قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه على الرغم من أن الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية كانت مهمة فى التوصل للاتفاق النووى مع إيران، إلا أن حتى بعض كبار مساعدى الرئيس الأمريكى باراك أوباما كانوا يتشككون حتى وقت قريب، قبل عام، أن ملالى وجنرالات إيران سيعطلون فى النهاية البرنامج النووى الذى استثمروا فيه كلا من الفخر الوطنى ومليارات الدولارت. وكان لديهم سببا منطقيا لشكوكهم، ففى حين أن كل المقارنات بين إيران وكوريا الشمالية كانت هشة، فلو كانت الضغوط الاقتصادية وحدها كافية، لتخلت بيونج يانج عن برنامجها النووى قبل عقدين.
إلا أن استراتيجية أوباما كانت تتضمن عنصرا أساسيا آخر، وهو عمليات سرية أدت مرارا، وإن كان بشكل وجيز، إلى انتكاسات فى البرنامج النووى الإيرانى، وأقنعت النخب الإيرانية بأن سريتها قد تعرضت لما يثير الشبهة. وكان هناك الخوف أيضا فى واشنطن وإيران من أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد يقوم بضربة استباقية.
استراتيجية البصمة الخفيفة
ولم يتحدث أوباما أبدا عن هذا الجانب من الحملة، الإجبار الذى كان جزءا مما يقول مساعدوه إنه استراتيجية البصمة الخفيفة لتجنب عمل عسكرى واسع النطاق. لكنه ألمح لنجاحه بشكل غير مباشر يوم الأحد الماضى، عندما أعرب عن فخره بحقيقية: أننا حققنا هذا التقدم التاريخى من خلال الدبلوماسة ودون اللجوء إلى حرب أخرى فى الشرق الأوسط".
وتقول الصحيفة إن مايكل موريل، النائب السابق لمدير السى أى إيه، رفض الحديث عن تلك الإجراءات التى تم اتخاذها ضد إيران، إلا أنه قال انه مع إسراع طهران فى برنامجها النووى خلال الفترة الأولى لأوباما، ظهر فى الأفق صراع. فقبل البدء فى المقاوضات، كانوا على وشك الحرب مع طهران أكثر من أى وقت مضى منذ عام 1979.
فرص الحرب
وتابعت الصحيفة قائلة إن فرص اندلاع الحرب بسبب البرنامج النووى الإيرانى كانت أعلى فى إدارة أوباما مقارنة بما كانت عليه فى عهد سابقه جورج بوش. فالأخير خاض حربين، وتدمرت بشدة مصداقيته بعد مزاعم وجود أسلحة دمار شامل فى العراق كمبرر لغزو العراق عام 2003، ولم يفكر أبدا بجدية فى عمل عسكر ضد إيران. وعندما أيد نائبه ديك تشينى ضرب مفاعل نووى سرى فى سوريا عام 2007، كان يلمح إلى إيران، بينما رفض بوش الأمر خارج إرادته، حسبما روى تشينى ببعض فى مذكراته.
وقد كشف وزير الدفاع الإسرائيلى السابق إيهود باراك أنهم كانوا على وشك ضرب إيران فى عام 2012، ولم يكن لدى أوباما شك فى أنه له بدأت إسرائيل صراعا ، لن تسطيع الولايات المتحدة أن تظل خارجه. وكان هذا نتاج سلسلة من المناورات السرية التى تمت فى كلية الحرب الوطنية، وفى البنتاجون، وداخل وكالات المخابرات الأمريكية.
ومضت الصحيفة قائلة إن ما لم يقوله أوباما، ولم يستطع أن يفعل حتى لا يشكف عن برامج سرية، هو أن العديد من مساعديه اعتقدوا أن برنامجا أمريكيا سريةا للتخريب بدا فى عهد كلينتون وصعد بشكل ثابت فى الخمسة عشر عاما التالية، لعب دورا فى إقناع الإيرانيين بوقف البرنامج النووى.
تزويد الإيرانيين بسلع معيبة
وفى سجلات المحكمة التى تم الكشف عنها فى محاكمة عائلة تينر فى سويسرا، أحد موردى الأجهزة النووية إلى ليبيا وإيران ودول أخرى كجزء من السوق السوداء للعالم النووى الباكستاتى عبد القدير خان، أوضحت أن السى أى إيه جندت أشخاص لتزويد الإيرانيين بسلع معيبة. وفى عام 2006، انفجرت إمدادات الطاقة لاجهزة الطرد المركزى وتبين أنه تم تحويلها والعبث بها من قبل الولايات المتحدة قبل تسليمها. وكان أفضل جزء معروف من هذا البرنامجج هو الهجمات الإلكترونية الواسعة ضد موقع ناتنز للتخصى التووى باستخدام فيروس ستكسنت. فعلى الرغم من تطوره، إلاانه أبطا البرنامج لعام واحد فقط.