"قلق.. وتوتر.. وإحباط" سيطروا على الرئيس المعزول محمد مرسى، فى أول ليلة قضاها بزنزانته بعد صدور أول حكم نهائى عليه بالسجن لمدة 20 عامًا فى قضية أحداث الاتحادية، وذلك عقب رفض الطعن المقدم من دفاعهم.
"مرسى"، الذى كان يتحدث فى وقت ليس بالبعيد، بالعودة مرة أخرى لقصر الاتحادية وتوعده بمحاكمة الجميع، ظهر مرتبكاً محبطاً بعد صدور هذا الحكم النهائى، الذى يضمن لمرسى وجوده فى السجن لمدة 20 عاماً.
ليلة طويلة قاسية، مرت على الرئيس السابق، رموش تتحرك وعين لا تغمض، وأفكار تدور فى العقل، فلم يذق للنوم طعماً، حيث ظهر "مرسى" صامتاً أوقاتاً طويلة، وعندما يتحدث يهذى ولا يكرر سوى جمله القديمة عن "الشرعية.. وأنه الرئيس الشرعى"، وأن جميع هذه المحاكمات باطلة من وجهة نظره، وأنه لن يقضى 20 سنة ولا 20 يوماً وأنه سيخرج من محبسه- بحد زعمه.
مرسى المرتبك فى مواقفه، والمتناقض فى كلامه، ما بين حديثه عن الشرعية والعودة للحكم مرة أخرى، وما بين شعوره بالخذلان من قبل جماعة الإخوان التى لم تستطيع أن تمنعه من السجن، بعد فشلها فى الحشد واختفائها من الشارع، حتى عملياتها الإرهابية لم تفلح.. "العياط"، الذى اعتاد على النهم فى الأكل، لم يلتفت إليه بعد صدور هذا الحكم، ليقضى معظم وقته سارحاً شارد الخيال، يفكر فى أمره وما آلت إليه الأمور، ويصطدم بالواقع الأليم، وكيف تحول من القصر إلى السجن، ولعله يتذكر اجتماعاته مع مكتب الإرشاد الذين طالما تحدثوا معه عن حكمه للبلاد لعدة سنوات حتى تفارق روحه جسده، وها هو اليوم خلف قضبان السجن لمدة 20 عاماً، فلم يجنى من السياسة سوى المر والعلقم.
وجاء ذلك بعدما أصدرت محكمة النقض، أول حكم نهائى ضد الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى، و3 من مساعديه، و5 من قيادات الإخوان، بتأييد حكم سجنهم 20 عاما فى قضية أحداث الإتحادية، وذلك عقب رفض الطعن المقدم من دفاعهم، حيث رفضت محكمة النقض الطعن المقدم عن كل من: الرئيس الأسبق محمد مرسى، وأحمد عبد العاطى، وأيمن هدهد، وأسعد الشيخة، ومحمد البلتاجى، وعصام العريان، وجمال صابر مؤسس حركة حازمون، وعلاء حمزة، وعبد الحكيم إسماعيل عبد الرحمن.
وأيدت حكم جنايات القاهرة القاضى حضوريا بمعاقبة كل من: "مرسى" و"الشيخة"، و"البلتاجى"، و"هدهد"، و"عبد العاطى" والعريان"، و"حمزة"، بالسجن المشدد 20 سنة عن تهمتى استعراض القوة والعنف، والقبض والاحتجاز المقترن بالتعذيب البدنى، وبالسجن 10 سنوات لكل من عبد الحكيم إسماعيل عبد الرحمن، وجمال صابر، وبراءة جميع المتهمين مما نسب إليهم من تهم القتل العمد، وإحراز السلاح والذخائر بدون ترخيص.