رجل الثلج، ثمرة يقطين، عناكب، مقشة من الخوص، ومقشة ساحر. كل هذه الرموز التى تثير الرعب فى نفوس الكثيرين فى الغرب لارتباطها بأساطير رعب متوارثة منذ قديم الزمان، فارتبطت بالتبعية باحتفالات "الهالووين" أو "عيد الهلع".
ولكن فى مصر من الصعب أن تثير هذه الرموز الخوف فى نفوس أى شخص أو تفزعه على العكس من علامات ورموز أخرى مرتبطة بأيقونات الرعب عند المصريين، التى تختلف من زمن لآخر وتختلف أيضًا من منطقة لأخرى.
"أبو فيس" و"أمت" أشهر أساطير الرعب عند الفراعنة
فى عصر الفراعنة لم تكن أساطير الرعب مرتبطة بالجن والسحر على الرغم من ازدهار السحر فى هذه الفترة، وإنما كانت مرتبطة أكثر بالمخلوقات الأسطورية بعضها "شيطانى" مثل "أبو فيس" أو "أبيب" وهى أسطورة عن مخلوق يعتبرونه "عدو رمز التوحيد" عند الفراعنة المعروف باسم "رع".
وكان "أبو فيس" يصور فى هيئة مخيفة لتمساح قبيح الوجه أحيانًا، أو ثعبات ضخم أحيانًا أو ثعبان برأس إنسان.
أما "أمت" فى الأساطير القديمة فهو وحش من العالم السفلى له فكى تمساح وجسده يجمع بين الأسد وفرس النهر، وهو وحش أسطورى كانوا يرددون أنه يجلس إلى جانب ميزان العدالة فى قاعة أوزوريس ليلتهم القلوب التى أثقلتها الآثام فى الميزان.
أساطير الريف المصرى.. النداهة وأم الشعور
أما الريف المصرى وأجواؤه المليئة بالغموض والظلام والزراعات الواسعة بالإضافة إلى الترع فكان بيئة خصبة للعشرات من قصص وأساطير الرعب المرتبطة بشكل وثيق بهذه البيئة.
وتعد "النداهة" من أشهر أساطير الرعب فى الريف المصرى، وتوصف النداهة فى الأساطير الريفية بأنها امرأة شديدة الجمال لا تظهر إلا فى الليل، تحديدًا فى الحقول المظلمة، وتختار شخصًا بعينه تنادى اسمه مرارًا وتكرارًا، حتى يستجيب إليها كالمسحور ويتتبعها حتى يجدونه فى الصباح مقتولاً، أو يفقد عقله فى أفضل الأحوال، أما من ينجح أهله فى تقييده ومنعه من الخروج بأى طريقة ممكنة فينجو من النداهة.
أما الأسطورة الثانية الشهيرة فى الريف فهى أسطورة "أم الشعور" ولها قصة شبيهة إلى حد ما بالنداهة فهى أيضًا تخرج ليلاً وتستهدف الرجال، ولكنها على عكس النداهة تسكن الترع وماء النيل، ويمكنها أن تسرى فوقه لتخطف من يسير وحيدًا على ضفة النيل وتغرقه فى الماء.
وعلى عكس النداهة اشتهرت "أم الشعور" بشكلها القبيح وشعرها الطويل لكنه ليس جميلاً بل منكوش وأظافرها طويلة للغاية.
وتقول بعض الأساطير إنها لا تمارس نشاطها ليلاً فقط وإنما أيضًا فى وقت الظهيرة، وفى بعض الأساطير فى وقت الغروب لذلك كان الفلاحون يمنعون أبنائهم من نزول الترع فى هذه الأوقات.
وارتبطت أسطورة "أم الشعور" بالتاريخ الفرعونى، حيث يعتقد الريفيون أن "أم الشعور" هذه هى روح "عروس النيل" التى كان يقذف بها للنيل من أجل جلب الفيضان، وأنها عادت لتنتقم، ولهذا تظهر فى ماء النيل فقط.
أساطير "حواديت" الأمهات.. الرعب لأهداف "تربوية"
بالإضافة إلى أيقونات الرعب المرتبطة بزمان ومكان معين كانت هناك أساطير رعب "عابرة للزمان والمكان" توارثتها الأمهات عن الجدات واستخدمنها جميعًا لهدف "تربوي" من وجهة نظرهم، فظهرت رموز مثل "أمنا الغولة" و"أبو رجل مسلوخة" و"الشمامة" وكلها مخلوقات أسطورية مرعبة استخدمتها الأمهات لتهديد أبنائهن بظهورهم فى حالة مخالفتهم لهن.
وتصور الأمهات "أمنا الغولة" بشكل قريب من "أم الشعور"، أما "أبو رجل مسلوخة" فهى أسطورة يقال إن بطلها طفل ولد بقدم مشوهة أخفته والدته سنوات طويلة عن العيون خوفًا من سخرية الآخرين منه، وحين خرج مرة معها فزع منه الأطفال مما أثار ضيقه وأصبح يخطف الأطفال ويقتلهم بسبب نفورهم منه.
أما "الشمامة" فهى كائن مرعب يطوف على الأطفال أثناء نومهم ليلاً، تتشمم أفواههم وأيديهم لتتأكد من نظافتهم وأنهم غسلوا أيديهم وأسنانهم قبل النوم.