خسر تنظيم داعش أكثر من 800 مقاتلاً على مدار 9 أيام منذ انطلاق معارك تحرير مدينة الموصل العراقية، والتى يشارك فيها الجيش العراقى مدعوما بقوات البشمركة، وطائرات التحالف الدولى.
وفى تاسع أيام معارك تحرير الموصل، تمكنت القوات العراقية من تحرير أكثر ما يقرب من 80 قرية من قرى مدينة الموصل، فى الوقت الذى خسر فيه تنظيم داعش خطوطه الدفاعية الرئيسية حول المدينة ووسطها، ليضطر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى، للفرار إلى سوريا، بعد أيام من فرار المئات من مسلحيه واجتيازهم الحدود العراقية ـ السورية مع عائلاتهم.
وقالت خلية الإعلام الحربى، بقيادة العمليات المشتركة فى بيان لها، إن العملية النوعية "قادمون يانينوى" ـ أحد عمليات تحرير الموصل ـ أسفرت عن إلقاء القبض على 23 من عناصر داعش وتدمير 127 سيارة مفخخة و27 مفرزة "هاون" و16 سيارة مزودة برشاش أحادى وتفجير 397 عبوة ناسفة تحت السيطرة، فضلا عن تفجير 5 دراجات نارية و3 أنفاق ومركز قيادة للإرهابيين وتدمير 40 موقعا دفاعيا للإرهابيين و6 مدافع مضادة للطائرات والاستيلاء على 9 مدافع هاون إضافة إلى أسلحة متوسطة وثقيلة.
وواصلت القوات العراقية تقدمها باتجاه قرية "الخزنة" شرق مدينة الموصل، بعدما نجحت فى اقتحامها وتحريرها من قبل عناصر تنظيم داعش، مدعومة فى ذلك بطيران الجيش والتحالف الدولى.
وقال مصدر عسكرى أنه تم قتل 25 إرهابية وتدمير 4 سيارات مفخخة دفع بها التنظيم الإرهابى خلال تقدم القوات، وسيارتين آخريين مزودتان برشاش أحادى.
وأعلن مصدر عسكرى عراقى أن القوات العراقية حررت قرى الخزنة ـ خزنة تبة ـ طهراوة، شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وتتقدم باتجاه قرية بازواية.
جاء ذلك بعدما أتم الجيش العراقى سيطرته على عدة قرى فى مدينة الموصل ومحيطها، وهى : "باز خرة- باز كرتان- ترجلة- كبرلى- خراب سلطان- شيخ أمير- شاقولى- بدنة الكبرى- بدنة الصغرى- السرت- مهندس الناصر- السعيوية- الزوية- وادى الصف- وادى الفج- جديدة الغربية- النجمة السفلى والعليا- كبر نايف- الناصية- سيد حسن- البيجوانية العليا والسفلى- بشمانة- السرج- الحود- قرية المهندس الشرقى- اللزاكة- الخالدية- عين مرمية- البيجوانية الثالثة".
كما تشمل القرى : "الدرج- البكر الأولى- البكر الثانية- الرفلة- برطلة- الشويرات- مفتل- تلول الناصر- أم المناسيس- تل الشوك- رفيلة- عين مرمية- الصلاحية- سيداوة- معمل كبريت المشراق- الحيج- المكوك- الدويزات- الخباطة- المشراق- السفينة- نعناعة- قضاء الحمدانية- هرارة- الرصيف- الشورة الجديدة- مخازن وقود فليفل- إبراهيم الخليل- العدالة- كانى حرامى- بلاوات- إصفية- طويبة- أبو فشكة العليا والسفلى- إخوينة- عين- الشك العليا والسفلى- السفينة- الصجمة- صف التوت- تلول المهار".
من جهة أخرى، حذر تقرير لشبكة "CNN" الأمريكية الثلاثاء، من أن غالبية القرى التى تم تحريرها مفخخة بعبوات ناسفة، ما يجعل من تأمينها مهمة شاقة بعد طرد عناصر تنظيم داعش، مشيرة إلى أن الجيش وقوات التحالف تمكنوا من تفجير 400 عبوة بشكل آمن.
ونقلت "CNN" عن اللواء باجيت مزورى، من القوات الخاصة التابعة للبشمركة إن من سقطوا فى صفوف قواته بسبب العبوات الناسفة، أكثر بكثير ممن سقطوا فى خطوط المعركة والمواجهات المباشرة مع داعش، مشيرا إلى أن تطهير القرى من العبوات عمل خطير ويحتاج عدة أشهر.
وقالت الشبكة الأمريكية إن هناك تكتيك آخر يتبعه تنظيم داعش، يتمثل فى التفجيرات الانتحارية، سواء عن طريق السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة. وقد شهد فريق "CNN" فى الموصل العديد من محاولات الهجمات الانتحارية.
ومع دخول معارك تحرير الموصل، يومها التاسع، بدأت العديد من الدول الأوروبية رفع اجراءاتها الأمنية تحسبا لفرار عناصر تنظيم داعش، وتسللها عبر الحدود إلى القارة العجوز. حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها إن مسئولون مكافحة الإرهاب الأوروبيون حذروا من عودة المقاتلين الأجانب الذين شاركوا فى "الجهاد" داخل سوريا والعراق، إلى بلدانهم الأصلية بعد انطلاق معركة الموصل.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف الأمنية محور تركيز كبير لوكالات الاستخبارات الأوروبية مع مضى الجيش العراقى وشركائه فى الهجوم على الموصل، المدينة التى استخدمها داعش للتخطيط وللعمليات لأكثر من عامين.
فالهجمات التى وقعت فى باريس وبروكسل فى السنوات الأخيرة تم تنفيذها من قبل مهاجمين ولدوا فى أوروبا والذين تدربوا فى بعض الأحيان مع داعش فى العراق وسوريا قبل أن يعودوا إلى بلادهم مرة أخرى.
وكان روب وينرايت، رئيس وكالة الشرطة الأوروبية، قال فى تصريح له قبل يومين : "كلما زادت الخسائر العسكرية فى صفوفهم (داعش) كلما كان هناك رد فعل من قبل عناصر التنظيم فى أوروبا".
كان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أعلن فجر يوم الاثنين 17 أكتوبر، انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى شمالى العراق ومركزها مدينة الموصل ثانى أكبر المدن العراقية من سيطرة داعش، بمشاركة قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبى ومقاتلى العشائر و"البيشمركة" الكردية التى تشارك بأربعة آلاف جندى، بمساندة طيران العراق والتحالف الدولى.