نجح الرئيس فيما فشل فيه الجميع، نجحت مؤسسة الرئاسة تنظيميا وسياسيا فيما فشلت فيه الأحزاب والتيارات السياسية على مدى ست سنوات ماضية منذ 25 يناير، نجحت مؤسسة الرئاسة فى أن تجمع شباب مصر من الفئات والتيارات المختلفة داخل ساحة واحدة للحوار والنقاش على أرضية واحدة دون خلاف ودون عراك من أجل هدف واحد هو مستقبل مصر.
قلت هنا من قبل أن الكل يتكلم عن الشباب والكل يتاجر بالشباب، وحده الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الذى يتحرك بخطى إيجابية نحو الشباب، يحاورهم وينقاشهم ويفتح لهم الأبواب دون قيد أو شرط، ظهر ذلك فى شهور حكم الرئيس الأولى التى التقى خلالها شبابا من مختلف التوجهات والفئات سواء شباب مبدعين أو شباب البحث العلمى أو شباب سياسيين أو شباب إعلاميين أو شباب رياضيين، ثم أطلق الرئيس مشروع بنك المعرفة وعام الشباب، وتوج ذلك كله تحت عنوان كبير هو المؤتمر الوطنى الأول للشباب المصرى، أكثر من 3 آلاف شاب من مختلف الاتجاهات والأعمار، وأكثر من 80 جلسة نقاشية تبحث فى أحوال السياسة والفن والاقتصاد والرياضة والاجتماع والثقافة والخطاب الدينى تم تحت رعاية السيد الرئيس وبعضها تم فى حضوره من أجل أن يوثق للحظة نادرة أبوابها مفتوحة تستقبل الآراء المتعددة ولا تعرف المصادرة أو الخوف، وفى نفس الوقت ترسم صورة جديدة ومحترمة لشباب مصرى يقدم نفسه أمام الجميع برؤى مختلفة، وأفكار سابقة لعصرها والأهم إدراك من الجميع أن الشباب الذى ظهر على منصات المؤتمر أوضح للجميع أنه يشتبك مع مشاكل الدولة بواقعية لا يملكها الكثير من أهل التيارات السياسية الكبرى.
شهدت جلسات المؤتمر آراء ونقاشات كان البعض من أهل مواقع التواصل الاجتماعى يصدر لجمهوره أن التحدث فيها ممنوع وأن الكلام عنها أو حولها بطولة، فإذا بهم يشاهدون الشباب المشارك يتكلم بحرية ويعبر عن مشاكله ويفتح ملفات ضخمة مثل الشباب المحبوسين وتعديلات قانون التظاهر، وأثبت الشباب المصرى فى هذا المؤتمر قدرة على قراءة الواقع واستخراج حلول غير تقليدية كما ظهر فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر الخاصة بنموذج محاكاة الحكومة المصرية.
فى الوقت الذى شهدت أيام المؤتمر الثلاثة حضور الرئيس السيسى لعدد من الجلسات فى حوار مفتوح مع الشباب المصرى لم تخبرنا السنوات الماضية عن أى تيارات سياسية يزعم من فيها أنهم قيادات عن أى لقاءات مفتوحة عقدوها مع الشباب وتحدثوا معهم وناقشوهم دون سقف أو قيد كما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسى، لذا يأتى نجاح المؤتمر الأول للشباب كبادرة وتدشين لنخبة جديدة قادرة على صيانة وصناعة مستقبل هذا الوطن.