توفى قبل قليل، الموسيقار اللبنانى ملحم بركات بعد معاناة مع المرض ومشوار فنى طويل عن عمر يناهز 71 عاما.
وقد عانى الفنان الكبير والموسيقار اللبنانى ملحم بركات فى الأسابيع الأخيرة صحيا، وتدهورت صحته الشهر الماضى ونقل إلى مستشفى "أوتيل ديو" لكن المقربين منه نفوا ذلك وقتها وقالوا من إنه يعانى التهاب فى ظهره يلزم إجراء عملية، وبعد استقرار وضعه الصحى فجأة تدهورت صحة الفنان الكبير مرة أخرى بسبب احتقان السوائل فى جسده وتحديداً رئتيه، الأمر الذى تطلب نقله بصورة مستعجلة إلى المستشفى.
وقبل رحيله بساعات انتشرت شائعة وفاته، وهو ما أثار استياء عائلة بركات وأصدقائه المقربين وأبرزهم الشاعر نزار فرنسيس الذى كذب كل الشائعات التى أكدت وفاة الموسيقار ملحم بركات، وعاد ونشر على صفحته الخاصة على موقع تويتر سلسلة تغريدات عبر فيها عن حزنه من تلك الشائعات المؤذية بحق ملحم بركات وعائلته، وأرفقها بعدة أدعية وصلاة على نية شفائه، وغرد قائلا ”أرجو من كل من يهمّه أمر الموسيقار ملحم بركات أن يبتعد عن التكهنات الشخصية وعدم نشر ما هو غير مؤكد.. وهو بخير فى المستشفى وبحاجة لدعائكم”، ثم غرد مرة ثانية قائلا “باسم الرحمة الإلهية… يا بو مجد كلّنا ناطرينك..الله وصلواتنا معك “.
ملحم بركات من مواليد أغسطس 1945 كفر شيما لبنان، ويعتبر من أشهر المطربين والملحنين اللبنانين والعرب، ظهرت موهبته وهو فى سن صغير، قام بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليومية وقام بغنائها، والتحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، وأشاد به رواد الفن اللبنانى الكبار، وقالوا عنه إنه موهبة لا مثيل لها لما يمتلكه من طبقات صوت عالية ذات مواصفات جيدة، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الرحبانية، وكانت من هناك انطلاقته الكبيرة.
قام ببطولة عدد كبير من المسرحيات منها مسرحية "الربيع السابع"، وبدأ مسيرته التلحينية لعدد كبير من المطربين، نذكر منهم وديع الصافى، صباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومى، وليد توفيق، بسكال صقر، ربيع الخولى، أحمد دوغان، ميشلين خليفة، وكانت أول ألحانه "بلغى كل مواعيدي" التى غناها مع جورجيت صايغ، ثم لحن مسرحية "حلوة كتير" للمطربة صباح، ومن بينها: "المجوز ألله يزيدو"، و"صادفنى كحيل العين"، و"ليش لهلق سهرانين".
ويعتبر بركات واحدا من أقوى الأصوات فى لبنان، وأحد الفنانين المتأثرين بألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وتمكن بركات من وضع لمسته الخاصة على الأعمال الموسيقية العربية خلال فترة الثمانينات من بينها "كبوش التوتى" و"وحدى أنا"، فى الوقت الذى يعد من أكثر الفنانين احتراما وحبا فى لبنان، بينما تجاوزت شهرته حدود بلاده لتصل إلى العالم العربى وأستراليا وأمريكا الجنوبية وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، وللفنان ملحم بركات مجموعة من الأعمال الراسخة فى الأغنية العربية من بينها "قمرين" و"أبوها راضى" و"فرح الناس" و"حبيبى إنت"، كما تعامل مع عدد من الفنانين من بينهم نجوى كرم وكارول صقر وشذى حسون وماجدة الرومى فى أعمال لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا، وقد تزوج ملحم بركات من رندا عازار وهى أم أولاده مجد ووعد وغنوة، ومن بعدها المطربة مى حريرى التى أنجبت له ملحم جنيور ثم عاد وطلقها.