أثارت أزمة السيول التى شهدتها مصر فى عدد من المدن خلال اليومين الماضيين، والتى نتج عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة بسبب عدم الاستعداد الجيد لتلك السيول، عدة تساؤلات، أهمها ما بدا واضحا خلال التعامل مع الأزمة حيث كان الهدف الأكبر هو إزالة هذه الكميات الكبيرة من المياه بأسرع، وعلى الرغم من ان مثل هذه الكارثة تحدث كل عام الا اننا نقع فى نفس الخطأ، فلماذا لا تستعين الدولة بأصحاب الأفكار والابتكارات فى التغلب على هذه السيول والاستفادة منها؟، على غرار الدول الكبرى التى تستخدم هذه المياة فى الزاعة ومنافع أخرى، بإعادة تدويرها.
فبحسب خبراء فإن عدم الاستفادة من مياه الأمطار التي تدفقت بشوارع المحافظات، يعد نوعًا من الضرر العمدى بالأمن القومى المصرى، وذلك لأن حصة مصر من المياه محدودة وتصل إلى 55.5 مليار متر مكعب، إلى أن ما يهطل على محافظة جنوب سيناء من الأمطار صل إلى 21 مليار متر مكعب تمثل 41% من حصة مصر من المياه، وهذا يتطلب أن تكون هناك آليات للاستفادة منها.
البعض الأخر طرح أفكار تستطيع الدولة أن تستفاد من مياه الامطار، بإنشاء خزانات عملاقة تحت الأرض فى المناطق المنخفضة والمحاطة بانحدارات تسمح بتسكين المياه.
من جانيه قال الدكتور علاء رزق، الخبير الاقتصادى، إن ما يحدث فى أزمة السيول كارثة بمعنى الكلمة، مشيرًا إلى أن الأزمة تحدث كل عام، دون تحرك من الحكومة.
أضاف الدكتور علاء رزق، أن أزمة السيول تحصل كل عام فى نفس التوقيت ونفس الأماكن، ولا نتعلم ولا نتعظ ولا نتحرك، مؤكدًا أنه لا بد أن تكون هناك إدارة أزمة لمنع وقوع الأزمة وليست إدارة أزمة تشكل بعد وقوع الأزمة، مشيرًا إلى أن، حصلة مصر من نهر النيل 55 مليار متر مكعب، ومياه السيول فى جنوب سيناء فقط 1 مليار متر مكعب ولم نستفيد منها، وتعتبر مياه النيل فى كل الدول نعمة، وعندنا فى مصر بتعامل معها على أنها نقمة للأسف.
وأتم الخبير الاقتصادى، أن نصيب الفرد فى مصر من المياه 330 متر، وهو ما يضعنا فى الدول الأقل فقرًا فى المياه، ومياه السيول فى مصر ممكن أن نستفيد منها وتعمل نهضة كبيرة وشاملة فى البلد، بدلاً من الخسائر الهائلة البشرية والمادية.
عشرات القتلى والجرحى بسبب السيول
أعلنت وزارة الصحة مصرع 26 شخصا وإصابة 72 آخرين بسبب الأمطار الغزيرة والسيول المستمرة منذ يومين في عدة محافظات.
وذكرت الوزارة أن محافظة جنوب سيناء شهدت وفاة 9 أشخاص، فيما توفي 8 أشخاص وأصيب 23 آخرون بمحافظة سوهاج في صعيد مصر.
وفي محافظة البحر الأحمر توفي 9 أشخاص وأصيب 35 آخرون، بينما أصيب 5 أشخاص في محافظة بني سويف.
وكانت مدينة رأس غارب في محافظة البحر الأحمر هي الأكثر تضررا، وأظهرت مقاطع السيول وقد قطعت الطرق وغمرتها تماما، وتسببت في جرف سيارات، كما وتسببت السيول أيضا في تصدع وانهيار بعض المنازل في هذه المدينة الساحلية الصغيرة.
رواد تويتر ينعون ضحايا رأس غارب ويدشنون هاشتاج "فى القلب"
دشن مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى تويتر هاشتاج "رأس غارب فى القلب" لنعى ضحايا السيول التى اجتاحت المدينة أمس، وأسفرت عن تدمير العديد من المنازل.
وشارك الهاشتاج فى قائمة الأكثر تداولاً بأكثر من 12 ألف تغريدة، وكانت أغلبية التغريدات للدعاء لضحايا السيول.
وكان الدكتور غطاس فخرى مدير مستشفى غارب المركزى قد أعلن عن ارتفاع عدد وفيات السيول بمدينة رأس غارب إلى 10 وفيات.
100 مليون جنيه لتعويض المتضررين من السيول وإعادة البنية الأساسية
قال السفير حسام القاويش، إن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، توجه اليوم السبت، إلى منطقة رأس غارب، لتفقد عواقب وأضرار السيول، منوهًا بأن رئيس الوزراء استمع لأهالى المنطقة المتضررين وأمر بتوفير المساعدات اللازمة لهم.
وأضاف "القاويش" فى مداخلة هاتفية ببرنامج "من الآخر" المذاع على فضائية "روتانا مصرية"، أن رئيس الوزراء طالب وزارة التضامن بسرعة حصر الخسائر الناتجة عن السيول، بمدة أقصاها أسبوع، وصرف المستحقات اللازمة للمتضررين، ونوه بأن هناك توجيها بتوفير 50 مليون جنيه لتعويض المتضررين من السيول، و50 مليون جنيه أخرى لإعادة البنية الأساسية التى تضررت من هذه السيول.
وأشار المتحدث باسم مجلس الوزراء، إلى أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، وجه منذ بداية شهر لعقد غرفة عمليات مركزية داخل مجلس الوزراء، لمتابعة ما يتم اتخاذه من إجراءات بشأن سقوط الأمطار والسيول التى تتعرض لها المحافظات على مستوى الجمهورية.
فتح جميع طرق جنوب سيناء بعد تطهيرها من آثار السيول
أكد اللواء عصام خضر مدير عام مركز العمليات وإدارة الأزمات بجنوب سيناء، اليوم السبت، أن جميع الطرق مفتوحة سواء كانت رئيسية أو فرعية، ومنها طريق وادى وتير – نويبع الفرعى، وطريق كاترين – وادى فيران بعد تطهير آخر 30 كيلومترا من الطريق.
فى نفس السياق، طهرت معدات مجالس المدن والمحافظة والنقل، جميع الطرق من تراكم الرمال والأحجار الموجودة على جانبى الطرق المتراكمة، نتيجة السيول كما تمت تسوية بعض الطرق الفرعية والمدقات لتعود الحركة بطريقة طبيعية لجميع الطرق، كما شفطت معدات مجلس مدينة شرم الشيخ المياه المتراكمة فى بعض الشوارع، وخاصة السوق التجارى القديم بشرم الشيخ .
وعادت الحياة بصورة طبيعية فى جميع الأسواق والمحال التجارية والموانئ والمنافذ، خاصة ميناء نويبع الذى تدفقت حركة الشاحنات والبرادات عليه ذهابا وعودة وأيضا منفذ طابا البرى وميناء شرم الشيخ البحرى وميناء أبوزنيمة.