دحضت الأقصر وشرم الشيخ دعاوى الفوضى، وأكدا عزم مصر على عبور المرحلة الصعبة رغم التحدى، فالأمس القريب شهد انطلاق رسالة سلام من شرم الشيخ، وغدا مدينة مصرية أخرى على موعد مع تتويج عالمى يؤكد مكانتها العالمية كعاصمة للتاريخ والحضارة، حيث سيتم تنصيب الأقصر دوليا "مدينة المدن الثقافية وعاصمة السياحة العالمية لعام 2016".
وترجع حيثيات منح محافظة الأقصر- جنوب مصر- لهذا اللقب لكونها مدينة التاريخ والحضارة، وبها ثلث آثار العالم، فقد أعلنت 50 دولة عضو فى المجلس التنفيذى لمنظمة السياحة العالمية التابع للأمم المتحدة بالإجماع خلال اجتماع جلسة المجلس رقم 103 الذى عقد فى شهر مايو الماضى بمدينة "ملقة" بأسبانيا، الموافقة على اختيار مدينة الأقصر المصرية عاصمة للسياحة العالمية لعام 2016، بالإضافة إلى استضافتها اجتماعات المنظمة نهاية شهر أكتوبر الجارى.
وسيتم تتويج الأقصر رسميا كعاصمة للسياحة العالمية خلال اجتماعات القمة الخامسة للمنظمة الخاصة بالمدن الثقافية العالمية، والتى ستعقد فى الأول من نوفمبر المقبل بمدينة الأقصر، وتستمر على مدى 3 أيام، وستطلق مبادرة عالمية للاهتمام بالسياحة باعتبارها عنصرا رئيسيا فى الاقتصاد العالمى.
ويسبق انعقاد القمة، اجتماعات الدورة 104 للمجلس التنفيذى لمنظمة السياحة العالمية التابع للأمم المتحدة، والتى ستبدأ أعمالها غدا الأحد، إيذانا ببدء فعاليات التتويج، التى يشارك فيها لفيف من وزراء السياحة فى العالم والعاملين فى مجالها وممثلو شركات وهيئات السياحة والطيران والإعلام الدولى وكبار المسئولين بعدد من المدن السياحية والثقافية.
وقد تزينت الأقصر لعرسها واستعدت لاحتضان ضيوف هذا الحدث التاريخى من كافة أنحاء العالم ، فباتت مدينة للسحر والجمال، وتألقت الأقصر بما تمتلكه من طابع فريد يميزها عن جميع بقاع العالم بزخم يجمع بين الماضى والحاضر، فلا يكاد يخلو موقع فيها وإلا وبه أثر يتكلم بعظمة قدماء المصريين، الذين أسسوا الحضارة المصرية قبل الميلاد بآلاف السنين.
العديد من المعالم الأثرية والفرعونية والمعابد السياحية، ويفد لزيارتها السائحون من كل مكان فى العالم ليشاهدوا عظمة الحضارة المصرية.. وقد اشتهرت قديما باسم "مدينة المائة باب" أو "مدينة الشمس"، وكانت عاصمة مصر فى العصر الفرعونى، كما سميت قديما "طيبة" ثم "واست" ثم "الصولجان"، وأخيرا أطلق عليها العرب الفاتحون اسم "الأقصر" لكثرة قصورها الشاهقة التى أذهلتهم.
ومن أشهر المعابد فى الأقصر معبد" حتشبسوت" بالدير البحرى، وهو عبارة عن مجموعة معابد ومقابر فرعونية، وقد أطلق عليه دير الملكة حتشبسوت لإعجابها بهذا المعبد، ومعبد "الأقصر"، بالإضافة إلى متحف التحنيط، ومتحف الأقصر، وطريق الكباش، الذى يربط بين المعبدين ومعبد الكرنك، وهو عبارة عن مجموعة معابد بناها المصريون القدماء واشتهرت بعرض الصوت والضوء، ويبعد عن الأقصر بثلاثة كيلو مترات.
فيما يضم وادى الملوك العديد من المقابر الملكية، وقد تم استخدامه من 500 سنة، ويتميز بالزخارف والنقوش، وقد اعتبر من أشهر وأجمل الأماكن السياحية التى يقوم بزيارتها السياح دائما، ويتميز متحف الأقصر بوجود الآثار النادرة به مثل "الرأس الجرانيتية، ورأس الآلهة حتحور على هيئة بقرة"، ويحتوى على العديد من الآثار الفرعونية، ويحتوى معبد الأقصر على صرح الملك رمسيس الثانى، ويوجد به العديد من التماثيل الضخمة والكثير من المعالم التاريخية.
وتقع محافظة الأقصر على ضفاف نهر النيل، ويرجع تاريخها إلى ما يزيد عن 7 آلاف عام، وتبعد عن القاهرة بنحو 670 كيلو مترا، ويحدها من الغرب محافظة الوادى الجديد، ومن الشرق محافظة البحر الأحمر، وأقرب ميناء بحرى لها هو ميناء سفاجا، وبها مطار دولى حديث، وتتكون من 7 مراكز هى (الأقصر، أرمنت، أسنا، الطود، البياضية، الزينية، القرنة)، وتحتفل بعيدها القومى يوم 9 ديسمبر من كل عام، وهو يصادف يوم تحويل الأقصر من مدينة ذات طابع خاص إلى محافظة بالقرار الجمهورى رقم 378 لسنة 2009.