أثارت واقعة هروب سجن المستقبل بالإسماعيلية، ضجة كبرى، تنفرد بوابة "انفراد" بنشر 9 مشاهد متسلسلة، لهروب المساجين، منذ بداية تفكيرهم بالهروب، إلى قرار وزير الداخلية بهيكلة مديرية الأمن والنيابة بحبس ضباط و10 أمناء شرطة وزوجة هارب منتمي لبيت المقدس، بالإضافة للتحفظ على نائب مدير الأمن، مأمور السجن، ورئيس مباحث السجن.
السجن ليلاً
اعتاد سجناء سجن ترحيلات المستقبل المشيد على مساحة 10 أفدنة، غربى محافظة الإسماعيلية، وعلى بعد نحو 15 كيلومترا من وسط المدينة، ويتواجد به نحو 500 سجين رغم ان قوته الاستيعابية تبلغ 150 سجينًا فقط، ويحتوى على المئات من المتهمين من جماعة الإخوان، والجنائيين، والعناصر التكفيرية والإرهابية الخطيرة، وتقوم جميع أقسام ومراكز شرطة محافظة الإسماعيلية بحبس المتهمين شديدى الخطورة داخل السجن، على الهدوء ليلاً رغم ضعف إمكانياته، فمن السجناء من ينام ليلاً ومنهم من يلعب وبمرح من زملاءه والقليل يسهر لقرأة كتب فى هدوءا تام، ولكن يوم الخميس الموافق 20 أكتوبر، شهد كارثة كبرى بهروب 6 مساجين، وتحول السجن لحالة من الفوضى العارمة، وسط اطلاق نيران كثيفة لا يعرف أحد ان كانت من داخل السجن أو خارجه لكثافتها.
التفكير فى الهروب وطريقة وضع الخطة المثالثة لادخال السلاح
عندما تجتمع العناصر التكفيرية مع جنائية، تنتج كوارث كبري، مثلما يجتمع البنزين والنار، حيث جمع احدى زنازين السجن 6 متهمين بينهم 3 منتمين لبيت المقدس هم "احمد شحاتة مصطفى" مضبوط في القضية رقم 185جنايات عسكرية، و المتهم عودة درويش علي سلام في القضية 83 جنايات عسكرية، والمتهم صلاح سعيد سعد لافي مضبوط في القضية رقم 109 جنايات عسكرية، و3 آخرين جنائيين وهم ياسر عيد زيد حسن مضبوط في القضية رقم 103 جنايات ابوصوير، احمد يونس محمد يونس، و عوض الله موسى متهمان مطلوبان فى عدة قضايا سطو المسلح على محلات صاغة وارتكاب عدد من وقائع الخطف بالمحافظة تحت تهديد السلاح الآلي وإطلاق سراح المختطفين بعد دفع فدية، وهنا بدأت فكرة الهروب من السجن، بعد تأكد الجميع من صدور حكم مشدد ضدهم لارتكابهم عدة جرائم، حيث اتفق المتهمين على الهروب من السجن وضعوا العديد من الخطط إلى ان استقروا على شراء الذمم بدفع مبلغ مالي لأشخاص مكلفين بتأمين السجن مقابل هروبهم، ونجحوا فى اقناع فرد شرطة بمساعدتهم فى الهروب، وبعد مفاوضات عديدة معه استقروا على حصوله على مبلغ مالي قدره 100 ألف جنيه، مقابل تسهيل عملية الهروب، وادخال 4 أسلحة آلية لهم حصل عليه عن طريق أحد أقاربهم خارج السجن، وقم بإخفائه داخل سيارة الترحيلات التى كانت تنقل متهمين للنيابة، ودخل به السجن، وظل السلاح فى السيارة لحين ان انتشر الهدوء بالسجن، ووصله لعنبر السجن الذى يتواجد فيه المساجين.
أدعاء المرض بداية هروب المساجين
وعقب أدخال الأسلحة العنبر، تم اخفائها، وادعى أحد المساجين مرضه، وعند فتح الشرطى "محمد أبوالفتوح" للعنبر للاطمئنان عليه، قام المساجين بخطف سلاحه واطلاق النيران عليه، للهروب، مما أسفر عن اصابته بأعيرة نارية فى قدميه، ولاذو بالفرار وبحوزتهم مسدس فرد الشرطة والأسلحة التى هٌربت إليهم، وفور سماع طلقات الرصاص التى أطلقها المسلحون على فرد الشرطة سادت حالة من الفزع بين جميع المساجين، وبدأت قوات السجن فى البحث عن مصدر الرصاص، إلى ان توصله للعنبر الذي هرب منه المساجين وتم نقل فرد الشرطة لمسشتفى الاسماعيلية العام، وبدأوفى البحث على المساجين، فى أنحاء السجن، ومحيطه، وتواصلت ادارة مع قيادات المديرية لأرسال تعزيزات أمنية لمنع المساجين من الهروب، وعند ورود معلومات للرئد محمد الحسيني رئيس مباحث أبوصوير على الفور ترك مكتبه، وتوجه للسجن وأصدر تعليمات للقوات الأمنية بلاحقة لمحاصرة السجن ومنع المتهمين من الهروب، وكان فى هذا التوقيت قد تمكن المساجين من الهروب خروج السجن.
سيارة الهاربين قتلت رئيس مباحث أبوصوير بعد رفضه انتظار مدرعة
وبعد هروب المتهمين من السجن، كانت فى انتظارهم سيارة لتسهيل عملية هروبهم، وبتفقد رئيس مباحث أبوصوير لجميع اتجاهات القسم تفاجئ بتواجد سيارة بمحيط السجن يستقلها الهاربين وبحوزتهم أسلحة نارية، ولم يخشى الحسيني الموت ووضع أمن وسلامة بلده نصاب عينيه وتوجه لمطاردة الهاربين، دون انتظاره مدرعة لمطاردتهم، رغم اطلاق نيران كثيف من قبلهم، ولم يتوقف عن مطاردتهم لحين اصابته طلقة فى الرأس وسقط على الأرض، وفر الهاربين، وعلى الفور تم نقله لمستشفى الإسماعيلية، العام، وتبين أصابته بتفتت بالجمجمة، وتوقف المخ ومع تدهور حالته، نقل للعناية المركزة بمستشفى الجامعة التخصصي، وتعثر نقله لمستشفى المعادي العسكري لتدهور الحالة، واستمرت الحسيني فى العناية المركزة إلى ان عاد الأمل للأطباء مساء الجمعة ببداية مخه فى الإستجابة والعودة للعمل مرة آخرى، ولفظ الحسيني أنفاسه الأخيرة مساء السبت الماضي، كما قتل مواطن آخر أثناء اطلاق المجهولين النيران على الحسيني، وعقبها وصلت قوة من الأمن ونزل الهاربين من السيارة وفروا هاربين فى وسط المنازل والزراعات، وتحفظت قوات الأمن السيارة وقائدتها والتى تبين أنها زوجة أحد المتهمين.
عضو بمجلس النواب وراء القبض على أحد الهاربين
وعقب فرار المتهمين فى جهات مختلفة، والقبض على قائدة السيارة التى كانت مخصصة لتهريبهم، يقول العقيد أحمد شعيب عضو مجلس النواب عن الدائرة الثالثة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" ان منزله يبعد عن السجن عدة كيلو مترات، وأنه أهله سمعوا تبادل اطلاق نيران بالقرب من منزله تواصل شعيب من القيادات الأمنية وعلم بهروب المساجين، وعلى الفور توجه لمنزله وسمع رصاص قريب من منزله، وتبين أنه أحد الهاربين يضرب طلقات تحذيرية لعدم اقتراب احد منه، حمل شعيب سلاحه المرخص، هو وبعض من أهالى المنطقة الذين يحملون سلاحاً مرخصاً وتبالوا اطلاق النيران مع المتهم، إلى ان حاصروه فى منطقة من جميع الاتجاهات وتعثر عليه الهروب، إلى وصلت الشرطة، وسلم المتهم "عوض الله موسى" نفسه.
مأساة الشهداء والمصاب فى المستشفى
وبعد اصابة الشرطي الذى فتح العنبر للسجناء، تم نقله لمستشفى الإسماعيلية، العام، وتبين اصابته بطلقات نارية فى القدمين، وتلقى العلاج اللازم، ولحقه المواطن "أحمد عبد الوهاب رزق، الذى قتل أثناء تبادل اطلاق النيران، بين رجال الشرطة والهاربين، وبدأ أهل المواطن فى القدوم للمستشفى وسط صراخ وعويل، محملين دمه فى رقبة السجناء الهاربين، مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة ضبطهم، وبعدها بدقائق وصل الرائد الحسيني للمستشفى، مصاباً بطلق ناري فى رأسه، تسبب فى تفتت بالجممة، أدى لوتوقف المخ ومع تدهور حالته، نقل للعناية المركزة بمستشفى الجامعة التخصصي، وتعثر نقله لمستشفى المعادي العسكري لتدهور الحالة، واستمرت الحسيني فى العناية المركزة إلى ان عاد الأمل للأطباء مساء الجمعة ببداية مخه فى الإستجابة والعودة للعمل مرة آخرى، ولفظ الحسيني أنفاسه الأخيرة مساء اليوم السبت، وكانها رافضة الحياة مرة آخرى بعد ان خانه زملائه، وخيم الحزن على الجميع وانتشر صراخ وعويل أهله وأصدقائه فى جميع انحاء المسشتفى.
جنازة عسكرية لرئيس مباحث أبوصوير وغياب القيادات من جنازة المواطن
وبعد استشهاد الحسيني تم نقل جثمانه لمسقط رأسه بمحافظة بورسعيد التى اكتست باللون الأسود حزناً عليه، وسط حضور محافظي الإسماعيلية وبورسعيد، وعدد من قيادات الأمن.
فيما أقيمت جنازة المواطن الذى قتل أثناء تبادل اطلاق النيران، فى صمت دون معرفة موعدها، وسط غيب جميع القيادات.
النيابة وقرارتها الحاسمة
وكما قيل ان القضاء قسم على الحكم العادل وعدم التتزيف فى الأحكام، لم تفرق نيابة الإسماعيلية التى تحقق فى هروب المساجين، بين مواطن وضابط ومساعد مدير أمن، وبدى الجميع أمامها متساويين، حيث أصدرت قراراً بحبس 3 ضباط شرطة، و10 فرد شرطة، وزوجة أحد المنتمين لعناصر بيت المقدس 15 يوماً على ذمة التحقيق.
وبالتحقيق مع المتهم عوض الله موسى" الذي ألقي اللقبض عليه أثناء محاولته الهروب من سجن المستقبل مساء الخميس الماضي، اتفق وهو و5 مساجين آخرين، مع أمين شرطة، من المكلفين بحراستهم، قبل أيام من واقعة الهروب على إدخال عدد 4 قطع سلاح لبنادق آلية وذخيرة، إلى مقر إقامتهم داخل السجن.
وأضاف المتهم أن الشرطي نجح في إدخال السلاح المطلوب بعد أن حصل عليه عن طريق أقارب المتهمين خارج السجن، وقام بإخفائه داخل سيارة الترحيلات، ودخل به إلى السجن، وتم توصيلة إلى المتهمين داخل عنبر السجن مقابل حصوله على مبلغ مالي قدره 100 ألف جنية، وسهل للمتهمين الخروج من السجن بعد أن قاموا بإطلاق وابل من الرصاص على البوابات وأفراد التامين، حتى تمكنوا من الخروج من السجن، ولاذوا بالفرار بالمناطق المجاورة للسجن، ولكن تمكنت قوة من الأمن بالقبض عليه.
كما قررت النيابة اليوم الأثنين، التحفظ على على اللواء محمد الخولي مساعد مدير الأمن لقطاع الوحدات، ومأمور السجن العميد محمد خالد، ورئيس مباحث السجن، لحين ورود تحريات الأمن الوطني.
وكشفت مصادر فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، ان تحقيقات النيابة، أثبت أن مأمور السجن العميد محمد خالد، يوم هروب المساجين الخميس الماضي، كان غير متواجد فى لسجن لحصوله على أجازته الأسبوعية، وكان العقيد أحمد جوهر متواجد بديلاً له، وقت هروب المساجين.
وزير الداخلية يعيد هيكلة مديرية الأمن
أصدر اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، قرارا بتعيين كلا من اللواء عصام سعد مديرا لأمن الاسماعيلية خلفا للواء على العزازي الذي تم نقله إلى ديوان عام الوزارة.
كما أصدر الوزير قرار بتعيين اللواء ممدوح عبد المنصف نائب مدير أمن الاسماعيلية خلفا للواء جمعه توفيق، العميد إبراهيم أمين مديرا للمباحث الجنائية خلفا للواء محمود فاروق.