يحتفل العالم بـ"اليوم العالمى لشلل الأطفال"، والذى يعد من أبرز الفيروسات التى تهدد الأطفال دون سن الخامسة، لكن التقديرات تشير إلى انخفاض حالات الإصابة به بمعدل 99% منذ عام 1988، ويأتى هذا الانخفاض نتيجة ما يُبذل من جهود على الصعيد العالمى من أجل استئصال المرض.
· “WHO” واليونسيف يحذرون من انتشار شلل الأطفال فى دول الربيع العربى
فى الشرق الأوسط، تعترف منظمة الصحة العالمية “WHO” واليونسيف بأنهما يبذلان العمل الشاق للحفاظ على المنطقة خالية من شلل الأطفال، لكنهما يحثان جميع الدول للحفاظ على اليقظة والاحتراس من الفيروس الخطير.وعلى الرغم من المكاسب، إلا أنه لا تزال هناك تحديات خطيرة، مثل تلك التحديات التى تشمل السكان المعرضين للخطر فى سوريا والعراق واليمن.
وقال كريس ماهر، مدير المجموعة الإقليمية بعمان لاستئصال شلل الأطفال التابع لمنظمة الصحة العالمية: "لقد كانت الجهود المتواصلة من الحكومات والمجتمعات المحلية لحماية الأطفال فى منطقة الشرق الأوسط من شلل الأطفال رائعة حقا، لكننا لم نخرج من الغابة بعد".
وأضاف مدير المجموعة الإقليمية أنه لا يزال شلل الأطفال فى أفغانستان وباكستان، وظهر فى الآونة الأخيرة بدولة نيجيريا، وطالما أن هناك انتقال لأى مكان آخر، تظل الأطفال فى الشرق الأوسط فى خطر متزايد.
وعلى مدى الأشهر الـ12 الماضية، بالإضافة إلى البلدان الموبوءة بشلل الأطفال فى باكستان وأفغانستان، دعمت منظمة الصحة العالمية واليونسيف حملات شلل الأطفال فى سوريا، العراق، اليمن، الصومال، السودان، مصر، ليبيا، جيبوتى، الأردن ولبنان، وسوف تستمر الحملات فى البلدان ذات المخاطر المرتفعة حتى يتم القضاء على شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم.
· أسباب فشل تطعيم شلل الأطفال
أكد الدكتور مجدى فتوح مسعد، أستاذ واستشارى طب الأطفال وحديثى الولادة وشلل الأطفال بمستشفى الساحل التعليمى، أن من أسباب فشل التطعيمات خصوصًا تطعيم شلل الأطفال وهو عدم الاحتفاظ به فى درجة حرارة مناسبة، حيث يجب حفظ تطعيم شلل الأطفال فى درجة 8 تحت الصفر، ولذلك يفضل تعاطى التطعيم من الوحدات الصحية وليس من الشارع إن أمكن، كما تشمل قائمة أسباب فشل التطعيم رفض الطفل ابتلاع الطعم وبصقه من فمه أو إصابته بالإسهال الكثيف.
ونصح أستاذ طب الأطفال بإرضاع الطفل طبيعيًا "من ثدى أمه" قبل إعطائه التطعيم بنصف ساعة على الأقل، وإرضاعه أيضًا بعد تناول التطعيم بنصف ساعة لتجنب القىء ومن ثم احتفاظه بجرعة التطعيم فى جوفه، لافتًا لضرورة إعطاء الطفل جرعة التطعيم مرة أخرى إذا تقيأ خلال 10 دقائق من تناوله الجرعة الأولى.
· الممنوعون من تعاطى تطعيم شلل الأطفال
وكشف الدكتور مجدى فتوح مسعد، أستاذ واستشارى طب الأطفال وحديثى الولادة وشلل الأطفال بمستشفى الساحل التعليمى، عن الحالات التى يمنع فيها تطعيم الطفل ضد الشلل، وهى:
• إذا كان يعانى من الصرع.
• إذا كان مصابا بالتشنجات بكل أنواعها.
• إذا كان مصابا بارتفاع فى درجة الحرارة.
ونصح أستاذ طب الأطفال الآباء باستشارة الطبيب المختص، إذا ما انتابهم قلق من تطعيم أبنائهم، وفى حالة وجود أى موانع للتطعيم فى اليوم المقرر له عليهم اقتناص أقرب فرصة لتطعيمهم .
· فيروس شلل الأطفال علاج للسرطان
مفاجأة كبيرة كشفت عنها مؤخرا صحيفة "ديلى ميل" البريطانية بشأن تطوير علاج جديد للسرطان تتعلق باستخدام الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال.وأكدفريق من الباحثين بجامعة ديوك الأمريكية (الذين توصلوا لهذا الاكتشاف) أن فكرة استهداف السرطان بالفيروسات قديمة للغاية، يزيد عمرها عن 100 عام، موضحين أنهم نجحوا فى تحضير نسخة مطورة من الفيروس تم تعديلها بالهندسة الوراثية، وتتمتع بالقدرة على استهداف الخلايا السرطانية وقتلها.
المثير أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية “FDA” منحت هذه التقنية العلاجية باستخدام فيروس شلل الأطفال "PVS-RIP" لقب "اكتشاف أو إنجاز عظيم“breakthrough” وهو ما يبشر بأنها قد ترى النور قريباً وتستخدم بشكل عملى فى مكافحة السرطان.
وأكد التقرير أن العلماء الأمريكيين بدأوا مؤخرا التجارب الإكلينيكية الخاصة بفيروس شلل الأطفال فى علاج الأورام الأرومية الدبقية بالمخ "recurrent glioblastoma brain tumours"، ومن المتوقع أن يساهم العلاج الجديد فى القضاء على أغلب الخلايا السرطانية دون أن يضر بالخلايا الطبيعية.
ويعمل فيروس شلل الأطفال المطور "PVS-RIPO" عن طريق إزالة الطبقة الواقية التى تغلف بها خلايا السرطان نفسها والتى تحجبها عن المناعة، وبالتالى يستطيع الجهاز المناعى استكشافها والقضاء عليها.
ولا يسلم الأمر من بعض المخاطر الصحية المحتملة، فهناك احتمال أن تتسبب بعض نسخ فيروس شلل الأطفال فى الإضرار بمناعة الشخص المريض بالسرطان، ومن المنتظر أن تتوصل التجارب القادمة إلى المزيد من النتائج حول آمان هذه التقنية العلاجية بعد أن أثبتت الأبحاث الأولية فاعليتها فى محاربة سرطان المخ.