أثار تعدد وقائع الهروب التى شهدتها السجون هذ العام كثيرا من اللغط والجدل الواسع مما أدى لطرح عدة تساؤلات والبحث لها عن إجابات حتى نستطيع التصدى لتلك الظاهرة المتكررة "ما أسباب انتشار تلك الظاهرة؟ "، " كيف نقضى على تلك الظاهرة؟"
من جانبه، أكد مصدر أمني ف تصريح خاص لـ انفراد " أن وزارة الداخلية اتخذت كل الإجراءات القانونية لمعاقبة القوات الأمنية المسئولة عن كل وقائع الهروب بصفة إدارية، غير العقاب قانونيا أمام القضاء، مشيرا إلى اجراء تنسيقا بين قطاع مصلحة السجون بالوزارة والأجهزة المعنية لإحكام الحراسة المشددة على المتهمين ولاسيما " متهمى الإرهاب" لتفادي تكرار الأخطاء.
من جانبه قال اللواء رفيق حبيب، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أن تورط الإخوان فى عمليات الهروب من السجون ف الآونه الأخيرة أمر غير مستبعد، وخاصة للمتهمين المتورطين فى قضايا الارهاب حيث أن الجماعة تريد استغلال هذا الأمر فى تشويه مصر خارجياَ، وإظهار أن الشرطة لا تستطيع تأمين المساجين.
وأكد حبيب على وجوب مضاعفة عدد الحراسة الموجودة مع المتهمين ولا سيما المحبوسين في قضايا الارهاب، لافتا إلى إستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة "اللاسلكي" أثناء الإنتقال بهم إلى خارج السجن حتى لا يتسنى للمتهم آية فرصة للهروب.
وأوضح حبيب أن التنسيق بين وزارتي الداخلية والأجهزة المعنية كوزارة الصحة وغيرها أمر إيجابي لأن نسبة كبيرة من الهروب تحدث أثناء انتقال المساجين للعلاج خارج السجن، مؤكدا على عدم توافر الإمكانات للدولة المصرية هذه الفترة لتجهيز مستشفيات السجن بالأجهزة الطبية الحديثه حيث تتكلف مبالغ باهظة.
وفى ذات السياق، قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن اختيار نوعية المأمورية المرافقه للمتهم لها أثر مهم في إتمامها بنجاح، موضحا وجوب استبدال أفراد الشرطة بالضباط الأكفاء لتلك المهام وخاصة مع قضايا الارهاب.
ودعا المقرحى إلى وجوب دراسة مسبقة للطرق المؤدية إلى النيابات والمستشفيات من حيث القوات والأكمنة التأمينية الموجودة عليها، ومراعاة كيفية تأمين المستشفيات، وغرف الكشف بشكل جيد فى حالة انتقال المساجين للعلاج، مع مراعاة انتماءات الأطباء المكلفين بإجراء الفحص الطبي مضيفا وجوب دخول مأمورية الحراسة إلى غرف الفحص والآشعة.
وألفت المقرحى إلى ضرورة تطوير مستشفيات السجون وجعل كافة التخصصات والأجهزة الطبية بها لمحاربة تلك الظاهرة حيث أن الهروب بهذه الطريقة البدائية لن ينتهى الا بمواجهتها والتصدي لها مؤكدا على حتمية تأمين سيارات الترحيلات للمحاكم والنيابة بعدد أكبر من سيارات الشرطة .
وفى سياق آخر استنكر اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني وصف تلك الوقائع بـ" ظاهرة " مشيرا إلى انها مجرد “عناصر ذات نفوس ضعيفة تفتقر إلى الإحساس بالمسؤولية وتتنازل عن كرامة وظيفتها وتقوم بأعمال تضر بكيان وكرامة الجهاز وهيبته وتورط الداخلية بشكل غير لائق في وقائع تعرقل جهود المخلصين.
وأوضح الخبير الأمني فى -تصريح لـ " انفراد" - أن هناك آلاف التقارير بجهاز التفتيش والرقابة ضد ضباط يتم توقيع الجزاءات والاجراءات المناسبة تجاه المخطئين والمتقاعسين، مشيرا إلى أن جميع المؤسسات وهيئات الدولة بها انحرافات.
أكد لاشين أن هناك آليات لتحجيم تلك الوقائع؛ ففي وزارة الداخلية عدة أجهزة رقابية تقوم بالمتابعة مثل الإدارة العامة للتفتيش والرقابة ومباحث الأمن العام والأمن الوطني وكل جهاز لديه فرع رقابي لجميع العاملين بالوزارة.
هروب تاجر مخدرات بالشرقية
وترجع الواقعة إلى تلقي اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، إخطارا يفيد بتمكن تاجر مخدرات من الهروب من سيارة ترحيلات أثناء ترحيله من نيابة بلبيس والتوجه إلى العاشر من رمضان .
هروب متهم "كائب حلوان"
ومن قبلها كانت واقعة هروب المتهم أحمد محمد الصعيدى، السجين فى قضية كتائب حلوان، والمحبوس بسجن ليمان طرة، الذى تمكن من الهرب أثناء عرضه على مستشفى المنيل العام، بعد أن غافل الحرس المصاحب له أثناء دخوله حجرة الأشعة.
واقعة هروب 6 مساجين بالاسماعيلية
وجدير ان نذكر واقعة الهروب الكبير، حيث تعرض سجن المستقبل بالإسماعيلية إلى هروب 6 مساجين بشكل جماعي من السجن عقب إطلاق أعيرة نارية كثيفة من داخل السجن ومن خارجه.