يعانى الكثيرون حاليًا من حالات غريبة من الاختناق فى التنفس وأرجع الأطباء السبب فى ذلك إلى ظهوركارثة السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز ما يؤثر على صحة مستنشقيه.
وفى هذا السياق تقول الدكتورة زينب رضوان، أستاذة طب الأطفال والحساسية بكلية طب قصر العينى: "حرق قش الأرز لا يؤثر فقط على البلدان الريفية التى يحدث فيها ذلك، ولكن أدخنة قش الأرز تسافر لمسافات طويلة وهو ما يجعل تأثير هذه المواد الكيميائية كبيرًا وواسعًا على الجميع، ويعتبر حرق قش الأرز أحد مسببات تغيير تركيبة الهواء فى مصر وانتشار أمراض الحساسية بين الأطفال والكبار".
وأضافت: "هناك 10 خطوات باتباعها يمكن أن تساعد فى تخفيف الإصابة بالأمراض التى تحدث نتيجة التعرض لأدخنة حرق قش الأرز، وهى:
1. المحافظة على تواجد الأطفال فى المنزل قدر الإمكان.
2. غلق كل النوافذ حتى لا تصل الأدخنة وتملأ المنزل وتتعلق فى كل أركانها وتصل لجميع الأسرة.
3. الالتزام بالأدوية المتبعة لمرضى الحساسية فى هذا الوقت من العام.
4. استشارة الطبيب سريعًا فى حالة ظهور أى شىء مختلف على الطفل للتغلب على المشكلة فى أولها.
5. الابتعاد عن الأطعمة التى تسبب حساسية للأطفال.
6. الابتعاد عن العصائر المضاف إليها سكر والوجبات السريعة لأنها تسبب السمنة وهو ما يزيد من حساسية الجسم.
7. تناول الخضراوات والفواكه الطازجة لزيادة قدرة الجسم على مقاومة الحساسية.
8. تناول الشيكولاتة بقدر معقول ولكن بدون حرمان، فهى لا تزيد الحساسية كما يعتقد.
9. الحرص على أخذ التطعيمات ضد فيروسات الأنفلونزا الموسمية وفيروس HIP والالتهاب الرئوى.
10. على الدول البحث إيجاد طريقة بديلة عن حرق قش الأرز.
وفى هذا السياق، أوضح الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس، قائلاً: "أغلب المزارعين يلجأون إلى حرق قش الأرز للتخلص منه وفى نفس الوقت يقومون بإحداث مشكلات صحية كثيرة على الجميع، حيث إن التلوث الناتج عن حرق المخلفات الزراعية يؤدى إلى العديد من الأمراض، وهى..
1. الإصابة بالالتهابات التنفسية خاصة الالتهاب الرئوى.
2. الإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد.
3. قصور فى عمل الدورة الدموية.
4. خفض معدلات الذكاء.
5. زيادة معدلات سرطان الرئة.
6. تشوهات بالأجنة داخل الأرحام خاصة إعاقة اكتمال نمو الرئتين للأجنة.
وتابع: "حرق قش الأرز ينتج عنه ثانى أكسيد الكربون، غاز الميثان، أول أكسيد الكربون أكاسيد النيتروجين، ثانى أكسيد الكبريت،كميات كبيرة من العوائق الهوائية الملوثة، الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، الفورمالديهايد، وكل هذه الغازات السامة تؤثر على مرضى الربو وأمراض الجهاز التنفسى بالإضافة إلى مرضى القلب والأوعية الدموية، ويصيب الأطفال بمختلف أمراض الجهاز التنفسى، وتصل التأثيرات من الأم الحامل للجنين ما يؤدى إلى حدوث بعض التشوهات".
وأضاف: " أدخنة حرق قش الأرز تتصاعد ثم ترتد مرة أخرى لأسف لتخنق الصدور وتترسب المواد الناتجة عنها فى الأنف والمجرى التنفسى حتى الرئتين وهو ما يسبب تهييج وحساسية الأغشية المخاطية ومن الممكن أن تنقل ملوثات الهواء الأخرى السامة والمسرطنة، ولا ننسى أن غاز أول أكسيد الكربون هو القاتل الصامت حيث إنه يعطل عمل الهيموجلوبين فيصبح الدم غير قادر على حمل الأكسجين وبالتالى ينخفض أداء كل أجهزة الجسم، أكاسيد النيتروجين تزيد من نسب الحساسية وأعراضها وأزمات الربو وهو ما يزيد من فرص العدوى بالالتهابات التنفسية خاصة الشعبية فى الأطفال ما يؤدى لتقليل كفاءة الرئتين".