شهدت فنزويلا احتجاجات كبرى فى شوارع العاصمة كركاس عقب الخطوة التى قام بها البرلمان ببدء محاكمة سياسية ضد لرئيس نيكولاس مادرو الذى أعاق حلفائه مساعى إجراء استفتاء على بقاء الرئيس فى السلطة.
وأغلقت بعض المدارس والمحال التجارية مع احتشاد المتظاهرين فى المناطق الرئيسية بالعاصمة للمطالبة بالإطاحة بمادورو. وقد عرقلت سلطات الانتخابات حملة للاستفتاء على الرئيس الذى تزداد عدم شعبيته، وتصاعدت المواجهة يوم الثلاثاء عندما صوت البرلمان الذى تقوده المعارضة على محاكمة مادرور واتهموه بشن انقلاب.
ولكن من غير المرجح أن يكون للمحاكمة السياسية أى تأثير قانونى، إذ أبطلت المحكمة العليا الموالية للحكومة بالفعل أى تشريع يصدر عن الجمعية الوطنية. كما أن بعض المشرعين يزعمون أن مادورو مزدوج الجنسية وأنه يحمل الجنسية الكولومبية وولد فى كولومبيا وليس فى فنزويلا، إلا أن بعض المحللين السياسيين يشككون فى أن الجمعية التشريعية التى تشكك فى أن مادورو فنزويلى وتقول أنه ليس مولود فى فنزويلا، قد تسفر عن أى محاكمة أو أن المحكمة العليا التى يراها البعض حليفة لمادورو ستقف ضده فى الأمور الدستورية.
وقال أسوالدو راميرز، الباحث والخبير السياسى أن الجمعية الوطنية لها الحق فى تقديم إجراءات قانونية أمام الادعاء العام، لكن لن يتم تحميل المسئولية لأى أحد على الأرجح.
ويعود الحديث عن جنسية مادورو إلى عام 2013 منذ أن تولى السلطة عقب رحيل هوجو شافيز، الرئيس الأسطورى للبلاد. حيث قال البعض أن والدة مادرور كولومبية، وأنه ولد فى مدينة كوكتا الكولومبية الحدودية. وفى تصويت جرى الثلاثاء، أمر المشرعون مادورو بالظهور أمام البرلمان الأسبوع المقبل للدفاع عن نفسه.
وكان البرلمان الفنزويلى قد شهد جلسة عاصفة يوم الأحد الماضى تعهد فيها بمحاكمة مادورو بعد أيام من عرقلة إجراء استفتاء على سحب الثقة من رئيس البلاد.. وشهدت هذه الجلسة البرلمانية التى استمرت أربع ساعات توقفا لمدة 45 دقيقة بعد اقتحام عشرات من مؤيدى الرئيس لمقر البرلمان، ورفعوا شعارات تطالب بحل المجلس النيابى.
ويتهم مسئولون فى الحزب الحاكم المعارضة بتزوير توقيعات الساعين للإطاحة بالرئيس، بينما تقول المعارضة أن ما قام به يظهر سعى الرئيس لإجراء استفتاء يظهر تخلى فنزويلا عن الديمقراطية.
وعلقت بعض الصحف الأمريكية على ما يحدث فى فنزويلا، هذا البلد النفطى الهام، وقالوا أنه على الرغم من الأزمة التى تعصف بالبلاد، إلا أن الاحتجاجات كانت خفيفة نسبية ووسط أجواء كرنفالية، وكان الشباب يعزفون الموسيقى ويجلسون على الطريق السريع الرئيسى فى المدينة.
وعلى العكس من دول أخرى فى أمريكا اللاتينية مثل البرازيل التى تمت الإطاحة فيها بالرئيسة السابقة ديلما روسيف فى أغسطس الماضى، إلا أن البرلمان فى فنزويلا لا يستطيع معاقبة الرئيس، فالصلاحيات موجودة لدى المحكمة العليا التى لم تصوت أبدا ضد مادورو.