى أسرة كبيرة جدا، مسئولية خطيرة للغاية، ومسئولية النفوس ليس لها حدود وبلا سقف، وماكنش فى دماغى خالص أن أكون بطريرك".
وأضاف خلال حواره مع الإعلامى حمدى رزق، ببرنامج "نظرة"، أن الترشيح للبطريركية ليس من الشخص ذاته، وإنما من قبل 6 من الآباء دون أن يعلم الشخص المرشح للمنصب، مضيفًا "كنت بصلى باستمرار وبقول يا رب لأ.. ويوم الانتخابات بيكون 5 أسماء ويتشطب منهم 2، وأنا جيت من دمنهور للقاهرة وشطبت اسمى ورجعت دمنهور".
وكشف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه يحلم أن يكون مثل الباباوات السابقين، مشيرا إلى أنه يستلهمهم باعتبارهم جيل راحل، مضيفا: دخلت المدرسة مع بداية حضرية البابا كيرلس السادس، ودخلت الجامعة مع بداية حضرية البابا شنودة، وهما اللى وعيت عليهم، وظوهور العذراء فى الزيتون، معجزة شهدها الملايين من البشر، وبثت روح الرجاء عند المصريين، بعد حرب 67.
وأوضح البابا، أن البلد آنذاك كانت فى حالة انكسار شديد، لذلك كان ظهورها نوع من بث روح الرجاء لكل المصريين، مشيرا إلى أن العذراء ظلت تظهر لأكثر من عامين بشكل متعدد، منهم ظهور ظل لخمس ساعات.
وأضاف "تواضروس" أن اسم البابا كيرلس ذُكر كثيرًا فى الأعياد والإذاعة، وخاصة وقت ظهور العذراء فى الزيتون عام 1968، لذلك تعتبر حضرية البابا كيرلس والبابا شنودة هى التى كونت الوعى والتكوين لديه، مشيرا إلى أنه يؤمن بالمعجزات، لأنها بصورة عامة تدخل من الله فوق الطبيعة، من خلال أشياء وأشخاص، ولكن تتم جميعها بيد الله.
وأشار بابا الإسكندرية إلى أن التاريخ ذكر أن مصر هى أفضل وطن فى العالم، ويجب أن تصل تلك الروح إلى الجميع داخل الدولة المصرية.
ونوه البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بإن المرة الأولى التى ألتقى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى، كانت يوم 3 يوليو 2013، ثم تعددت اللقاءات بعد ذلك الموعد بشكل مختلف.
ولفت إلى أنه قابل الرئيس المعزول محمد مرسى أكثر من مرة، باعتباره رئيسا للجمهورية، وكان البلد فى حالة غليان آنذاك، كاشفا عن أنه زار "مرسى" مع الإمام الأكبر أحمد الطيب، يوم 18 يونيو 2013، للاطمئنان على حالة البلد فى هذا الوقت، وتحدث معهما فى أمور أخرى تماما لمدة ساعة، وبعد الانتهاء من الزيارة شعر بأنه الإنسان البعيد عما يحدث تماما فى الشارع ، قائلا: الإحساس الذى تكون بداخلنا هو أن الوطن يسرق منا".
وأشار إلى أنه قبل خطاب 3 يوليو تناقش مع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى آنذاك، والإمام الأكبر أحمد الطيب، وبعض ممثلى المجتمع المصرى، لمدة 5 ساعات، حيث كان كل منهم يطرح رؤياه، وكان يقود المناقشة "السيسى" باعتباره وزير للدفاع، وقبل إلقاء البيان راجعه الإمام الطيب لغويًا ونحويًا، كما تم مراجعته فى الشئون القانونية، مضيفًا: الفريق السيسى طلب من كل واحد إنه يحضر كلمة، ووزع أوراق للكتابة عليها، وبدأ كل الأحباء الموجودين يكتبوا، وأنا مكنتش لاقى حاجة فى مخى أكتبها خالص وسبت ورقتى فاضيه، وأنا داخل للمكان لمحت العلم فقلت أنا هتكلم عن العلم وكان حديثى عن ألوان العلم".
واستكمل: "قبل ما نطلع على المنصة، جه وقت الصلاة، فأم فضيلة الإمام كل الموجودين، وأنا كنت واقف بعيد عنهم، وبعدها اتقال البيان وقعدنا على مائدة لتناول الأكل"، مشيرا إلى أنه بعد البيان شعر باسترداد مصر وتم وقف سرقة الوطن، وكل من كان موجود احتضن زميله، بإحساس أن هناك فرحة تسرى فى الجسد المصرى".
وكشف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن أنه عضو فى نقابة الصيادلة، كما كان البابا شنودة، عضوًا بنقابة الصحفيين، مضيفًا "أنا بالنسبة للعملاق البابا شنودة فى كى جى وان"، وتابع "أنا من محبي البحر.. أتفرج عليه بس مش أعوم فيه".
وأوضح بابا الإسكندرية، أنه نادرا ما يشاهد التليفزيون بسبب ظروف الوقت، وعندما يشاهد فيشاهد نشرات الأخبار، مضيفًا "جوايا حنين لموسيقى فيروز و الأخوان رحبانى التى تهتز لها الروح، وبها مخاطبة أو مناجاة مع الله، ومع مشاعر الحب والطبيعة، ولا زلت أقرأ الكتب".
وقال البابا تواضروس الثانى، إن الوفد الكنسى الذى سافر إلى نيويورك أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، كان هدفه الترحيب به، مؤكدا أنه كان على أتم الاستعداد للسفر معهم لو سمحت له الظروف.
وأضاف "تواضروس"، أن زيارة القدس السابقة كان هدفها تشييع جنازة مطران القدس وفاء لهذا الرجل، وبعيدا تماما عن السياسة، رغم أنه عرض عليه زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وأماكن أخرى ولكنه اعتذر، مشيرا إلى أن التواجد المصرى المسيحى فى القدس غاية فى الأهمية، كما أن التواجد الدائم فهو من خلال مطران القدس وكأنه سفير مصر لدى القدس.
وعن قانون بناء الكنائس، أوضح أن هذا القانون فى حد ذاته صورة حضارية لمصر، مشددًا على أن الكنيسة هى أحد أعمدة هذا الوطن، مثل القضاء والقوات المسلحة والشرطة والأزهر والفن، الذين يعدوا جميعا أعمدة هذا البيت الكبير وهو الوطن.