أعلنت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى عن تقديم أمين المنظمة إياد مدنى استقالته من منصبه أميناً للمنظمة، وذكر البيان أن استقالة مدنى تأتى لأسباب صحية.
وكان مدنى قد أثار الجدل الأسبوع الماضى بعد تعليق ساخر تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسى أطلقه خلال مؤتمر يجمع وزراء التعليم فى دول المنظمة، قبل أن يصدر بياناً يعتذر فيه، ويوضح أن ما بدر منه كان "مزحة".
فيما أدان سامح شكرى، وزير الخارجية، التصريحات الصادرة عن أمين عام منظمة التعاون الإسلامى إياد مدنى، واعتبرها تجاوزاً جسيماً فى حق دولة مؤسسة للمنظمة وقيادتها السياسية.
وأكد شكرى أن تلك التصريحات لا تتسق مع مسئوليات ومهام منصب الأمين العام للمنظمة، وتؤثر بشكل جوهرى على نطاق عمله، وقدرته على الاضطلاع بمهام منصبه، وهو الأمر الذى يدعو مصر لمراجعة موقفها إزاء التعامل مع سكرتارية المنظمة وأمينها العام.
ووصف سامح شكرى وزير الخارجية، ما قاله إياد مدنى أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى خلال اجتماع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والتعليم "الإيسيسكو"، أن تصريحات إياد مدنى حملت عبارات غير لائقة وغير مقبولة، وتم على الفور رصدها، وإصدار بيان للرد عليها، خاصة وأنها صدرت عن موظف دولى يتولى إدارة منظمة عريقة، تتشرف مصر بأن تكون أحد الدول المؤسسة لها.
فيما أثارت تصريحات إياد مدنى، بحق مصر ورئيسها، موجة استهجان عربية شديدة حتى من الدول الأعضاء بالمنظمة.
بدورها دانت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية، أمس الأحد، التصريحات الصادرة عن إياد مدنى، واعتبرتها تدخلا سافرًا وجسيما فى الشئون الداخلية المصرية وقيادتها السياسية.
وأكدت المنظمة، فى بيان أصدرته، أن هذه التصريحات لا تتسق مع مسئوليات ومهام منصب الأمين العام للمنظمة، وتؤثر بشكل جوهرى على نطاق عمله، ما يتطلب تقديمه الاستقالة فورا فى محاولة لاحتواء الموقف.
وأشار رئيس المنظمة، عبد العزيز عبد الله، إلى أن تصريحات إياد، خلال كلمته فى حفل افتتاح مؤتمر وزراء التربية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، أثبتت فشله فى وظيفته فى تمثيل العالم الإسلامى، حيث تنافى حديثه مع مبادئ الدين ويخلو عن الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية.
وقالت مصادر: إن دولاً عربية ذات تأثير فى منظمة التعاون الإسلامى أجرت اتصالات بالأمين العام للمنظمة، الدكتور إياد مدنى، وطالبته بتقديم استقالته من منصبه فى أعقاب الأزمة التى تسبب فيها مؤخرًا مع مصر.
وأضافت المصادر لـ"انفراد"، أن غالبية الدول الأعضاء بالمنظمة اعتبرت أن ما قاله "مدنى" بشأن مصر ورئيسها تجاوز لا يتسق مع مسئوليات ومهام المنصب الذى يتولاه، كما أنها أحدثت شرخًا فى علاقة مصر مع المنظمة، قد تؤثر بشكل جوهرى على التعاون القائم بين القاهرة ومنظمة التعاون الإسلامى مستقبلاً، لذلك فإن هذه الدول رأت فى استقالة مدنى محاولة لاحتواء الموقف.
فيما ذكرت وسائل إعلام سعودية أن المملكة العربية السعودية رشحت الدكتور يوسف العثيمين أمينا عاما جديدا خلفا للأمين السابق إياد مدنى الذى تقدم باستقالته.