بالصور.. 70 ألف مواطن حائرا بين دمياط والدقهلية.. مركز شباب تفتيش السرو والجمعية الزراعية متلاصقان وكل منهما يتبع محافظة.. والخلاف الحدودى يمنع إنشاء عمارات لإسكان الشباب

يعانى ما يقرب من 70 ألف مواطن من أهالى قريتى تفتيش السرو التابعة لدمياط والإسكندرية الجديدة فى الدقهلية، واللتان تقعان على حدود محافظتى دمياط والدقهلية من الإهمال من المسئولين بالمحافظتين، حيث إن أهالى القريتين أقارب ولكن من محافظتين مختلفتين على الرغم من أنهم جيران فى السكن. المشكلة الإدارية اللواء فايز شلتوت السكرتير العام لمحافظة دمياط ورئيس مركز ومدينة فارسكور الأسبق يقولالمشكلة الحدودية قائمة منذ سنوات طويلة، حيث تطل تلك المنطقة على 4 مراكز إدارية هى: فارسكور بمحافظة دمياط والمنزلة وميت سلسيل والجمالية بمحافظة الدقهلية، رغم أن الزمام الزراعى يتبع مركز المنزلة دقهلية بما فيها أراضى تفتيش السرو التى تتبع إدارياً محافظة دمياط.

وأوضح شلتوت أن هناك 5 آلاف فدان تابع للجمعية الزراعية بالدقهلية داخل الحدود الإدارية لمحافظة دمياط، وقامت محافظة الدقهلية بإنشاء وحدة محلية أطلق عليها الإسكندرية الجديدة، وقاموا بضم أراضىتفتيش السرو والعزب التابعة لها بالمخالفة للقانون. وأشار إلى أنه فى 2006 شرعت محافظة الدقهلية فى نشاء وحدات سكنية "إسكان مبارك للشباب" على أراضى تابعة إداريا لمحافظة دمياط وزراعيا للدقهليةوتدخلنا وحدثت منازعات انتهت بإيقاف المشروع. وأوضح شلتوت أن إنشاء الوحدة المحلية بأى قرية يبدأ من الأدنى للأعلى يعنى القرار يصدر من مجلس قروى ثم محلى المركز ثم محلى المحافظة ثم يتم رفعه إلى مجلس الوزراء، ليقرر إنشاء الوحدة المحلية،وهذا هو الذى لم يحدث عند إنشاء الوحدة المحلية بتفتيش السرو فقمنا بإنشاء وحدة محلية من الباطن وغير معترف بها بمجلس الوزراء أو وزارة التنمية المحلية، ولا يوجد لها ميزانية أو مخصصات مالية ونضطر لأخذ مبلغ مالى من مخصصات قرى فارسكور وتخصيصها لتفتيش السرو. وكشف شلتوت أن الأهالى لديهم رغبة فى الانضمام إلينا لأن لدينا خدمات صحية وتعليمية أفضل وهو ما جعل الأمهات يأتون لوضع أبنائهم فى المنطقة التابعة لمحافظة دمياط لكى يتم تسجيلهم تبعا لمواليد دمياط وعقب الميلاد يعودن مرة أخرى لمنطقتهم فتحول معظم المواطنين القاطنين فى الإسكندرية الجديدة إلى مواطنين من مواليد محافظة دمياط. وأكد شلتوت أننا سنسعى لتقنين وضع الوحدة المحلية بتفتيش السرو لأنها تابعة لمحافظة دمياط، وليس لنا علاقة بقرية الإسكندرية الجديدة ومصرين على الالتزام بالقرار الجمهورى الذى أقر بأن مصرف السرو هو الحد الفاصل بين المحافظتين.

كما أكد أن القضية لن تنتهى إلا بعودة المجالس المحلية ونحن منتظرين عودة المجالس المحلية لإنهاء تلك المشكلة. مضيفاً على الرغم من قرار رئيس الجمهورية الصادر برقم 116 لسنة 1982م، والذى ينص على أن يكون مصرف السرو العمومى فاصلا طبيعيا بين محافظتى الدقهلية ودمياط، إلا أن هذا القرار مازال فى طى النسيان حتى الآن، مشيرا إلى أن عوائد الأرض الزراعية التى تزيد على 4 آلاف فدان والضرائب والصراع فى مجلس النواب والمنافسة على أصوات الناخبين قد عطل حسم الأمر، فدمياط تنفق على هذه القرية من تعليم وصحة وأمن وجميع المرافق التابعة لها وفى النهاية العوائد تذهب إلى الدقهلية والخدمات الموجودة مثل جمعية تنمية المجتمع ومكتب البريد والشئون الاجتماعية والوحدة الصحية والمطافئ ونقطة الشرطة ومركز الشباب والمعهد الأزهرى كلها تابعة لمحافظة دمياط، ولا يوجد للدقهلية أكثر من الجمعية الزراعية. وقال شلتوت إنه يجب الانتظار لحين تشكيل المجالس الشعبية المحلية على مختلف مستوياتها وطرح هذه القضايا للنقاش الموسع لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، وعرض الأمر على رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية لاستصدار القرار المناسب سواء بالفصل الإدارى أو بقاء الحال على ما هو عليه. رئيس مدينة الجمالية من جانبه قال حسام عبد اللطيف رئيس مركز ومدينة الجمالية إن مصرف السرو الأعلى هو الحد الإدارى الفاصل بين قريتى الإسكندرية الجديدة التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية وقرية تفتيش السرو التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط، وعلى الرغم من ذلك فإن الأغلبية العظمى من سكان قرية الإسكندرية الجديدة يحملون بطاقات الرقم القومى الصادرة من محافظة دمياط. وتابع الإسكندرية الجديدة من أحدث القرى التى تم إنشاؤها كوحدة محلية فى عام 1997 وتضم القرية 35 تابعاً وبالرغم من حداثة نشأتها واتساع رقعتها الزراعية التى تصل إلى 17 ألف فدان وسكانها الذين يبلغون 40ألف نسمة إلا أن هذه القرية لا تزال حائرة بين محافظتى الدقهلية ودمياط، حيث ينصفها مصرف السرو العمومى إلى نصفين أحدهما يتبع دمياط وهو النصف الغربى والآخر يتبع الدقهلية وغالبية المواطنين هناك يرغبون فى نقل تبعية القرية إليها فإن الروتين الحكومى والأهواء والمصالح الشخصية والمصالح الانتخابية لعدد من نواب الشعب السابقين وتمسك مجلس محلى محافظة الدقهلية بها قد وقف حائلا دون تنفيذ هذه الرغبة. رغبة أهالى الإسكندرية الجديدة فى الانضمام إلى دمياط ويوضح على حجاج عمدة قرية الإسكندرية الجديدة المشكلة الآن ليست بين مراكز الدقهلية بعضها، وإنما بين الدقهلية ودمياط وقد حضرنا سلسلة من الاجتماعات فى أكثر من لجنة للحكم المحلى سواء بمجلس محلى محافظة الدقهلية أو فى مقر مجلس الشعب منذ ما يزيد على 10 سنوات تمسك خلالها كل طرف بتبعية القرية لمحافظته فقد رفض مجلس محلى الدقهلية الموافقة على نقل الإسكندرية الجديدة إلى دمياط بالرغم من أن الغالبية العظمى من أهلها يرغبون فى الانضمام إلى دمياط، وذلك مجاملة لأعضاء مجلس الشعب عن الحزب الوطنى المنحل بالدقهلية. وأكد العمدة رغبة أكثر من 90% من الأهالى فى الانضمام لدمياط، وذلك لعدة أسباب أهمها قرب المسافة بين الإسكندرية الجديدة ودمياط، والذى لا يزيد على 20 كيلو مترا، بينما تبعد القرية عن المنصورة عاصمة الدقهلية بنحو 75 كيلو مترا علاوة على توفير محافظة دمياط معظم الخدمات لأبناء القرية، حيث تضم 4 مدارس ابتدائية ومدرستين إعدادى وأخرى ثانوى ومركز طب اسرة ومركز شباب ونقطة شرطة. ويوضح محمد سعيد أحد الأهالى أن جميع الخدمات من تعليم وصحة وكهرباء تتبع مركز فارسكور بمحافظة دمياط لكنها مقامة على أرض الجمعية الزراعية التابعة للإدارة الزراعية بالمنزلة، كما أن جميع الزمام الزراعى يتبع مركز المنزلة،ولكن بطاقات الرقم القومى الخاصة بنحو 4 آلاف مواطن من المقيمين بالإسكندرية الجديدة تابعة لدمياط، ما يمثل مشاكل انتخابية. شكاوى نقص الخدمات اشتكى أهالى العزب والتوابعمن الانقطاع الدائم لمياه الشرب والتى لم تصل لتلك العزب منذ أسبوع، فضلا عن انقطاعها طوال أشهر الصيف.

وقال مرتضى الشامى فلاح 53 عاما أحد أهالى المنطقة إن "مياه الشرب منقطعة تماما منذ أسبوع ما اضطر الأهالى إلى اللجوء لقرى الرحامنة وتفتيش السرو، لجلب المياه عن طريق التروسيكل والعربات الكارو، حيث يتم ملئ البراميل والجراكن الكبيرة ومن ثم توزيعها على أهالى المنطقة. ويضيف محمد حسن الدغيدى صياد 48 عاما وأحد أهالى القرية لا أحد يريد أن يتحرك والناس تبحث عن شربة مياه نظيفة أسبوع كامل بدون مياه شرب ونضطر لقطع مسافة 25 كيلو متر لنحضر جراكن المياه من مركز الجمالية. وأشار إلى أن العزبة التى تقع بطول ترعة السلام، يمر من أمامها مياه النيل ولا يستطيع الأهالى العثور على شربة ماء، مؤكدا أن المياه منقطعة منذ أسبوع كما أنها تنقطع طوال أشهر الصيف.

سيارات الربع نقل والتكاتك وسائل انتقال المواطنين يعانى أهالى القريتين من عدم وجود وسيلة انتقال كريمة تقل المواطنين لأعمالهم بين القرى والعزب ويضطر الأهالى والطلاب لاستقلال السيارات الربع نقل والتكاتك، والتى تكون صعبة فى فصل الشتاء بسبب أن معظم الشوارع ترابية وغير مرصوفة.