قال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن أول مشروع يتعلق بالكنيسة سيتم مناقشتة فى البرلمان هو مشروع قانون بناء الكنائس، ثم قانون الأحوال الشخصية، الذى مازال تحت الدراسة ولم يتم الانتهاء منه بعد، موضحا أن كل طائفة مسيحية لها رؤية مختلفة فى القانون وسيتم عقد اجتماع تنسيقى الشهر المقبل بين الطوائف المسيحية، لوضع المسودة قبل النهائية للقانون، وحول الحكم القضائى الذى صدر بشأن الزواج المدنى للمسيحين قال البابا تواضروس: إنه حكم ضد الدستور المصرى، لأن الدستور فى المادة الثالثة ينص على أن المسيحيين يحكم لهم حسب شرائعهم والكنيسة لا تؤمن بالزواج المدنى فالزواج طقس كنسى.
جاء ذلك فى تصريحات صحفية على هامش الاحتفالية التى نظمتها الكنيسة المرقسية بالإسكندرية صباح اليوم لاستقبال المهنئين بعيد الغطاس المجيد، حيث أشار البابا تواضروس الثانى إلى أن تعيين الأنبا بافلى أسقف مساعد لقطاع الشباب بالإسكندرية، جاء بسبب سفر الأنبا موسى وانشغاله بخدمة فى مكان آخر وأن الإسكندرية مدينة مساعدة تحتاج إلى مساعدين فى قطاعات مختلفة خاصة قطاع الشباب، وقال هناك دراسة لتقسيم الاسكندرية إلى قطاعات للخدمة.
وحول المشاركة فى الاحتفال بذكرى 25 يناير قال البابا: إن من عليه أن ينزل من المشاركة فعلية أن يهتف تحيا مصر، مضيفا: باب الأمل مفتوح وباب الرجاء أمامنا ومصر تتقدم يوما بعد يوم وستتعافى بالتدريج .
وحول قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بترميم الكنائس التى تعرضت للحرق فى الأحداث التى أعقبت ثورة 30 يونيو، قال إن الدولة بدأت بالفعل فى ترميم الكنائسن وتم حصرها ووضع الرسومات الفنية، وتم تسليمها إلى القوات المسلحة لبدء التنفيذ، مشيرا إلى أن عدد الكنائس التى تعرضت للتدمير الكامل أكثر من 60 كنيسة.
وحول زيارة قداسته إلى إثيوبيا قال الزيارة ساهمت فى تقريب وجهات النظر بين البلدين.
وقدم البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى لتهنئته الأقباط بمناسبة أعياد عيد الميلاد وعيد الغطاس، وقال: "نصلى من أجل بلادنا مصر لنشر السلام والطمأنينة وإنعاش الاقتصاد المصرى".
كما أشار البابا إلى أن الكنيسة تصلى أيضًا من أجل الذين فى ضيقات كثيرة فى بلاد مجاورة وبلاد أخرى فى العالم، وأضاف قائلا: "الله أرسل الإنسان إلى الأرض لتعميرها لا لتدميرها، مستنكرًا قيام بعض البشر باستغلال ذلك والاعتداء على الآخرين وتشويه الإنسانية، مستطردا: "نصلى من أجل هؤلاء ليعيطهم الله سكينة فى الفكر بعيدًا عن تلك الأعمال السيئة".
وقدم التهنئة إلى كل الأقباط فى مصر وخارجها وإلى جميع الكنائس فى بلاد المهجر بمناسبة عيد الغطاس المجيد متمنيًا للأقباط سنة سعيدة فى 2016.
جاء ذلك خلال ترأسه لصلاة عيد الغطاس المجيد بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حيث هنأ البابا تواضروس الثانى الأقباط بعيد الغطاس وهو العيد الذى يتوسط 7 أعياد التى يطلق عليها عيد التجسد الإلهى. وأشار إلى أن عيد الغطاس هو أحد الأعياد المسيحية الذى له أسماء متعددة أشهرها "عيد الأنوار" أو "عيد الظهور الإلهى" أو "عيد العماد" وغالبًا ما يوافق هذا العيد 11 طوبة من السنة القبطية.
وأشار البابا تواضروس إلى أن عيد الغطاس له تأملاته الروحية، خاصة خلال الصوم، والاستعداد الدائم فى الحياة الروحية، كما شدد البابا على أن حياة الاستعداد تقوم على الإيمان فى كل مناحى الحياة، مؤكدًا رحمة الله فى فتح باب التوبة أمام الإنسان.
وقال البابا إن من التقليد المتعارف عليه بين المصريين هو تناول القلقاس والقصب، فى عيد الغطاس، مشيرًا إلى أن ثمرة القلقاس لها معانى روحية من خلال طريقة زراعتها فى التراب وعلى الإنسان أن يموت عن الخطية، كما أن المادة المخاطية التى يتخلص منها القلقاس ترمز إلى الخطية التى يتخلص منها الإنسان بالتقرب إلى الله، ويضاف إليه الخضرة رمز إلى الحياة الجديدة.
كما أشار البابا إلى أن نبات القصب أيضًا لها معان روحية فى تناوله فى عيد الغطاس، حيث مدرج إلى أقسام رمز التدرج فى الحياة الروحية، وأنه نبات طويل مرتفع يشير إلى السماء والعصير المستخرج منه يرمز إلى الأعمال الطيبة، التى يجب أن تخرج من الإنسان خاصة عند الضغط عليه تنفيذًا للآية "بضيقات كثيرة ندخل ملكوت السموات".