بالصور.. فى الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد النقيب عبد الرحمن البشيهى.. والده: حفظ 13 جزءا فى القرآن والجيران كانوا بيحبوا يسمعوا صوته وهو بيأذن.. حصل على مجموع 101% بالثانوية والتحق بـ"طب القاهرة"

"ابنى الشهيد النقيب عبد الرحمن البشيهى كان حافظ 13 جزء فى القرآن، والجيران كانوا بيحبوا يسمعوا صوته وهو بيأذن للصلاة، وقام بأداء العمرة كثيرًا".. هذا ما قاله السيد على البشيهى والد البطل فى بداية حديثه لـ"انفراد": استشهد وعُمره 24 عامًا تُحيى أسرة وأصدقاء شهيد الواجب الوطنى النقيب عبد الرحمن على عبد الفتاح البشيهى الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، الاثنين 24 أكتوبر الحالى، الذى استُشهد - وعُمره 24 عامًا - إثر عملية إرهابية خسيسة، استهدفت مدرعة شرطة بعبوة ناسفة على الطريق الدائرى بالعريش العام الماضى، وأسفر الحادث عن استشهاد الضابط والمجند محمد المهدى السيد، والمجند أحمد سمير إبراهيم، من قوة الأمن المركزى بالعريش، وإصابة 8 مجندين. قبل استشهاده بدقائق قال: مستنى دورى أضاف والد الشهيد النقيب عبد الرحمن البشيهى قائلاً: ابنى كان من أوائل الثانوية العامة، حصل على مجموع 101% والتحق بكلية الطب جامعة القاهرة لمدة شهرين، وقبل استشهاده بدقائق قالى فى التليفون مستنى دورى يا بابا. وأشار على البشيهى، والد الشهيد، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، اليوم، قائلاً: عبد الرحمن دفع مصاريف كلية الطب، واشترى البالطو والسماعات، وذاكر شوية، وقدم بنفسه أوراقه للالتحاق بكلية الشرطة، وبالفعل تم قبوله بالشرطة. ولم يقنعه أحد من الأسرة ليصبح ضابط شرطة، بل كانت قناعة شخصية لديه، وتخرج فى كلية الشرطة عام 2012، ولأنه كان من الأوائل بكلية الشرطة، طلب الالتحاق بالعمليات الخاصة، وبالفعل التحق فورًا بهذا القطاع، وعمل فى قطاع الشهيد أحمد الكبير، وكان مثلاً أعلى له، وتمنى كثيرًا أن يُصبح شهيد مثله ليلتقى به فى الجنة، وتم ترشيحه للعمل فى سيناء، وشارك فى عملية "حق الشهيد"، ومدة عمله فى سيناء استمرت 13 يومًا فقط، ثم استشهد. النقيب عبد الرحمن البشيهى: نفسى استشهد وأكد والد الشهيد السيد على البشيهى أن البطل كتب على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" الساعة 5 الفجر يوم استشهاده: رضيت بالله ربًا وبالإسلام ديناً وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً، اتصلت به على طول وسألته إنت صاحى دلوقتى ليه يا ابنى، قالى يا بابا أنا نفسى استشهد، حلمى إنى أخرج من الدنيا نظيف بنفس النقاء كما جئت إليها، قولت له أنت فين دلوقتى يا عبد الرحمن، قالى فى المدرعة ومستنى دورى، بعد كده انقطع الاتصال، والساعة 10 وربع اتصل بيا قائد العمليات فى قطاع شمال سيناء، قالى "البقاء لله.. عبد الرحمن استشهد". والد الشهيد: مش هنخاف وكل يوم بيزيد إصرارنا وقال السيد على البشيهى والد البطل: لو رجع بيا الزمن هشجّع إبنى إنه يبقى ضابط شرطة، الشهادة ربنا مبيرزقهاش لأى حد، النهاردة أو بكرة كلنا هنموت، عبد الرحمن استشهد وهو بيقاوم الإرهاب، لم يستشهد وهو بيتفسح بعربيته، مش هنخاف، وكل يوم بيزيد إصرارنا، كل أفراد الأسرة بيتمنوا يبقو شهداء. كان مُتديّن وطموح.. وعقله كان سابق سنه عبد الرحمن ابنى كان متدينًا جدًا، وكان حافظ 13 جزءا فى القرآن الكريم، والدته كانت مهتمة إنه يحفظ القرآن، وكانت متابعاه دايمًا، وكان صوته حلو فى قراءة القرآن، والجيران كانوا بيحبوا يسمعوا صوته وهو بيأذن للصلاة، وقام بأداء العمرة كثيرًا، عبد الرحمن كان شاب طموح، عقله كان سابق سنه، عمره ما خاف، وكان مستعد دايمًا للاستشهاد، مكانش بينام، كان مُخلص جدًا، لأنه كان بيحب شغله، مكانش مرتبط، وكان نفسه البلد تستقر، ولم تحدث له أى إصابة أثناء العمل، لأنه كان بيشتغل بذكاء، وكان بيخطط صح. 3 شهداء فى أسرة البشيهى أضاف والد الشهيد النقيب عبد الرحمن البشيهى قائلاً: شرف لأسرتنا إن بها 3 شهداء، حيث إن اثنين من أبناء عمى استشهدا، وهما الملازم أول صلاح الدين البشيهى، الذى استشهد فى انتصار أكتوبر 1973، وشقيقه يحيى الذى استشهد عام 1967، ودفنا فى أرض سيناء، أنا كمان أتمنى الشهادة، وكله فداءً لمصر، وحبًا فى مصر أحسن بلد فى الدنيا، وأدعو الله أن يحفظ بلدنا، ويهدى المصريين لكل خير، ونفسى نرجع زى زمان كلنا بنحب بعض. شقيق الشهيد: كان بيوصينى بأهلى فى نفس السياق، قال محمد البشيهى، شقيق الشهيد، طالب بالصف الثانى الثانوى، عبد الرحمن أخويا كان حاسس إنه هيبقى شهيد، وكلم أصدقاؤه وقال لهم إنه مش راجع من سينا، وكان بيوصينى بأهلى، وحق أخويا راجع بإذن الله، وهو فى مكان أحسن، لإنه متهنى فى الجنة، أنا مطمن عليه، والحقيقة أنا معيشتش معاه كتير، واتحرمت من أخويا عبد الرحمن بدرى. وأضاف شقيق الشهيد قائلاً: "أهالى الشهداء لازم يرفعوا راسهم دايمًا، ويكمّلوا مكان الأبطال، منقولش الدنيا وقفت على كده خلاص، وبقول للإخوان طول ما رئيسنا أسد، والجيش والشرطة رجالة، محدّش هيقدر يعمل معانا حاجة، وثقتنا فى ربنا كبيرة". زميل البطل البشيهى: سنظل نطارد الإرهابيين حتى الموت من جانب آخر، قال ضابط شرطة، صديق الشهيد عبد الرحمن البشيهى، رفض ذكر اسمه، فى تصريحاته لـ"انفراد"، إن يد الغدر طالت الشهيد، وربنا رزقه الشهادة، وسيظل اسمه محفوراً فى ذاكرة الوطن، وإن شاء الله كل رجال الداخلية لن يتركوا حقه، وسنظل نطارد الإرهابيين حتى الموت، وبإذن الله نحتسب البطل عبد الرحمن البشيهى عند الله شهيدًا. تدويناته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" "حلمى أن أخرج من الحياة بنفس النقاء الذى جئتُ به إليها".. كانت هذه آخر أمنيات الشهيد النقيب عبد الرحمن على عبد الفتاح البشيهى، حيث نشرها على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" بتاريخ 15 أكتوبر 2015، كما نشر الشهيد دعاء على صفحته كتب فيه "اللهم بحق يوم الجمعة وهذه الساعة المباركة، طيّب قلوبنا، وطمأن صدورنا، وارحم نفوسنا.. وأرح عقولنا، ربنا لا ملجأ ولا مفر منك إلا إليك، فأكرمنا بكرمك الذى لا ينفذ ولا يزول". وكان آخر ما كتبه على صفحته "رضيت بالله ربًا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا".