في الأشهر القليلة الماضية، ورد الي أذهاننا، اكثر من واقعة انتحار، يندي لها الجبين، طفل يتخلص من حياته شنقاً، وأب يلقي بطفليه في النيل تم ينهي حياته هو الآخر، وغيرها من الحالات الصعبة التي نسمع بها من آن لآخر.
ولو بحثنا عن الأسباب سنجد أن هناك أكثر من سبب وراء تلك الوقائع، منها "الشك، والحالة النفسية المتعثرة، وظروف المعيشة الصعبة" ولكن السؤال هنا كيف يستطيع المنتحر ان يتخلص من أطفاله ؟
وبسؤال الدكتور "صلاح هاشم" الكاتب والمفكر السياسي، عن أسباب الإنتحار، قال لـ"انفراد": هذه ظاهرة قديمة ارتبطت بالمجتمعات العلمانية، وليست الدينية، وأسبابها تعود حينما يفقد الشخص، القدرة علي التمييز بين الصواب والخطأ، وعندما يحتدم الصراع بداخله، مابين الممكن والمستحيل، والحلال والحرام، فيلجأ للتخلص من حياته، معتقدا أنه ليس هناك أسوء من حياته التي يعيشها.
وعندما يفقد الإنسان القدرة علي التحايل علي ظروفه وواقعة المرير، يتمكن منه الضعف، وبدأت نسبة الإنتحار في الشباب والمراهقة، نظرا لعدم قدرة الأسرة علي استيعاب التعامل مع أولادهم، كما أن النظام التعليمي ودور العبادة فقدوا دورهم، في الإجابة علي تساؤلات الشباب، ولم تقدم لهم قنوات بديلة للتحايل علي الظروف القهرية، التي يعيشونا.
ويجب علي الدولة أن تبحث عن تقليل تلك الظروف القهرية عن كاهل الشباب، وأن تضع لهم خيارات عديدة للحياة.
من ناحية أخرى، يقول الدكتور على السيد، الطبيب النفسى، أن كل أسباب الانتحار موجودة في مصر، فالانتحار هو نوع من أنواع العنف، لكنه موجه ضد النفس، وقد يرجع لأسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية، بداية من التلوث مرورا بالضوائق الإقتصادية، ووصولا إلى القمع وكبت الحريات".
وأضاف أنه "في الغالب لا توجد حالة انتحار لها سبب واحد، وزاد من تلك الأسباب في الفترة الأخيرة الإحباط الشديد عند الشباب، بسبب ركود الإقتصاد وتعثر الحياة السياسية، وغموض المستقبل وصعوبة الزواج، هذا فضلا عن المشاكل الأسرية والخواء الثقافي والديني" وغيرها من الأسباب.
"الشعور بالذنب يدفع "طفل للانتحار"
في واقعة غريبة للغاية، وتحديدا في 29 أكتوبر من هذا الشهر، انتحر تلميذ بإبتدائى شنقاً، عن طريق ربط حبل في سقف غرفتة بقرية جزيرة ببا التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بني سويف.
وفور انتقال الأجهزة الأمنية، الي مكان الواقعة تم العثور على جثة طفل يدعى “على محمد عيد”، 11 سنة، ومقيم بقرية جزيرة ببا، جثة هامدة ومعلقا فى حبل داخل غرفته.
وبسؤال أهليته تبين أن الطفل بالصف الخامس الابتدائى، وأقدم على شنق نفسه بحبل مثبت بسقف غرفته المسقوفة بالخشب، دون وجود إصابات ظاهرة بالجثة، وعثر بجانبه على وصية لأسرته، يبلغهم فيها إنه اعتاد الكذب عليهم ويشعر بالذنب تجاهم، طالباً مسامحتهم على ما فعله.
الشك يدفع "أب لقتل طفليه والانتحار"
وفي 6 سبتمبر الماضي، وقع حادث أليم شهدته منطقة منشأة البكارى بدائرة قسم شرطة الهرم، حيث دفعت الظروف المعيشية القاسية، رجل فى العشرينات من عمره؛ لأن يقرر فجاءة التخلص من حياته، وقبل إقدامه على الانتحار قرر أن يقضى على طفليه الصغيرين معاً، فاصطحبهما معاً وألقى بهما من أعلى كوبرى الوراق بمياه النيل، وشنق نفسه داخل شقته بالهرم.
الواقعة بدأت ببلاغاً حررت والدة المنتحر، أفادت فيه تلقيها اتصالاً هاتفياً من نجلها "أحمد.ف" 28 عاماً ويعمل سائق، أخبره خلاله بإقدامه على الانتحار، بعدما تخلص من نجليه "إسلام" 10 سنوات و"يوسف" 5 سنوات بإلقائهم من أعلى كوبرى الوراق فى مياه النيل؛ وذلك بسبب سوء حالته النفسية وشكه فى سلوك زوجته الذى دفعه للانفصال عنها.
انتحار شاب بالمنيا
وبتاريخ 13 سبتمبر، الماضي، أقدم شاب في العقد الثالث من عمره، على الانتحار شنقا داخل منزله، في إحدى قرى مركز المنيا.
وتبين ان المنتحر "محمد. ص" (27 عاما) عامل، شنقا، عن طريق "لف" حبل حول رقبته، ولقي مصرعه في الحال.
وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، وتبين وجود إصابات حول رقبة المجني عليه، وبسؤال والده 52 عاما، منجد، قرر أن نجله "مريض نفسي"، وهناك خلافات مستمرة بينه وبين طليقته التي أنجب منها طفلين، واتهم 4 أشخاص بالتسبب في إقدام نجله على الانتحار.
انتحار شاب شنقاً بالمنوفية
وفي 7 سبتمبر الماضي، شهدت قرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، انتحار شاب يبلغ من العمر 29 عامًا، شنق نفسه داخل غرفته لمرورة بأزمة نفسية .
وتبين ان الشاب عثر على جثتة معلقة ب "جنش مروحة" فى سقف الطابق الثالث فى منزله، وكان يُعانى مؤخرًا من أزمة أثرت على نفسيته، وربما اتخذ قرارًا بالإنتحار نتيجة ذلك، وتم نفى الشبهة الجنائية فى الحادث.